الأنوار: البابا: التعايش اللبناني مثال للعالم

بالابتهاج والتهليل واناشيد السلام وقرع الاجراس، استقبل اللبنانيون بكل طوائفهم امس البابا بنديكتوس السادس عشر، مظهرين الصورة الجامعة لشعب تواق الى الوحدة والسلام. وقد اعلن البابا لدى وصوله ان التعايش اللبناني يشكل نموذجا لكل الشرق الاوسط والعالم بأسره.
وقد كان في استقبال البابا في المطار الرئيس ميشال سليمان وعقيلته والرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي وعقيلتاهما وكبار الرسميين، اضافة الى البطاركة الكاثوليك والاساقفة.
وقال البابا في كلمته خلال الاستقبال الرسمي في المطار، ان التوازن اللبناني الشهير والراغب دائما ان يكون حقيقة واقعية، سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الارادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعا، آنذاك وحسب، سيكون نموذجا لكل سكان المنطقة والعالم بأسره.
واضاف البابا ان التعايش السعيد اللبناني كليا، يجب ان يظهر للشرق الاوسط باكمله ولبعض العالم انه من المستطاع ايجاد داخل امة ما، التعاون بين مختلف الكنائس، وفي الوقت ذاته التعايش المشترك والحوار القائم على الاحترام بين المسيحيين واخوانهم من الاديان الاخرى.
وعند السادسة مساء وقع البابا الارشاد الرسولي في الكاتدرائية البولسية للروم الكاثوليك في حريصا بحضور رئيس الجمهورية والبطاركة والاساقفة.
وكتب البابا في الارشاد الرسولي الذي هو الهدف الاول لزيارته، اوجه دعوة ملحة الى كل المسؤولين الدينيين اليهود والمسيحيين والمسلمين في المنطقة لكي يسعوا، بالمثال والتعليم، الى بذل كل الجهود لاستئصال الاصولية الدينية. هذا التهديد الذي يطال بدون تفرقة وبشكل قاتل المؤمنين من كل الاديان.
ويتضمن الارشاد الرسولي توصيات السينودس حول الشرق الاوسط الذي عقد في تشرين الاول 2010 في الفاتيكان.
واعتبر البابا ان الاصولية تصيب بالالم كل المجموعات الدينية وتنكر العيش المشترك العلماني الذي طبع بايجابية دولا مثل لبنان.
ويتطرق البابا، بحسب ملخص عن الارشاد وزعه الفاتيكان، الى الهجرة المسيحية من الشرق الاوسط التي وصفها ب النزيف ما يضع المسيحيين في موقف حساس، واحيانا من دون امل ويتحسسون النتائج السلبية للنزاعات ويشعرون احيانا بالذل، رغم مشاركتهم عبر العصور ببناء دولهم.
وقال البابا ان شرق اوسط من دون مسيحيين او مع مسيحيين قلائل لا يعود الشرق الاوسط.
وتابع الارشاد ان البابا يدعو المسؤولين السياسيين والدينيين الى تجنب سياسات واستراتيجيات توصل الى شرق اوسط من لون واحد لا يعكس حقيقته الانسانية والتاريخية.
كما شدد على ان مسيحيي الشرق الاوسط لديهم الحق والواجب في المشاركة الكاملة في الحياة المدنية ولا يجب ان يعاملوا كمواطنين درجة ثانية.
واليوم يلتقي البابا الرؤساء وقادة الطوائف في قصر بعبدا.   

السابق
المستقبل: البابا يرحّب بالربيع العربي: صرخة حرّية
التالي
اللواء: توقيع الإرشاد الرسولي: إنفتاح على حوار الأديان وتثبيت المسيحيين في ديارهم