اللواء: البابا يطأ أرض السلام اليوم على إيقاع زلازل المنطقة

عند الواحدة والدقيقة 45 يطأ البابا بنيديكتوس السادس عشر ارض لبنان، بدءاً من مطار رفيق الحريري الدولي، في رحلة تجمع بين الراعوية والرسالية، لتدعم التعايش والاستقرار في لبنان، في منطقة ملتهبة اساساً، وفي لحظة زمنية زادها التهاباً الاعتداء البشع على مشاعر اكثر من مليار و300 مليون مسلم، عبر "الفيلم المخزي" على حد تعبير البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي، الذي اعتبره "اساءة لجميع الاديان"، مؤكداً ادانته بشدة للفيلم، مطالباً بسحبه ووقف الاساءة.
وللمناسبة التي توليها القيادات الاسلامية الروحية والسياسية والكتل والتجمعات ما تستحق من عناية واهتمام في سياق الشراكة الوطنية الاسلامية المسيحية التي تنشد العيش معاً والسلام معاً، في اطار من الاحتدام المتبادل والتطلع الى ان يكون لبنان ارض حوار وسلام، بعد اصرار الدوائر المعادية، سواء في الولايات المتحدة الاميركية او الدول الغربية الاخرى على اثقال العلاقة بين الغرب والعالمين العربي والاسلامي بالاساءات المقصودة الى دينهم ورسولهم، من الرسوم الكاريكاتورية عام 2005 الى فيلم "براءة المسلمين" عام 2012.

واكتملت الاستعدادات للاستقبال والترحيب والضيافة للزائر الكبير، سواء في القصر الجمهوري وبكركي او المحطات الاخرى التي تشملها الزيارة التي تستمر للاحد، حيث ستكون المحطة الاولى بعد الوصول توقيع الارشاد الرسولي الخاص لمجمع الاساقفة من اجل الشرق الاوسط في حريصا، على ان يكون يوم السبت، من اكثر المحطات اثارة على الصعيد الرسمي، من خلال زيارة البابا للقصر الجمهوري، واللقاءات التي يعقدها مع الرؤساء الثلاثة وعائلاتهم، ومع رؤساء الطوائف الإسلامية، ويلي ذلك لقاء مع أكثر من 600 مدعو من أعضاء الحكومة ومؤسسات الدولة والهيئات الدبلوماسية ورؤساء الطوائف وممثلي الهيئات الثقافية، ويلقي أمامهم كلمة، ثم يزرع شجرة في حديقة القصر، وقد اعد له استقبال شعبي عند دوار "الصياد".
ولن يكون للبابا غداء في القصر، إذ تقرر أن يكون الغداء يوم السبت مع البطاركة والأساقفة في مقر بطريركية الأرمن الكاثوليك في بزمار، ويلي ذلك لقاء مع الشبيبة الذين سيحتشدون في باحة بكركي، ويخطب فيهم.
أما المحطة الشعبية التي يرجح أن تكون حاشدة، فستكون يوم الأحد، وهو اليوم الأخير من الزيارة، والذي سيبدأ بالقداس الذي يقيمه البابا في الواجهة البحرية (البيال) في بيروت، ويتخلله عظة وصلاة التبشير، ثم كلمة، ويستمر القدّاس من العاشرة صباحاً ولغاية الثانية عشرة ظهراً، ويليه غداء في مقر السفارة البابوية في حريصا ويتبعه لقاء مسكوني في بطريركية السريان الكاثوليك في الشرفة – درعون، قبل أن يتوجه الى المطار في السادسة والنصف مساء، حيث سيقام له حفل وداع يتخلله خطاب.
وبحسب معلومات لمصادر مطلعة، فانه اتخذت إجراءات مشددة حول السفارة الأميركية في عوكر والسفارة الهولندية في الأشرفية، من ضمن احتياطات أمنية على اثر ورود دعوات عبر "الفايسبوك" و"تويتر" لتنظيم تظاهرات إلى هاتين السفارتين احتجاجاً على الفيلم الذي يسيء للرسول محمد (ص).
وكشفت هذه المصادر عن اتصالات جرت أمس مع العديد من القيادات الدينية الإسلامية لضبط وتيرة خُطب الجمعة اليوم والالتزام بالتهدئة، خصوصاً أن لا أحد من القيادات السياسية يريد الدخول على الخط والتحريض على أعمال شبيهة بما حدث أمام لسفارة الدانمركية في بيروت في 5 شباط 2006، احتجاجاً على رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص).
تجدر الإشارة إلى أن جميع القيادات اللبنانية من إسلامية ومسيحية بادرت إلى التنديد بالفيلم الأميركي ودعت في الوقت نفسه إلى عدم اللجوء الى ردات فعل، والانتباه إلى ما يخطط من تحضير للفتن، لكي لا نقع فيها.

تحرير التركي الثاني
وإذا كانت هذه الخطوة الاميركية ستلاقى صدى سلبياً، فإنه سجلت، امس، على صعيد قضية المخطوفين، خطوة ايجابية، تمثلت بتحرير المواطن التركي الثاني عبد الباسط اوسلان الذي كان مخطوفا لدى مجموعة "الامام الرضا" التي انشقت عن "سرايا المختار الثقفي"، وقد تسلمه السفير التركي في بيروت ايتان اوزلديز من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي شدد على الطابع السري لعملية التحرير التي تمت في منطقة الشويفات.
وتزامنت هذه الخطوة، مع اعلان الجيش اللبناني عن توقيف امين سر رابطة آل المقداد ماهر المقداد، اثر مداهمة تمت في قبل المخابرات في حي الاميركان في الضاحية الجنوبية.
وقالت القيادة في بيان، ان العملية تمت تنفيذاً للاستنابات القضائية المتعلقة بتوقيف عدد من المطلوبين للعدالة في جرائم الخطف وحمل السلاح وقطع الطرق.
ونفت القيادة ان يكون تخلل العملية التي وصفتها بالدقيقة والخاطفة، اي اطلاق نار.
ولوحت عشيرة آل المقداد بالتصعيد في حال لم يتم اطلاق الموقوفين من العائلة حتى ولو تزامن ذلك مع زيارة البابا.
ولفتت مصادر مطلعة ان هذه الخطوة ستساعد حتماً على إنهاء فصول عمليات الخطف، ولا سيما في ما يتعلق بالمخطوفين اللبنانيين في سوريا، حيث سجل امس خطوة قام بها رئيس جمعية "إقرأ" الشيخ بلال دقماق الذي توجه امس الى تركيا، معلناً ان الجواب العملي على وساطته سيتبلغه اليوم، باحتمال اطلاق مخطوف أو اثنين.
 

السابق
الأخبار: مصادرة أموال نصر الله في أميركا!
التالي
الأنوار: ترحيب مسيحي – اسلامي بزيارة البابا وادانة للفيلم – المؤامرة