النقمة تتزايد والنصر يقترب

تشير المعلومات المتوافرة لدى العديد من الدوائر القيادية اللبنانية إلى تسارع عمليات الحسم على الأرض في سورية، في ظل تبدلات جوهرية حصلت أخيراً تغير نوعياً في المعطيات التي تتحكم باتجاه الصراع، واحتمالات المآل السياسي الذي سينتهي إليه.
التحليلات الواردة عبر الصحف ووكالات الأنباء العالمية حول الأحداث في سورية، بدأت تعطي حيزاً كبيراً لعنصرين حاسمين في المشهدين، وهو الطابع الإجرامي للعصابات المسلحة، ولما ترتكبه من مجازر ضد المواطنين والجنود السوريين، وكان لافتاً قبل أيام قليلة صدور تقرير شامل لوكالة الصحافة الفرنسية شبه الحكومية، عن مذابح نفذها مقاتلو ما يسمى بـ»الجيش الحر» في عدة مناطق سورية، بينما تحدثت وكالة «الأسوشيدت برس» عن الدور المتعاظم للمخابرات الأميركية في قيادة العصابات الإرهابية وما يمثله ذلك من تناقض بدأ النقاش بشأنه في الولايات المتحدة مع المزيد من المعلومات الموثقة، حول نشاط «القاعدة» وجماعات التكفير، على الأراضي السورية.

أما التحول الثاني الذي تشهد به وكالات الأنباء الغربية وتؤكده أخبار تلفزيونية وصحافية لم تتمكن «المعارضات» السورية من التنكر لها، هو أن معظم البلدات والمدن التي ظهرت فيها لأول مرة منذ مطلع الأحداث شعارات إسقاط النظام، وكانت تعتبر معاقل للتنسيقيات وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين وتيار التكفير، باتت تشهد منذ أسابيع قليلة تظاهرات تطالب بخروج المسلحين، ودخول الجيش السوري، وقد سجلت تظاهرات عدة في أرياف دمشق ودرعا وإدلب وحلب، وتكررت أسماء البلدات التي اعتبرت معاقل «للمعارضة» ولكن هذه المرة بوصفها معاقل احتجاج على الوجود المسلح، والمطالبة بالجيش السوري والدولة. ويعزو الخبراء هذا التحول إلى حالة التعب والإنهاك التي أصابت المواطن السوري العادي، نتيجة الممارسات الإجرامية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، وما تسببه من نزيف اقتصادي واجتماعي وقلق أمني يعيشه السوريون يومياً، في حين أن تركيبة العصابات المسلحة لا توحي بالثقة، ولا هي تعبير عن قوى تغيير إلى الأفضل، بل إن الاهتراء السياسي والارتهان للخارج، وأعمال القتل تدفع بالسوريين العاديين إلى مقولة «ظلم الدولة مع الاستقرار، ولا حريتكم المجبولة بالدم والعمالة للخارج».

في هذا المناخ تتسع موجة احتضان الجيش السوري على صعيد المجتمع، وهي القاعدة الداعمة للرئيس بشار الأسد ولمشروعه الإصلاحي، ويتضح أكثر فأكثر، أن الغالبية المطالبة بفرض عودة الاستقرار وبالحسم ضد العصابات الإرهابية وفوضى السلاح، آخذة في الاتساع حيث انضمت الى صفوفها جماعات كانت تساعد ما سمي بالحراك الشعبي قبل سنة ونصف فباتت تجد أنه لا إصلاح بدون استقرار ولا استقرار إلا من خلال فرض سيطرة الدولة بالقوة وتصفية العصابات الإرهابية التي تعبر عن عدوان أجنبي، تقوده الولايات المتحدة.

مصادر دبلوماسية تعتقد أن الدولة السورية قادرة في مدى الأسابيع المقبلة على تحقيق إنجازات كبيرة في الميدان، وإن ذلك سيرتب تغيراً مهماً في ميزان القوى السياسي بصورة من شأنها أن تدفع بفصائل وأفراد وشخصيات من المعارضة الوطنية إلى التجاوب مع دعوات الحوار دون تردد أو تحفظ، وترى المصادر عينها أن إنجازات كبيرة أصبحت على طريق التحقق في هذا المجال، وستشكل ضربة قوية لحلف العدوان على سورية، قبل نهاية العام الجاري.  

السابق
بالإذن من سعادتك تعتيرنا مكفينا
التالي
شيعة السفارة: فِدا إجر فيلتمان!