طالبات الجنوب في كليات بيروت: معاناة وتحديات

فتيات حملن الجنوب في قلوبهن، ترعرعن بين أحضانه، فلم يكن لهن مساحة جرداء على خريطة تدل على انتماءهنّ الجغرافي فقط بل هوية ووطناً. طالبات وضَّبن أمتعتهن وما يحملن من ذكريات ومعاناة، وقررن متابعة دراستهن الجامعية في بيروت، نظراً للصعوبات التي تواجههن في بلداتهن، من بعد مسافة الجامعات، وعدم توفر جميع الاختصاصات، وصعوبة المواصلات والكثير غيرها…
"شؤون جنوبية" توجهت الى طالبات الجامعة اللبنانية اللواتي قدمن من الجنوب وسألتهن عن أبرز الصعوبات والمشاكل التي تعترضهن أثناء دراستهن وإقامتهن في بيروت ورأيهن بالوضع الحالي للجامعات.

افتقار الى عنصر الشباب وتفشي الواسطات
وجدت لميا حلاوي (21عاماً – طالبة في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية) أنه رغم وجود بعض الحسنات للجامعة اللبنانية إلا أن مساؤوها كثيرة، تبدأ من الواسطة التي تحتاجها من اليوم الأول في الجامعة، إضافة الى الاصطدام بين الطالب والأساتذة الذين هم دائماً مضربون فيضيع العام الدراسي لتُعطى الدروس بعدها بشكل موجز وسريع نظراً لضيق الوقت.
"أما نظام الجامعة فقد أصبح مناسباً بعد التعديل الأخير عليه، حيث أصبح معدل النجاح تقريباً45/ 100. لكن ما يحزن جداً في هذه الجامعة المبنى القديم والادارة التي تفتقر الى عنصر الشباب والى التجهيزات الحديثة". ولم تنس لميا الإشارة إلى معاناة الطالبات في إيجاد مساكن في الجامعة أو أخرى قريبة منها، والفساد الأخلاقي المتفشي في الجامعات، فالجامعة ليست مكانا للحب والغرام بل هي صرح علمي لنشر العلوم والثقافة".

مسرح للمناكفات الحزبية
لم تختلف الطالبة (زينب أبو هاشم – 21 عاماً – كلية الاعلام والتوثيق) عن زميلتها لميا في الرأي، "فمعظم الطلاب لا ينجحون الا بالواسطات، والجامعة هي مسرح للمناكفات الحزبية، والحزب الرابح في الانتخابات هو الحاكم أو القوي، ويسيّر كل الأمور تبعاً لرغبته وذوقه، وحتى الأساتذة يريدون أن تسير الأمور حسب أهوائهم، وكونها جامعة لبنانية لا يجب أن نندهش من الآن وصاعداً من هذه الأمور.

سوء تنسيق وتلاعب
اعتبرت سارة عليان (20 عاماً) إبنة البلدة الجنوبية "البياضة"، (طالبة في كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية)، "أن في الجامعة تضارباً واضحاً بين المواد وسوء تنسيق كبير بين الأساتذة، الأمر الذي يتحمل نتيجته الطالب فيقف حائراً مدهوشاً، إضافة الى الواسطات التي بلغت حداً لا يعقل، فالموظفون المسؤولون عن إدارة شؤون الطلاب هم أول من يتعامل بالمحسوبيات، وكل طالب له يد في الادارة تعمل على تلبية مطالبه". وقد ذكرت سارة حادثة عن تلاعب إدارة الجامعة بأسماء الطلاب الذين قدموا طلبات للخضوع لتدريب في مصرف لبنان المركزي فأتت الأسماء تبعاً للواسطات.

هذه الجامعة التي تضم أعداداً كبيرة من الطلاب الذين لم تسمح لهم أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بالالتحاق بجامعات خاصة في لبنان أو خارجها كأولاد رجال الأعمال والساسة والقادة الحزبيين، يصادفون يومياً الكثير من المشاكل في اروقة الجامعات من مذهبية وطائفية، واسطات وأيدٍ خفية تحقق ما في نفسك من أماني وسيطرة للأحزاب والتيارات السياسية، ومع هذا كله تبقى الجامعة اللبنانية بنظر الكثيرين جامعة للطوائف والأديان ورمزاً للعيش المشترك!!  

السابق
موعد على العشاء بمليوني دولار !!
التالي
الراعي: الإرشاد الرسولي هو للشرق الأوسط ونأمل أن تحققه المسيحية والاسلام