اتركوها حتى لا تضيع

اعتصامات ومظاهرات واحتجاجات ومبيت بالساحات والتهديد والوعيد واتهامات من هنا وهناك وسب وشتم وطعن بالذمم واتهامات بالفساد..!
كل هذا بحق من؟ بحق اشخاص او فئات او مجاميع او بحق الوطن الأم الذي احتوى كل الطوائف والاديان والفئات..! هل ما يحصل بالساحة السياسية والامنية لمصلحة الوطن ام ضد المصلحة العامة؟، لقد اصبح البلد في فلتان سياسي وامني ظاهر للعيان واصبح محسوسا وملموسا من الجميع ان هناك خطرا مجهولا يحوم فوق سماء وطننا الكويت.. وان هناك من يريد بنا سوءا ويريد لنا الدمار والخراب،، كالطالب الفاشل دراسياً يتمنى ان يفشل كل التلاميذ حتى لا يقال عنه أنه فاشل.

ان ما نمر به اعظم مما مررنا به اثناء الغزو العراقي! حيث ان العدو كانَ معروفا، ولكن الآن لا نعلم من هو عدونا..! هل هو أحدنا أم من خارج وطننا..؟ ما ذنب أبنائنا وشبابنا التائه بين هذا الكلام وذاك.. لم يعد يعرف من هو الذي على حق ومن هو الذي يريد بنا الخير وأي جهة معها يقف او يؤيد؟
لقد اختلطت الامور والأوراق.. واختلط الحابل بالنابل واصبح الكل ينادي بالقضاء على الفساد واصبح الكل ينادي بالإصلاح… وكل فئة تتهم اختها بالفساد واصبحت جرائدنا تقرأ من قبل الناس بالخارج ليس حباً فينا بل شماتة الاعداء… والكويت تنزف دماً ودمعاً حسرة على ما آلت اليه الاوضاع من تردٍ..

كنا خير البلدان وخير الشعوب كنا نأمر بالمعروف ونفعله وننهي عن المنكر ونتجنبه…! كنا نحب بعضنا بعضا وكنا نتراحم ونتسامر.. والامن والامان منتشر في جميع ارجاء البلاد..
اما الأن اصبحنا نتفاخر بالطائفية والفئوية والحزبية واصبحنا طوائف وفئات واحزابا تتناحر ضد مصلحة البلد…
توقفت التنمية وتوقفت عجلة الحياة السياسية وبانت المخالب والانياب لتمزق كل ما هو جميل ورائع في حياتنا.. وانتشرت الفوضى وبدأ القلق يخيم على وجوهنا، والامن والامان اصبح شبه مفقود فكثرت الجرائم وسالت الدماء في بعض من انحاء الوطن واصبح الدم رخيصاً وازهاق الارواح سهلاً ومن دون مبرر وانشغلت وزارة الداخلية في حماية من افترش الارض بالسجاد ويأكل الدجاج والبطاط في الهواء الطلق وانشغلت الحكومة عن البناء وفتحت ابواب الصراع مع الاخرين واصبح لديها عذر لإقرار الميزانيات من دون رقابة.

ما ذنب العامة من الشعب او كما نسميهم الغالبية الصامتة؟.. هل المطلوب ان تنقلب هذه الغالبية العظمى على الجميع ويخرجوا الى الشارع منددين ومطالبين بإسقاط المتصارعين… ولكن يعلم الجميع ان هذه الغالبية الصامتة تحب وطنها وحكامها وهذا ما تربّت عليه من زمن بعيد وارتضت لنفسها الهدوء والطمأنينة والتوكل على الله…
اننا نقول لاطراف الصراعات من كلا الجانبين اتركوا البلد حتى لا تضيع، اتركوها بأمان حتى لا نندم كلنا ويكون قد فات الفوت يوم لا ينفع الصوت.. فالحوار هو السبيل الى حل كل الامور والتفاهم ووضع النقاط على الحروف والمصارحة والمكاشفة هي السبيل الى علاج اي مشكلة.  

السابق
إحراج أميركا أم ثورات الربيع العربي ؟
التالي
التسوية التاريخية وولادة قطب شيعي ثالث؟