التعاطي والاتجار بالمخدرات جنوباً.. آفة تتفاقم

لم يكن الوكر المكتشف على سبيل الصدفة في صيدا القديمة أخيراً، والذي تبين أنه يستخدم لتعاطي المخدرات هو الأول في الجنوب. كانت هناك أوكار اخرى اكتشفتها القوى الامنية وأوقفت عدداً من زبائنها. 

 وابلغ مصدر امني في الجنوب موقع "NOW" أن قوى الأمن الداخلي  أُوقفت وفي النبطية وصيدا عصابة لترويج وتعاطي المخدرات مؤلفة من 5 افراد. كما كانت اوقفت عاصبة اخرى في بلدة كفركلا مؤلفة من لبناني ومصري. بعدما ألقت القبض أخيراً في بلدة حاروف عصابة مؤلفة من 6 اشخاص من بعلبك وحاروف كانوا يسلمون الحشيشة لعصابة أخرى للعمل على ترويجها  في المدارس والأحياء والبلدات وعبر الدراجات النارية.

وقال المصدر إن ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات في الجنوب الى تنام مخيف، مشيراً الى توقيف 1700 شخص خلال السنوات الثلاث الماضية وهم يتوزعون بين متعاطي الحشيشة والهيرويين والكوكاين، لافتاً الى أن المحتجزين من الذكور دون العشرين من العمر.

وقال الرئيس الأول لمحاكم النبطية القاضي برنار شويري لـ"NOW": "نسعى مع البلديات والمعنيين بالأمر، إلى ايجاد مركز علاج للمدمنين في محافظة النبطية لان تعاطي المخدرات ظاهرة ازدادت أخيراً، لافتاً إلى أن قانون المخدرات الجديد يتضمن علاج ورعاية المتعاطين.

وأضاف أن التوعية ضد هذه الآفة يجب أن تتم بمساعدة الدولة، وأن تكون هناك مراكز للعلاج لمتعاطي المخدرات، وخصوصاً أن القانون لحظ اتمام الرعاية في مراكز العلاج وفي مستشفيات تحت رقابة القوى الأمنية بهدف ازالة التسمم الجسماني والارتهان النفسي، على أن يُحال المدمن بعدها إلى عيادات نفسية تخصصية لازالة الآثار من الجسم والنفس".

وأعلنت بلدية صيدا تأسيس أول مجلس أهلي لمكافحة الادمان في مبنى حديقة السلام في الهلالية، مشيرة الى احصائية حول الموقوفين بتهمة التعاطي في صيدا ومنطقتها لعام 2011  كشفت أن عددهم وصل الى 216 موقوفاً كانوا يتعاطون أنواع مختلفة من المخدرات.

أما أهداف المجلس فتتلخص حسب مصدر في البلدية في إنشاء مركز متطور لوقاية وعلاج وتأهيل المتعاطين والمدمنين على المخدرات في مدينة صيدا والجنوب في مكان هادئ بعيد عن ضوضاء المدينة وصخبها، وبعيد عن الوصمة الاجتماعية والتشهير المجتمعي.

ويفترض أن يشمل المركز الجوانب الطبية والتربوية والنفسية والاجتماعية، والعمل على دمج المتعاطين والمدمنين بعد تعافيهم في المجتمع، وتأهيلهم مهنياً لمن يحتاج الى ذلك، بهدف إزالة كل الاسباب التي دفعتهم الى التعاطي والادمان، وإعادتهم أفراداً فاعلين في مجتمعهم.

ويضع المجلس نصب عينيه مسارات عدة للوصول الى اهدافه في مكافحة الادمان منها العمل تربوياً وصحياً مع الشباب والتلاميذ في المدارس والجامعات وأماكن تجمعهم، وإعتبار المدمن ضحية وليس مجرماً، وإخضاعه للعلاج وليس للمحاكمة، إنشاء مركز لعلاج وتأهيل المدمنين ومتعاطي المخدرات في مدينة صيدا والجنوب.

وتعتمد استراتيجية المجلس الاهلي على إنشاء مشروع توعوي ووقائي وعلاجي وتنموي لمكافحة هذه الظاهرة من خلال تحرّك مجتمعي منظّم يستند الى منطق علمي يحمي المجتمع اجمالاً والفئات الضعيفة القابلة للإنحراف.
 
وخصص المجلس لهذه الغاية أربع وحدات للرصد والاستقطاب، وللحالات المعرضة وللتشخيص والدعم النفسي وللتدريب والتوجيه وللاحالة والمتابعة. وتم تحديد مركز المجلس في مبنى حديقة السلام في الهلالية.

 

السابق
ملكة جمال الأطفال ببريطانيا 2012
التالي
بوتين يربط انتقال السلطة في سورية بضمان سلامة قيادتها