الفيلم المسيء للرسول.. ذريعة لفتنة طائفية لتمزيق مصر

تظاهر آلاف المصريين امام السفارة الامريكية في القاهرة يوم امس احتجاجا على انتاج فيلم سينمائي يسيء الى النبي محمد (ص) وبدأ عرضه بدور السينما الامريكية تزامنا مع الذكرى الحادية عشرة للهجوم على مركز التجارة العالمي.
الافلام الوثائقية والرسوم الكارتونية المسيئة للنبي ليست جديدة، وباتت تتكرر من قبل المعادين للاسلام في اوروبا وامريكا في ظل استفحال ظاهرة ‘الاسلامفوبيا’، لكن الجديد في هذا الفيلم ان منتجيه ينتمون الى منظمة لاقباط المهجر مدعومة من بعض القوى اليمينية الامريكية المسيحية المتشددة.
ان هذا الفيلم الذي وصفه بعض من شاهدوه بالركاكة والاستفزاز المتعمد، هو مشروع فتنة لتفجير صدامات طائفية ونشر الاحقاد بين ابناء البلد الواحد وفي هذا التوقيت الحرج الذي تمر به الثورة المصرية بعد نجاحها في الاطاحة بنظام الفساد والديكتاتورية.

في السياق نفسه استنكر الأزهر الشريف الفيلم المسيء للرسول (عليه الصلاة والسلام) واعتبره ذريعة لفتنة طائفية، بينما اعتبره حزب “الحرية والعدالة”، الذراع السياسية للإخوان، أنه “محاولة فاشلة لإثارة هذه الفتنة”.
ودانت مؤسسة الأزهر الدعوات الفوضوية ودعوات الإساءة للنبي الكريم (صلوات الله وسلامه عليه)، وما يسمى “اليوم العالمي لمحاكمة الرسول محمد”، والتي يُعِدُّ لها فئة من ذوي النفوسِ الحاقدة والعقولِ المريضة، التي طالما وقفت من الإسلام والمسلمين موقف الشبهات والأغراض الرديئة، تحت دعوى حرية الرأي والتعبير، على حد قول الأزهر

وأكد من جهته، الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، رفضه وشجبه لما قام به بعض المتطرفين من أقباط المهجر من إعداد فيلم مسيء للرسول، موضحاً أن هذه الإساءة تمسّ مشاعر ملايين المسلمين في العالم.
ورفض مفتي الجمهورية التعلل بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة، مؤكداً أن الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدّساته.
ودعا المفتي أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكّرين إلى التصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان، حتى يسود العالم المحبة والإخاء.

الا ان الشعب المصري اظهر درجة عالية من الوعي بالاهداف التي يرمي اليها من يقفون خلف هذا التحريض، وعلى رأسها نسف الوحدة الوطنية المصرية لمصلحة اعداء مصر والامة، ولهذا اصدرت جميع الكنائس المصرية وقياداتها الروحية بيانات ادانت هذا الفيلم المشبوه.

كان لافتا ايضا ان اعدادا كبيرة من ابناء الطائفة القبطية شاركوا اشقاءهم المسلمين في التظاهر امس امام السفارة الامريكية للتعبير عن رفضهم لهذه الاساءة والذين يقفون خلفها، وتضامنهم مع اشقائهم المسلمين.  

السابق
يا أزلام إسرائيل.. استيقظوا
التالي
يوغا الضحك: تقنيات علاجيّة هندية في بيروت