جنبلاط يجب أن يُقتل !!

بدا واضحاً لـ"المستقبل" أن اللواء المتقاعد جميل السيد تلهى بـ"التقشيرة" التي رمتها له "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي، في قضية الوزير السابق ميشال سماحة، وغاب عن باله أن "البيضة" الأساس، باتت أمام القضاء، وتحمل في صفارها نوايا إجرامية ضد عدد من الشخصيات السياسية، في مقدمها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط.
علمت "المستقبل" أن "شعبة المعلومات" تمكنت من كشف جهاز تسجيل إلكتروني كان موجوداً في سيارة سماحة، ويعمل بصورة دائمة، حيث كان يعمد على تفريغ محتوياته وتقديمها في تقارير مفصلة إلى الاستخبارات السورية، ووجدت في الجهاز من بين ما وجدت، بالتاريخ والساعة، أن السيد كان في السيارة التي نقلت المتفجرات من سوريا إلى لبنان. وعلى الطريق كان يتحدث إلى سماحة محللاً الوضع السياسي، وانتقد بشدة حلفاء سوريا الذين تخلوا عنها، وشن هجوماً على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، وقال حرفياً :"هيدا جنبلاط يجب أن يقتل .. لازم يُقتل".

كان عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق قال في حديث لـ"قناة المستقبل" إنّ "السيد تحدث لسماحة في السيارة عن قتل جنبلاط"، مضيفاً: "السيد إقترح أن يكون النائب جنبلاط على قائمة لائحة الإغتيالات".
في معلومات "اللواء" أن جنبلاط احيط علماً بهذه الواقعة خلال الزيارة التي قام بها اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن إلى المختارة، وسمع تسجيلاً للعبارات التي تخصه في حديث سماحة والتي تضمنت كلمة القتل.

كشفت مصادر مواكبة للتحقيقات لـ"النهار" في هذا الصدد ان مواد التسجيل الذي يتضمن ما دار بين سماحة والسيد نقلت الى النيابة العامة قبل خمسة أيام وكانت الاساس الذي بني عليه ملف السيد. وقالت إنه بعد التدقيق اكتشفت آلة التسجيل الصوتية الالكترونية في سيارة سماحة التي ثبتها فيها على ما يبدو لنقل أحاديث من تجمعه بهم ظروف معينة. وتبين ايضا ان التسجيل رصد كل ما دار بين سماحة والسيد منذ انطلاق سيارة الاول من فندق في دمشق الى منزل سماحة في الاشرفية في 7 آب الماضي. وتولى فرع المعلومات تفريغ محتويات الشريط وأدرج المحضر ضمن ملف اثباتات اخرى منها شهود استخباريون أكدوا انطلاق سماحة والسيد في سيارة الاول من دمشق، كما أكدوا عبورهما معا نقطة المصنع الحدودية. وأفادت المصادر ان محتوى التسجيل لا يتضمن ما يشير الى موضوع المتفجرات التي كان ينقلها سماحة في سيارته، غير ان هناك تسجيلات اخرى على هاتف سماحة الخليوي تتضمن حوارات اخرى مع السيد يجري حاليا تفريغها وستنجز المهمة خلال أيام. ولذا فان القاضي ابو غيدا ينتظر كل هذه المواد ليقرر الخطوة التالية في التعامل مع ملف السيد.

سلم فرع المعلومات إلى النيابة العامة العسكرية نتائج تدقيقه في مضبوطات سماحة، وبينها هاتفه الشخصي الذي تبيّن انه يحوي تسجيلاً صوتياً للرحلة الأخيرة لسماحة من دمشق إلى بيروت، إضافة إلى تسجيل آخر للقاءات أجراها في اليوم ذاته مع مسؤولين سوريين. ويُظهر المحضر الذي اطّلع عليه قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا أن سماحة التقى مسؤولاً سورياً رفيعاً كان يتحدّث عن الوضع العام في بلاده، ويجري اتصالات بمسؤولين سوريين آخرين. وخلال اللقاء، سأل المسؤول السوري سماحة عن مكان وجود اللواء جميل السيد، ما يثبت أن الأخير لم يكن يحضر هذا اللقاء الذي في نهايته قال المسؤول السوري، الذي رجّح القاضي أن يكون هو اللواء علي مملوك، لسماحة إن "الأغراض" باتت جاهزة. وبناءً على ذلك، انتقل سماحة على ما يبدو إلى مكان آخر حيث جرى حديث مع مسؤول سوري آخر (يُرجّح أنه العقيد عدنان) عن هذه "الأغراض" التي يُرجّح أن تكون العبوات الناسفة التي تقول محاضر التحقيق إنه سلمها لاحقاً إلى المخبر السري ميلاد كفوري.( الاخبار)

جرى التداول بمعلومات إعلامية مفادها أن القاضي صقر صقر أعدّ استنابات قضائية تشمل مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان. وهذه المعلومات مبنية على كون التسجيلات التي يحويها هاتف سماحة تتضمن تسجيلاً لاتصال بين الأخير وسيدة سورية في دمشق، يوم 7 آب. وتسأل السيدة سماحة عن مكان وجود اللواء جميل السيد، فيجيبها بما معناه: "ذهب ليقابل وزير الداخلية (السوري اللواء محمد الشعار). فأنا لدي عمل لا أريده أن يعلم به". وهذه السيدة يُعتَقَد أنها شعبان.
  

السابق
فارس لا يحتاج إلى جراحة في القلب
التالي
مع أبل..لا خيانة بعد اليوم