السفير: الدولة تحرّر التركي ..وتنتظر رد التحية

نجحت التدابير الحازمة التي اتخذها الجيش في الضاحية الجنوبية، في الدفع نحو طي معظم صفحات ملف المخطوفين السوريين والأتراك في لبنان، وأفضى التنسيق بين الجيش والامن العام الى الإفراج ليل أمس عن المواطن التركي تيكين طوفان الذي كان مخطوفاً لدى آل المقداد، وتسليمه الى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بحضور وزير الداخلية مروان شربل والسفير التركي في بيروت اينان اوزيلديز، لتكون الدولة بذلك قد استعادت زمام المبادرة في قضية المخطوفين، بعدما أفلتت منها.
وأتى هذا التطور، بعد ساعات من تمكن قوة من الجيش، من تحرير المخطوفين السوريين الاربعة، في أعقاب عمليات دهم نفذت في حي السلم وحارة حريك، الامر الذي يُفترض ان يعطي قوة دفع للمفاوضات الجارية حول قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا، مع الإشارة الى تفاؤل رسمي بإطلاق سراح المخطوف التركي الآخر خلال الساعات القليلة المقبلة.

ومع هذا الإنجاز الأمني، يكون الجانب اللبناني قد قطع شوطاً كبيراً على طريق إتمام واجباته في تحرير المخطوفين على أرضه، بانتظار أن يؤدي الجانب التركي واجبه في الضغط الحقيقي على خاطفي المواطنين اللبنانيين في سوريا، لإطلاق سراحهم، وملاقاة التحية اللبنانية بمثلها على الأقل. وقد غادر الوزير شربل واللواء ابراهيم والسفير التركي والمخطوف المحرر طوفان الى تركيا ليلاً، وقد أمل شربل قبل المغادرة الا يعود خالي الوفاض من هناك.

اما على المستوى الداخلي المحض، فإن الجيش استعاد، عبر إجراءاته، بعضاً من هيبة الدولة التي "خُطفت" مؤخراً، في أكثر من مكان، بانتظار استعادتها كاملة، عبر تعميم "نموذج الضاحية"، على كل المناطق التي شهدت خلال الفترة الاخيرة حالة من الفوضى المسلحة، علماً ان الحملة التي نفذها الجيش في الضاحية تحمل، الى جانب البُعد الأمني، بُعداً سياسياً يؤشر الى قرار متخذ لدى "حركة أمل" "حزب الله " برفع الغطاء عن مرتكبي التجاوزات، بما يثبت ان سلاح المقاومة لا يتناقض مع سلاح الجيش، ولا يشكل عائقاً أمام مهامه.

اردوغان يشكر ميقاتي
وقد تلقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اتصالاً من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الموجود في أذربيجان، شكره خلاله على الافراج عن المواطن التركي، واكد ميقاتي في خلال الاتصال أن "المواطن التركي هو مثل جميع المواطنين اللبنانيين وان الحكومة اللبنانية لم تدخر اي جهد للإفراج عنه". وتمنى في الوقت ذاته استمرار المساعي التركية للافراج عن المواطنين اللبنانيين المخطوفين في سوريا. كذلك تلقى ميقاتي اتصالا للغاية ذاتها من وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو.
من ناحيته، أكد وزير الدفاع فايز غصن لـ"السفير" ان الجيش يقوم بمهامه الطبيعية في الضاحية، كما في أي منطقة من لبنان تستدعي تدخله لملاحقة المخلين بالأمن والاستقرار، معتبراً ان المداهمات التي نفذها الجيش في بعض أحياء الضاحية، تسهم في استعادة هيبة الدولة التي تصدعت خلال الفترة الاخيرة، داعياً الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية والكف عن التصويب عليها، كما يفعل البعض.

بري: انتظروا النفط!
وفي سياق متصل، قال الرئيس نبيه بري لنا إنه مرتاح الى إجراءات الجيش اللبناني ونجاحه في تحرير المخطوفين السوريين الأربعة والمواطن التركي، لافتاً الانتباه الى انه إذا كان الأمن في يد سلطة موثوقة، كما هي الحال الآن، فإن ذلك يتيح للمقاومة ان تتفرغ لدورها، مشدداً على ان المطلوب ان يؤدي الجيش واجباته في كل المناطق، وأنا شخصياً أدعوه الى تفعيل دوره في البقاع، بعد الضاحية.
وتوقف بري امام ما نُشر في عدد "السفير" أمس، حول ما تلحظه "السلسلة" من زيادات شهرية على رواتب الرؤساء (6 ملايين ليرة) والوزراء والنواب (4 ملايين)، مؤكدا لـ"السفير" أنه يعارض شخصياً هذه الزيادات، "لاننا نعيش في حالة تقشف ونمر في وضع استثنائي، اقتصادياً ومالياً، وبالتالي لا يجوز تحميل الخزينة المزيد من الاعباء".
وأوضح انه وكتلته سيسعيان الى تسويق هذا الطرح، "حتى لو زعل مني بعض النواب"، لافتاً الانتباه الى انه فوجئ بنسبة الزيادة التي ستطرأ على راتبه، معتبراً أن من الضروري في هذه الظروف عدم جرح مشاعر المواطنين الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة، "ومن يرغب من الرؤساء والوزراء والنواب في زيادة راتبه، أنصحه بأن ينتظر استخراج النفط".

الرقابة الاميركية
وفيما كان اللبنانيون منشغلين بمتابعة أخبار الملفات الامنية والقضائية المفتوحة، كان نائب وزير "الخزانة الأميركية" نيل وولين يجول على عدد من المسؤولين اللبنانيين، للتدقيق في مدى التزام لبنان بالعقوبات المالية ضد سوريا وإيران. وعلمنا أن الوفد الأميركي برئاسة وولين، أثار مع حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة، التدابير الخاصة بأداء القطاع المصرفي اللبناني، وتطبيق المعايير التي لا تتعارض مع العقوبات الدولية والأميركية ضد سوريا وإيران.
وركز الوفد الأميركي أسئلته على الوضع الاقتصادي والمالي اللبناني في ظل التطورات السياسية والأمنية الحاصلة في المنطقة، ومدى تخطي المخاطر التي تؤثر على النشاط المالي والمصرفي.
وقالت مصادر "مصرف لبنان" لنا إن جولة الوفد الأميركي تأتي ضمن التدابير الدورية لمراقبة تنفيذ القرارات، وستشمل الجولة دول المنطقة المحيطة بسوريا للإطلاع على الممارسات التي تحول دون تسرب الأموال المحظورة للأشخاص والمؤسسات الصادرة في حقهم عقوبات دولية.
وكان وولين قد التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد نقولا نحاس وجمعية المصارف، فيما افادت السفارة الأميركية في بيان ان وولن شدد خلال لقاءاته على حاجة لبنان إلى منع إساءة استخدام القطاع المالي فيه من قبل جهات غير مشروعة، كما شدّد على حاجة المصارف اللبنانية والسلطات المَُنظِّمة على أن تبقى يقظة لجهة التهرّب من العقوبات من قِبَل إيران وسوريا .  

السابق
النهار: المسلسل الترك” انتهى بإطلاق تيكين توفان وولن: لا تتعاملوا مع إيران وسوريا
التالي
ماهر المقداد ؟؟