الاسبوع المقبل هو للاستحقاقات

يمكن، عن حق، وصف هذا الاسبوع بأنه اسبوع استراحة المحارب أو بالاحرى اسبوع تعليق كل الاستحقاقات والتحديات.
هذا الكلام ليس اعتباطيا بل تعززه الوقائع المحلية، فزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان، والمقررة ايام الجمعة والسبت والاحد المقبلة، فرضت على الجميع تعليق اجنداتهم الى ما بعد انتهاء الزيارة، وهذا التعليق طاول كل الانشطة والقطاعات سواء السياسية او المعيشية وصولا الى القضائية:
فلا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بل عُلِّقَت إلى الاسبوع المقبل.
وحتى اصحاب المطاعم أرجأوا تحركهم هذا الاسبوع إلى ما بعد زيارة البابا، ووجهة احتجاجهم الاعتراض على قرار منع التدخين.
والسبت المقبل عُلِّق العمل فيه وصدر قرار باعتباره عطلة رسمية للمشاركة في استقبال البابا.

أما الملف الابرز الذي سيشهد تعليقاً جزئيا هذا الاسبوع فهو ملف النائب والوزير السابق الموقوف في قضية العبوات الناسفة، قلنا تعليقٌ جزئي لأن غدا سيشهد معاودة استجوابه، لكن الخطوة القضائية الابرز ستكون معلَّقة إلى الاسبوع المقبل، وهي، كما يقول عارفون ربما تكون صدور القرار الظني بعدما أُشبِع الملف درسا ومراجعة، وستأتي هذه الخطوة المرتقبة بعد جرعة الدعم المعنوي الذي تلقَّاه القضاء من خلال الموقف الحازم الذي أطلقه الرئيس سليمان بهذا الخصوص في الايام الاخيرة.

ماذا يعني كل هذا التعليق للملفات؟
إنه بكل بساطة مرحلة لالتقاط الانفاس يحتاج إليها الجميع من دون استثناء، على ان تأتي الاستحقاقات الكبرى والتحديات ايضاً في الاسبوع المقبل، بعد انتهاء زيارة البابا، اي بدءاً من الاثنين المقبل.

الجميع يتحضَّرون لهذه التحديات ويتهيَّبون المواقف: فقضية الوزير والنائب السابق الموقوف خضعت ولا تزال للكثير من الضغوط، في محاولةٍ للتعديل في الحقائق والوقائع، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن الادلة الدامغة والثابتة التي يتضمنها الملف لا تجعل أي مجال للشك ان يتسلل وقد حسمها فخامة الرئيس سليمان من اللحظة الاولى. وعليه فإن القرار الظني حين صدوره سيكون حتماً مدعَّماً بكل الاثباتات.
وهنا يسأل المتابعون والمعنيون: إذا كان هناك حرص على بعض الاشخاص، أليس من باب أولى أن يكون الحرص على الناس والاستقرار؟ فماذا لو نجح إتمام المخطط؟ هل يُدرِك هؤلاء حجم الكارثة التي كانت ستقع؟

إن الخدمة الوحيدة خلال هذا الاسبوع، هي الصمت الى حين انتهاء القضية وما يصدر عن القضاء لأن الاستقرار أكبر من الجميع وحقّ من حقوق الناس.  

السابق
تمنى: ليلة الميلاد في أيلول أحيت قلب كارمن
التالي
بري احال مشروع قانون الانتخابات الجديد على اللجان