السيّد ليس على علم بالمتفجرات

كان مقدّراً لملف مستشار الرئيس السوري بشار الأسد النائب والوزير الأسبق ميشال سماحة، أن يتشعّب ويسلك مسارات جديدة، باعتبار أن المخطط الذي كان يُعدّ النظام السوري لتنفيذه في لبنان، تتعدّى مسؤوليته الأشخاص الأربعة الذين تحدث عنهم سماحة في اعترافاته، وهم الكبير (بشار الأسد) والقيادي الأمني الأول في سوريا اللواء علي مملوك والعقيد عدنان الذي يعمل في مكتبه وهو أي سماحة.
طبعاً لم تكن التطورات التي طرأت على الملف، والمتمثلة بإعلان وجود اللواء المتقاعد جميل السيد برفقة سماحة في رحلة نقل 24 عبوة ناسفة من دمشق الى بيروت في 7 آب الماضي، مفاجئة لكثيرين باعتبار أن خبرة السيد الأمنية الواسعة وموقعه بالنسبة للنظام السوري لا تجعله بعيداً عن المعرفة بهذا المخطط، بغض النظر عمّا إذا كان متورطاً فيه أم لا.

وذكرت مصادر متابعة أنه صحيح أن آلة التسجيل المثبتة في سيارة سماحة، والتي تسجل أتوماتيكياً كل ما يدور من أحاديث داخل السيارة، قطعت الشكّ باليقين لجهة وجود السيد مع سماحة، إلا أن مضمون الحديث الذي دار بين الإثنين بقي بمعظمه غامضاً، وهو سيكون محور استجواب هذا الضابط المتقاعد أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا مطلع الأسبوع المقبل، باستثناء ما تسرّب عنها لجهة الهجوم الذي شنّه السيّد على حلفاء سوريا في لبنان، واقتراحه بأن يكون النائب وليد جنبلاط على رأس من يجب اغتيالهم في لبنان، وقوله "جنبلاط يجب أن يقتل".

وفي وقت اكتفى مرجع أمني بالقول "إن كل ما استجدّ على ملف سماحة، والواقعات المتعلقة بوجود جميل السيد معه، بات في عهدة القضاء العسكري بما فيها التسجيلات". ومؤكداً "القضاء هو من يحدد مدى مسؤولية السيد في هذا الملف، وما إذا كان على علم بالمتفجرات أم لا". لفت مرجع قانوني الى أن "مسألة مرافقة السيد لسماحة حُسمت، فهو ـ أي السيد، اعترف بها ضمناً في مؤتمره الصحافي". وأوضح المرجع لـ"المستقبل"، أن "التحقيق مع السيّد سيتركز على ما إذا كان على علم بوجود المتفجرات في سيارة سماحة بالدرجة الأولى، ومعلوماته حول هذه القضية".

وقال "لا بد من الأخذ في الاعتبار معطيات عدّة تتقاطع وتعزز فرضية أن يكون اللواء السيد على علم بمحتوى سيارة سماحة، وهي: أولاً مسارعة الأول الى منزل الثاني لحظة إعلان توقيفه وتحميل حلفاء سوريا مسؤولية توقيفه ومطالبتهم بالعمل لإطلاق سراحه فوراً. ثانياً الكشف عن أن السيد ذهب الى دمشق بسيارته وعاد برفقة سماحة وهي المرة الأولى التي يترافقان فيها. ثالثاً واقعة دخول المحامي مالك جميل السيد الى مكتب القاضي أبو غيدا لدى إحضار سماحة لاستجوابه لأول مرة، وطرح سؤال واحد مفاده "هل كان اللواء السيد على علم بهذه المتفجرات" فكان جواب سماحة بالنفي، وعلى أثرها غادر مالك السيد مكتب قاضي التحقيق، مطمئناً الى أن والده خارج القضية. رابعاً ورود معلومات من شهود عيان تؤكد أن السيد كان يجلس الى يمين سماحة أثناء عبور نقطة المصنع في 7 آب الماضي".

وسأل المرجع القانوني "ما دام جميل السيد ليس على علم بالمتفجرات، لماذا لم يأتِ سماحة على ذكر أنه كان برفقته؟، ولماذا أكد سماحة أكثر من مرة أمام شعبة المعلومات وأمام قاضي التحقيق، أنه كان بمفرده أثناء نقل المتفجرات رداً على الأسئلة المتكررة التي وجهت اليه؟، ما هو السبب الذي حدا بسماحة الى إخراج السيد من القضية وعدم إثارة أي شكوك حوله؟".  

السابق
فيلم..
التالي
القاهرة: حنين أقلّ