النهار: 14 أيلول البابا عندنا أكثر من خمسة آلاف عسكري وأمني لحماية زيارة الحبر الأعظم

بعد 15 عاماً من الزيارة التي قام بها سلفه الراحل البابا يوحنا بولس الثاني للبنان في ايار 1997 حاملا الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، يصل البابا بينيديكتوس السادس عشر في الاولى والدقيقة 45 بعد ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي ليعلن في السادسة مساء من بازيليك سيدة لبنان في حريصا الارشاد الرسولي من اجل الشرق الاوسط "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط شركة وشهادة".
وقد لفحت نسائم الزيارة البابوية لبنان بأسره الذي استعد بمعظم مناطقه، حتى تلك البعيدة من مواقع الحدث ومحطاته المتعاقبة طوال ثلاثة ايام، لاستقبال الحبر الاعظم ورأس الكنيسة الكاثوليكية. واكثر المناطق التي ازدانت بالاعلام اللبنانية والفاتيكانية ولافتات الترحيب واقواس النصر هي التي ستشهد مرور مواكب البابا ومحطاته وخطبه السبع التي سيلقيها خلال ايام الزيارة. وبدت بيروت من طريق المطار مروراً بالضاحية الى قلب العاصمة وامتداداً الى المتن وكسروان وبعبدا في "وحدة حال" ندر ان عرف لبنان مثيلا لها، الامر الذي ترك دلالات مؤثرة ومهمة على تلقف كل العائلات اللبنانية الطائفية والسياسية هذا الحدث الكبير بمعزل عن الانقسامات الداخلية.
أما البعد الاساسي للزيارة، فعبر عنه عشية وصول البابا الى لبنان رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان الكاردينال جان – لوي توران باعلانه ان البابا سيشدد على دعوة المسيحيين الى ان يبقوا "اقلية فاعلة" في الشرق الاوسط. وقال لاذاعة الفاتيكان إن الرسالة التي سيحملها البابا الى لبنان لدى توقيع الارشاد الرسولي لسينودس 2010 للمنطقة كلها هي الآتية "على رغم كل الصعوبات انتم هنا منذ قرون، انتم في دياركم وهنا ينبغي ان تزدهروا".
وشدد على انه "يجب التصدي لميل نحو الاضطلاع بدور الضحية، فنحن اقلية فاعلة" في الشرق الاوسط. واوضح ان جانبا آخر من رسالة البابا سيكون الدعوة الى "انقاذ التعددية الدينية لانقاذ المسيحيين". ولفت الى "حقيقة ان المسلمين والمسيحيين والدروز في لبنان يذهبون كل يوم الى المدرسة معاً ويحملون الكتب ذاتها ويمتلكون المعلمين ذاتهم". ورأى ان "هذا الانفتاح الفريد من نوعه في هذا الجزء من العالم يجب ان يصان". لكن توران اضاف: "يجب الا تتوقعوا اعلانا سياسيا"، واصفا الزيارة بأنها "رسولية".

استنفار امني
وقبل ساعات من وصول البابا الى بيروت، علمت "النهار" ان الاستنفار الرسمي لاستقباله بلغ ذروته امس مع انجاز كل الترتيبات الامنية واللوجستية والتنظيمية التي اتخذت بالتنسيق بين اللجنة الرسمية المكلفة هذه المهمة واللجنة الكنسية المعنية.
وكشفت مصادر معنية بهذه الترتيبات لـ"النهار" ان لواء الحرس الجمهوري المكلف حماية البابا استنفر في مواكبة امنية استثنائية كامل عديده وضباطه منذ أول من أمس لتأمين الحماية للبابا ف في محطاته وتنقلاته منذ دخول طائرته الاجواء اللبنانية حتى مغادرته لبنان مساء الاحد. ويساند الحرس الجمهوري في تنفيذ الخطة الامنية التي وضعت لمواكبة الزيارة كل الاجهزة الامنية، كما تشارك فيها قطعات من الجيش وقوى الامن الداخلي في تنفيذ انتشار ميداني كثيف في كل المحطات. واوضحت المصادر ان تدابير امنية اضافية تقررت امس وستشمل كل البقع التي سيمر بها البابا، مع وضع آليات مشددة للغاية للتفتيش والتدقيق لا يستثنى منها احد وتطاول الاعلام والصحافة ايضا في مواكبات التغطية الاعلامية. ويقدر حجم القوى العسكرية التي تشارك في حماية البابا بما لا يقل عن خمسة آلاف رجل. وعلم ان عدد الاعلاميين الذي طلبوا بطاقات لتغطية الزيارة بلغ 1200 بين مراسل ومصور وتقني من مؤسسات اجنبية وعربية واوروبية واميركية.
ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى المشاركة الكثيفة في استقبال البابا غدا على الطريق المؤدية الى قصر بعبدا حيث سيلتقي المسؤولين السياسيين ورؤساء الطوائف الاسلامية وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية.
كما عقد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن أبعاد الزيارة وأهميتها واعتبرها "دعوة الى اللبنانيين لكي يحافظوا على وطنهم الذي قال عنه سلفه الكبير الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني إنه أكثر من بلد بل هو رسالة". وقال إن توقيع البابا الارشاد الرسولي اليوم الموافق عيد ارتفاع الصليب هو بمثابة "ربيع حقيقي للبلدان الشرق الاوسطية".

توقيف وتحرير
الى ذلك، برز مساء أمس تطوران أمنيان جديدان تمثلا في استكمال التوقيفات في الضاحية الجنوبية على خلفية اعمال الخطف واطلاق المخطوف التركي الثاني الذي كان محتجزا منذ أسابيع.
وأعلنت قيادة الجيش انها أوقفت أمين سر رابطة عشيرة المقداد ماهر المقداد "اثر عملية دقيقة وخاطفة لم يتخللها أي اطلاق نار". وأشار الى مباشرة التحقيق مع الموقوف في اشراف القضاء المختص "لكشف ملابسات عمليات الخطف والاخلال بالامن".
وفي الوقت عينه سلمت ما سمي "سرايا المختار الثقفي" عبر وسطاء المخطوف التركي عبد الباسط اصلان الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم في حضور السفير التركي أنان اوزيلديز.   

السابق
الشرق الأوسط: استنفار شامل في استقبال البابا وتعزيزات قصوى حول السفارات الغربية
التالي
الطيران الاسرائيلي القى بالونات حرارية قبالة شاطىء صور