الشرق الأوسط: استنفار شامل في استقبال البابا وتعزيزات قصوى حول السفارات الغربية

استكمل لبنان التحضيرات اللازمة لاستقبال بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر الذي يصل إلى بيروت الثانية من بعد ظهر اليوم، ليكون لبنان الرسمي والشعبي باستقبال الضيف الكبير. ولهذه الغاية وضع الجيش والأجهزة الأمنية في حالة استنفار قصوى، لتوفير الحماية وإضفاء جو أمني مريح، خصوصا أن المناسبة تأتي في ظل وضع أمني ضاغط في لبنان جراء تأثيرات الأحداث في سوريا، وتداعيات الفيلم المسيء للرسول. وأعلن مصدر أمني أن "الخطة الأمنية أخذت طريقها إلى التطبيق ووضعت بمرحلتها القصوى، وهي مستمرة إلى حين انتهاء الزيارة ومغادرة الحبر الأعظم لبنان، مساء الأحد المقبل".
ويوضح مراقبون أن لبنان يسعى إلى أن تظهر الزيارة أن الحالة الأمنية العامة جيدة، وذلك من أجل بث رسالة طمأنة للعالم، خاصة بعد موسم شهد تقلبات وأحداثا أدت إلى هروب السياحة العربية والغربية من الساحة اللبنانية بشكل مؤثر.
إلى ذلك، رفعت السلطات اللبنانية من الإجراءات الأمنية المفروضة حول السفارات الغربية لدى لبنان، وخصوصا السفارة الأميركية، واستقدمت تعزيزات تحسبا لأي استهداف محتمل في ظل الأجواء المشحونة، وبسبب الغضب العارم من الفيلم المسيء.
في هذا الوقت، وعلى صعيد ذي صلة بخطوات السيطرة على الأمن العام، بقي ملف مستشار الرئيس السوري بشار الأسد النائب والوزير الأسبق ميشال سماحة، محور اهتمام القضاء العسكري، خصوصا بعد إدخال المدير العام السابق للأمن العام اللواء المتقاعد جميل السيد على الملف، بعد أن أثبتت شعبة المعلومات أن السيّد كان يرافق سماحة في رحلة نقل المتفجرات من سوريا إلى لبنان، التي كانت معدة لتفجير مآدب إفطارات واغتيال شخصيات سياسية ودينية في عكار (شمال لبنان)، من أجل إثارة الاقتتال الطائفي والمذهبي.
ولم يستجوب قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا اللواء السيد في هذه القضية كما كان مقررا، أمس، بسبب مستجدات طرأت على الملف، مما استدعى تأجيل هذا الاستجواب إلى مطلع الأسبوع المقبل، وأكد مصدر قضائي لـ"الشرق الأوسط" أن "تأجيل جلسة السيد مرده إلى ما طرأ على الملف، لا سيما مسألة اكتشاف تسجيل صوتي للحديث الذي دار بين سماحة والسيد، والذي عثر عليه فرع المعلومات داخل سيارة سماحة، واطلاع قاضي التحقيق على مضمون هذا التسجيل ليكون ملما بمحتواه، ولسؤال السيد عنه إذا ما استدعى الأمر ذلك".
وحول ما إذا كان فرع المعلومات أنجز تفريغ التسجيلات المشار إليها، لفت المصدر القضائي إلى أن "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر تسلّم من فرع المعلومات محاضر وتقارير جديدة بما فيها تفريغ التسجيلات، وأحالها على القاضي أبو غيدا الذي بدأ دراستها وتقييم ما فيها من أدلة ومعلومات جديدة لاتخاذ المقتضى بشأنها".
وكشف المصدر أن "المعلومات الكاملة التي طلبها القاضي صقر من فرع المعلومات حول الأسماء الواردة في ملف سماحة، تعني تزويده بكامل هوية (مدير مكتب الأمن الوطني السوري) اللواء علي مملوك، والعقيد عدنان الذي يعمل في مكتبه، وذلك بهدف إرسال مذكرات التبليغ لهما، ومن ثم اتخاذ الإجراءات والمذكرات العدلية التي تستوجب أن تكون هذه المعلومات عنهما بحوزة القضاء".
وكانت معلومات صحافية أفادت بأن شعبة المعلومات "تمكنت من كشف جهاز تسجيل إلكتروني كان موجودا في سيارة سماحة، ويعمل بصورة دائمة، حيث كان يعمد إلى تفريغ محتوياته وتقديمها في تقارير مفصلة إلى الاستخبارات السورية، ووجدت في الجهاز من بين ما وجدت، بالتاريخ والساعة، أن جميل السيد كان في السيارة التي نقلت المتفجرات من سوريا إلى لبنان، وعلى الطريق كان يتحدث إلى سماحة محللا الوضع السياسي، وانتقد بشدة حلفاء سوريا الذين تخلوا عنها، وشن هجوما على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، وقال حرفيا: (هيدا جنبلاط يجب أن يقتل لازم يُقتل)".. في حين أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق أن "جميل السيد تحدث لسماحة في السيارة عن قتل جنبلاط، واقترح أن يكون النائب جنبلاط على قائمة لائحة الاغتيالات".
 
 

السابق
الحياة: واشنطن تفرض عقوبات على نصرالله وقياديين لدعمهم نظام الأسد ودورهم في نشاطات ارهابية
التالي
النهار: 14 أيلول البابا عندنا أكثر من خمسة آلاف عسكري وأمني لحماية زيارة الحبر الأعظم