الهجوم على إيران خدعة

مع كثرة الفضائيات وسيل المحللين السياسيين وهجمة الناشطين والناشطات الأحياء منهم والأموات، كثر الحديث عن حرب إقليمية مقبلة بين إيران وإسرائيل ومعها أميركا، والحقيقة أنني لا ألوم الفضائيات والمحللين في إشعال الحرب ولو في الهوا، فالمسألة بالنسبة لهم مسألة أكل عيش وكله كلام في كلام والسلام ختام.
ومسألة الحرب بين إيران وإسرائيل وأمها أميركا، ليست نزهة كما تريدها إسرائيل ولن تكون جهادا مقدسا كما يتمناها الإيرانيون. وإن وقعت وهو احتمال بعيد فستكون حربا عالمية بالوكالة وستكون طويلة الأجل ولا غالب فيها إلا الله ولا مغلوب فيها سوى المتحاربين.

لذا ستفكر إسرائيل ألف مرة ومرة قبل أن تقدم على خطوة غبية كضرب المفاعل النووي الإيراني. فليس هناك داع لوجع الرأس، خصوصا أن الأمن القومي لدولة إسرائيل تقف خلفه ضباع الأرض من أقصى الشرق إلى أعنف الغرب. واللوبي الصهيوني يستطيع أن يعمل العجائب فهو يملك الشركات العابرة للقارات وهذه الشركات تسيطر على سياسة العالم، ويملك الإعلام، والإعلام يسيطر على عقول العالم، فمسألة الخوف على إسرائيل من الزوال (لا سمح الله)، يجعل العالم ويجعلنا أكثر (حنية) وتعطفا معها. ومقولة اننا سنلقيهم في البحر ندمنا عليها وألقينا أنفسنا بدلا عنهم في البحر وانتهينا. وإذا كان هناك زوال لدولة إسرائيل فلن يكون على يد الإيرانيين المساكين، بل سيكون على أيدي الإسرائيليين أنفسهم، فالخطر الحقيقي الذي يهدد كيانها هو خطر داخلي فقط.

أما بالنسبة للنووي الإيراني، فإنه لن يهدد سوى دول الخليج والدول المحيطة بإيران، والخطر ليس في استخدامه بل من إشعاعاته، فلا مجال لاستخدامه فلا يمكن أن تقتل نملة برصاصة! وصحيح أن الحكومة الإيرانية الحالية لها نزعة عدوانية نحو إسرائيل بحكم المنهج الديني للدولة، ولكنها في النهاية تعرف حدودها وتعرف أن إسرائيل دونها بيدٌ دونها بيدُ، وأكثر ما تستطيع عمله هو دعم حزب الله في لبنان لأغراض سياسية ودعائية بحتة، وكل ما نسمعه من (رعيد و وعيد) ليس إلا من باب الردع اللغوي والخبز اليومي للسياسية الإيرانية التي تحاول من خلالها أن تعزز مكانتها عربيا وإسلاميا على حساب ضعفها الداخلي.
لذا اطمئنوا (وحطوا في بطونكم بطيخة نووي)، فإسرائيل في أمان واطمئنان من إيران والسلاح النووي في أيد أمينة كاليد الباكستانية واليد الهندية والإسرائيلية، ومن ناحيتي أقول ( خللوه)، وسر اطمئناني على مستقبل إسرائيل الزاهر، هو أن الحكم الديني في إيران – وإن طال الزمن – مصيره إلى زوال، وستنشأ بدلا عن هذه الحكومة جمهورية قائمة على القومية الفارسية وستكون معادية للقومية العربية، وعندها يصبح عدو عدوي صديقي… يا صديقي!
 

السابق
لهذا نشهد انهيار سياسة تركيا في الشرق الأوسط !!
التالي
القلـق ونحـن