اللواء: إنفراج واسع يسبق وصول البابا وموفد أميركي لمنع خرق العقوبات

الخطوة الاولى لاستعادة المخطوفين اللبنانيين في سوريا (10+1) تحققت ليل امس، فتسلم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المخطوف التركي تيكين طوفان عند آل المقداد، بعد اتصالات ساهمت فيها شخصيات امنية وعسكرية وحزبية، وانضجت سيناريو مفاوضات انهاء مسألة الخطف المتبادل للبنانيين الـ11 والتركيين وعدد من السوريين المحسوبين على المعارضة:
1- استعادة السلطات الرسمية الملف من خلال اطلاق المخطوفين التركيين واستلامهما، على ان تكون الجهة التركية الرسمية اما انتزعت تعهداً جدياً من الخاطفين في سوريا، او استعادة المخطوفين ليكون بإمكانها الوفاء بالتزاماتها مع الجانب اللبناني.
2- يذهب وزير الداخلية العميد مروان شربل واللواء ابراهيم مصطحبين التركيين برفقة السفير التركي في لبنان الى تركيا لتسليمهما الى السلطات الرسمية، على ان يكون الوفد اللبناني، وإما مصطحباً جميع المخطوفين او بعضهم، على ان لا يتعدى اطلاق الجميع يوم الجمعة المقبل، وقد غادر الوفد قرابة الواحدة ليلاً
.
3- وفي المعلومات ان السلطات اللبنانية لديها تعهد باستعادة المخطوف حسان المقداد من ضمن الصفقة الشاملة.
واذا كانت المفاوضات التي جرت في بحر الاسبوع الماضي، وبداية الاسبوع الحالي، قد انضجت فكرة ان لا مجال إلا بتبادل المخطوفين، عبر مفاوضات تتولاها الدولة اللبنانية مع الدولة التركية، فإن مصادر معنية قالت انه لولا الاجراءات التي قامت بها وحدات الجيش اللبناني في منطقة الرويس، والتي ادت الى فكفكة البنية التحتية للخاطفين وتحرير السوريين الاربعة، لما كان اقتنع الفريق اللبناني الخاطف من ضرورة البدء بالخطوة الاولى للانتقال الى الخطوة التالية..
وأكد وزير الداخلية لـ"اللواء" انه متفائل جداً لايجاد الخطوة التالية المتمثلة باستعادة اللبنانيين الـ11 بنجاح، في ضوء الضمانات التي حصل عليها الوفد اللبناني وقدمها الوسطاء والدولة التركية والخاطفون، فيما اعلن عن تلقي الرئيس ميقاتي اتصالين من كل من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الموجود في اذربيجان، ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو، وشكراه على الافراج عن المواطن التركي المخطوف.
وأكّد الرئيس ميقاتي، في خلال الاتصالين، أن المواطن التركي هو مثل جميع المواطنين اللبنانيين، وأن الحكومة اللبنانية لم تدخر أي جهد للافراج عنه، وتمنى في الوقت ذاته استمرار المساعي التركية للافراج عن المواطنين اللبنانيين المخطوفين في سوريا.
وكان الرئيس ميقاتي قد اطلع من شربل ومن اللواء إبراهيم على مراحل الإفراج عن المواطن التركي، وتوجه بالشكر إلى جميع من ساهم في الإفراج عنه، ولا سيما الجيش اللبناني الذي كان داهم فجر أمس بعض الأماكن في احياء الرويس وحي السلم وحارة حريك ونجح في تحرير أربعة مخطوفين سوريين لدى آل المقداد.
نائب وزير الخزانة الأميركية
وطغت التطورات التي اوصلت قضية المخطوفين إلى نهاياتها السعيدة، على ما كانت البلاد انشغلت صباحاً بمهمة نائب وزير الخزانة الأميركية نيل وولين والذي التقى الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف، في مهمة تهدف إلى "منع استخدام القطاع المالي من قبل جهات غير مشروعة" في إشارة إلى تقارير كانت وصلت الى الإدارة الأميركية عن ان جهات تعمل بالتهرب من العقوبات من قبل إيران وسوريا.
ولاحظت مصادر مالية مطلعة أن المسؤول الأميركي حمل في زيارته السريعة إلى لبنان، وهو غادره ليلاً متوجهاً إلى الرياض، عدّة رسائل في آن معاً، اختلط فيها التحذيري بالإيجابي، وهو ما اتضح خلال لقاءاته مع الرئيسين سليمان وميقاتي، حيث كان واضحاً لناحية تشديده على ضرورة التزام لبنان بالعقوبات الأميركية والأوروبية ضد النظامين السوري والإيراني، محذراً من توسل القطاع المصرفي اللبناني للتهرّب من هذه العقوبات أو تنفيذ عمليات مشبوهة داخل القطاع.
أما في مقابلته لحاكم مصرف لبنان ولرئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية المصارف، فهو استعمل لغة مختلفة، إذ أكد على عدم وجود أي استهداف أميركي للقطاع المصرفي اللبناني، مشيداً بالتالي بعمل القطاع في ظل أجواء إقليمية مضطربة.
وما بين التحذير والإيجابية، رسم المسؤول الأميركي خارطة طريق للاقتصاد اللبناني، حيث دعا إلى تعزيز النمو المستدام وخفض المديونية وتحسين البنية التنظيمية والتحتية من أجل تعزيز نمو القطاع الخاص.
سماحة والسيّد
أما في الشق الأمني، فتركز الإنشغال على المؤتمر المملوء بالتناقضات والذي حاول من خلاله اللواء جميل السيّد أن يعبّر عن عدم ربط وضعه بتوقيف الوزير السابق ميشال سماحة، قبل أن يذهب إلى المحقق العسكري القاضي رياض أبو غيدا غداً الخميس، بعد أن أنهى الأخير الجلسة الثالثة لاستجواب سماحة في المحكمة العسكرية.
إلا أن السيد اعترف ضمنياً بأنه كان مع سماحة في السيارة التي نقلت المتفجرات من دمشق إلى بيروت، لكن ذلك لا يعني انه كان يعرف ما كان في السيارة، مستشهداً إلى ما نسبه نجله المحامي مالك إلى سماحة في جلسات التحقيق بأنه لا علم للسيد في لقاءاتهما لا داخل لبنان ولا خارج لبنان بما كان ينقله في سيارته.
وأعلن ان "المطلوب من الرئيس سليمان بصفته الوحيد الذي يقسم على حماية الدستور والقانون أن يتوقف عن توجيه التهنئة لمن لا يستطيع محاسبتهم وان يتداول مع مدعي عام التمييز جلب ميلاد كفوري من الخارج"، مطالباً أيضاً بالتحقيق مباشر مع ريفي والحسن في موضوع التسريبات وتشكيل ملف قضائي بكل معنى الكلمة واحالتهما للقضاء بجرم تسريب التحقيق الأولي إلى وسيلة اعلام وعدم ملاحقة جريدة "الجمهورية". 
 

السابق
الأنوار: الفاتيكان : البابا لن يتعاطى السياسة خلال زيارته لبنان
التالي
النهار: المسلسل الترك” انتهى بإطلاق تيكين توفان وولن: لا تتعاملوا مع إيران وسوريا