ما هكذا تُدار السلطة التنفيذية

هل يحق لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يُهين مجلس النواب ويستهتر بعقول اللبنانيين؟
الداعي إلى هذه الأسئلة ان دولته إستهل أسبوعه السياسي بكلامٍ إستفزازي أقل ما يُقال فيه إنه يخرج عن سياق التهدئة التي يشهدها الوضع الداخلي إستعداداً لزيارة البابا.

الرئيس نجيب ميقاتي، وفي معرض كلامه الإستفزازي، أعلن في حديث صحافي أنه حسم أمره، وطوى كلياً صفحة التفكير بالإستقالة، ناصحاً من يستعجل رحيله بألا يُضيّع وقته في الإنتظار. وأضاف ميقاتي:
أنا باقٍ في موقعي، ولن أستقيل، وبالتالي الحكومة مستمرة حتى موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، إلا إذا حصل تطور استثنائي، من قبيل أن تتفق مكوِّنات مجلس الوزراء على استقالة الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى استناداً إلى تفاهمات مسبقة. ولفت الإنتباه إلى أن الحكومة نُعيت في مرات عدة، إلا انها في كل مرة كانت تعود إلى الحياة، واصفاً إياها بأنها حكومة بسبعة أرواح.

مهلاً يا دولة الرئيس، مَن يسمع هذا الكلام يخال نفسه أمام كلام مسرحية هزلية لا جِدَّ فيها، فمَن أعطاك حق التكلُّم باسم مجلس النواب ومصادرة دوره لتقول الحكومة مستمرة إلا إذا حصل تطور استثنائي من قبيل أن تتفق مكوِّنات مجلس الوزراء على استقالة الحكومة وتشكيل أخرى استناداً إلى تفاهمات مسبقة!!
هل هكذا تُشكّل الحكومات في لبنان يا دولة الرئيس؟

تُرى ألم تقرأ الدستور في مواده المتعلِّقة باستقالة الحكومات او اعتبارها مستقيلة، وبتشكيل الحكومات؟
هل قرأت في أي بندٍ من بنود الدستور عن ان الحكومة القائمة هي التي تضع تفاهمات مسبقة لتشكيل حكومة جديدة؟

ماذا يبقى من دور لمجلس النواب في هذه الحال؟

إن جرعة الوهم التي يُعطيها الرئيس نجيب ميقاتي لنفسه، ويحاول تعميمها على حكومته ليست من النوع الساري المفعول والفاعلية، هو يُدرِك قبل غيره وأكثر من غيره أن عودته إلى السراي الحكومية تمَّت بالغدر، كما ان بقاءه فيها لا يتم إلا بالتواطؤ. وعليه فإن خروجه من السراي لن يتم قبيل الإنتخابات النيابية بقليل، بل قريباً، وان كل المؤشرات تدل على أن حكومة أخرى ستُشِرف على الإنتخابات النيابية.

ربما على الرئيس نجيب ميقاتي أن يأخذ عن رئيس مجلس النواب نبيه بري كيفية مقاربة الأمور والملفات والقضايا الساخنة والحساسة، فللمفارقة، وبينما كان الرئيس ميقاتي يُدلي بما أدلى به، كان الرئيس بري يُصوِّب مباشرة على القضايا الآنية التي تهمّ الناس، فأعلن في حديث صحافي، وبطريقةٍ مباشرة لا مواربة فيها توفير الغطاء للجيش في الخطوات التي يقوم بها، سائلاً:
لماذا هذا الإستغراب كلما دخل الجيش أو أحد الأجهزة الأمنية إلى إحدى المناطق؟
الضاحية ليست جزيرة معزولة.

وأضاف:
لماذا كل هذه الضجة حول المؤسسة العسكرية؟
نحن لدينا كل الثقة بقيادتها وليدخل الضباط والجنود إلى منازلنا. المطلوب بسط الدولة سلطتها في كل مكان، وعلى طول الأرض اللبنانية.

بين الكلامَيْن، من المؤكّد ان اللبنانيين يرتاحون إلى كلام الرئيس بري ويتوجَّسون ريبةً من كلام الرئيس ميقاتي، فهل بهذا الكلام الإستعلائي يُريح الناس؟   

السابق
مواجهات في نابلس بين محتجين على غلاء الاسعار والشرطة الفلسطينية
التالي
الأسد يتابع شيشنة سوريا