الشرق الأوسط: الجيش اللبناني يحرر المخطوفين السوريين وتضارب المعلومات حول مصير التركي

ضمن العملية الأمنية التي بدأها الجيش اللبناني نهاية الأسبوع الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تستهدف مطلوبين للعدالة على خلفية خطف أشخاص وقطع طرقات وإطلاق نار، نجح صباح أمس، في تحرير 4 سوريين كانوا قد خطفوا على أيدي عشيرة آل المقداد منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، بينما لا تزال المعلومات غير واضحة حول مصير المواطن التركي طوفات تيكين، الذي اختطف في الوقت ذاته ردا على اختطاف ابن العائلة حسان المقداد في سوريا على أيدي عناصر قالوا إنهم من الجيش السوري الحر.
في المقابل، وفي حين أعلن، أمين سر رابطة آل المقداد، ماهر المقداد، أن "وضع المخطوف التركي مأساوي وأصيب إما في صدره أو في كتفه نتيجة عملية الدهم التي قام بها الجيش وهو يعالج في أحد منازل الضاحية ولم ينقل إلى البقاع"، أكد مصدر أمني لبناني لـ"الشرق الأوسط" أنه لم يتم إطلاق النار خلال عملية المداهمة، لافتا إلى أن المعلومات التي لديهم تؤكد أن المخطوف التركي بخير، وهو لا يزال محتجزا لدى آل المقداد الذين يحاولون الضغط على الجيش اللبناني من خلال إشاعة خبر إصابته وذلك بهدف مقايضته مع ابنهم حسان".
من جهته، قال المقداد لـ"الشرق الأوسط": "الاتصالات بيننا وبين الجهة الخاطفة انقطعت بعد المداهمة التي نفذها الجيش لأحياء في الضاحية، وفي آخر اتصال معهم قالوا لنا إنه أصيب ولا تفاصيل أكثر لدينا عن وضعه الصحي أو مصيره"، ولفت إلى أن "مفاوضات تجري بين حاتم المقداد (شقيق حسان) ومدير عام الأمن العام عباس إبراهيم، وقد تظهر نتائج إيجابية حول مصير المخطوف التركي وحسان في الساعات القليلة المقبلة".
يذكر أن المخطوفين السوريين الأربعة، وهم، إبراهيم يحيى الأحمد ومحمد عبد اللطيف موسى وماهر حسن ربيع ومحمد رجا، قالوا في مقابلة مع قناة "إم تي في" اللبنانية، بعد تحريرهم، إنهم تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء التحقيق معهم وقد أجبروا تحت التهديد، على الإدلاء بتصريحات لا صحة لها حول انتمائهم للجيش السوري الحر وأكد أحدهم بأنه تعرض للتعذيب لمدة 15 يوما بالصعقات الكهربائية، وتم "كسر رجله".
وقد أعلنت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، في بيان لها أنه "بناء على توجيهات قائد الجيش جان قهوجي، استكملت وحدات الجيش إجراءاتها الميدانية الصارمة لتوقيف المطلوبين للعدالة على خلفية خطف أشخاص من جنسيات مختلفة وقطع طرق وإطلاق نار، حيث تمكنت قوة من مديرية المخابرات بمؤازرة وحدة من الجيش بعيد منتصف ليل أمس، من تحرير 4 مخطوفين سوريين بعد دهم مكان وجودهم في محلة حي السلم، إثر عملية رصد ومتابعة منها بالإضافة إلى توقيف شخصين في المكان نفسه يشتبه بضلوعهما في عملية الخطف وذلك من دون مقاومة تذكر".
وذكرت أن "المحررين خضعوا لفحوصات طبية فور تحريرهم وسيصار إلى تسليمهم إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإعادتهم إلى ذويهم". وفي الإطار نفسه، لفتت القيادة إلى أن "قوة مشتركة من مديرية المخابرات ووحدة من الجيش قامت ليل أمس بدهم أماكن مطلوبين للعدالة في محلة حارة حريك وأوقفت عددا من الأشخاص الذين يشتبه بضلوعهم في عملية الخطف، وقد بوشر التحقيق معهم". وأعلنت قيادة الجيش عزمها "على مواصلة حملات الدهم وفرض هيبة القانون"، وأكدت أنها "لن تتراجع عن تلك الإجراءات، وستستمر في ملاحقة المتورطين أينما كانوا حتى توقيفهم وتحرير المخطوفين كافة".
 
 

السابق
حلب المحروقة: تدمير مستقبل الثورة 
التالي
الأنوار: الفاتيكان : البابا لن يتعاطى السياسة خلال زيارته لبنان