المستقبل يعرقل الإفراج عن المخطوفين؟

بعد ستة أيّام على وصوله إلى إسطنبول، توجّه الشيخ سالم الرافعي فجر أمس إلى مدينة غازي عينتاب القريبة من الحدود التركية ـــ السورية. الزيارة أعطت انطباعاً بأن وساطة الرافعي من أجل الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين الـ10 في سوريا، قد طرأ عليها تطور مهم، استدعى منه هذا الانتقال.
وتفيد المعلومات المتوافرة بأن الرافعي لم يغادر إسطنبول منذ وصوله إليها الخميس الماضي، ومدّد فترة إقامته أياماً بعدما كان مقرراً أن يعود إلى لبنان أمس. ولكن، في اللحظات الأخيرة، تغيّرت وجهته إلى جنوب تركيا بعدما حصل على «مؤشرات إيجابية في قضية المخطوفين»، بحسب مطلعين على ملف هذه القضية.
فالرافعي بقي على اتصال مع بعض أعضاء هيئة علماء سوريا الذين تربطه بهم صداقة قديمة، سواء الموجودون في إسطنبول أو على الحدود التركية ـــ السورية، ويتواصلون بدورهم مع زملائهم في الهيئة داخل سوريا ومع الخاطفين.
وفيما كان الرافعي ينتظر، حتى مساء أول من أمس، جواب الخاطفين، طلب منه أعضاء في هيئة علماء سوريا زيارتهم في غازي عينتاب لمناقشة الموضوع، لكنه رفض إذا لم تكن لزيارته نتيجة إيجابية. وهو ما تبلّغه بالفعل.
وبعيد وصوله سادت أجواء تفاؤل في أوساط المتابعين وأهالي المخطوفين بقرب التوصل إلى مخرج للقضية، خصوصاً أن الرافعي اجتمع بعيداً عن الأضواء مع أعضاء هيئة العلماء. لكن هذه الأجواء تبخّرت تدريجاً نظراً الى تعقيدات عدة طرأت على القضية، منها تجديد الخاطفين طلبهم من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاعتذار علناً من «الشعب السوري»، عدا عن خطف مواطنين أتراك في لبنان.
وجراء هذه التعقيدات، توقّع متابعون للملف أن «يكون هناك حلّ جزئي لهذه القضية، عبر إطلاق سراح رهينة أو رهينتين على الأكثر، كنوع من التجاوب المعنوي مع الرافعي، وإكراماً له من قبل هيئة علماء سوريا».

ولا يردّ المتابعون هذا التراجع في قضية المخطوفين إلى العوامل السابقة فحسب، بل إلى دخول أطراف عدة على الخط، لبنانية وغير لبنانية، لعرقلة أي جهد يبذل لإيصالها إلى خاتمتها السعيدة، كي لا يسجلها أي طرف سياسي نجاحاً في خانته، أو العكس.
وأبدت مصادر مطلعة على هذه الجهود لـ«الأخبار» تشاؤمها من إمكان تحقيق الرافعي نتيجة مرضية، لأن أطرافاً سياسية لبنانية، على رأسها تيار المستقبل، لا تريد لحكومة نجيب ميقاتي أن تسجل أي نجاح في هذا المضمار، وهي مستعدة لعرقلة أي مخرج للقضية إذا لم يكن على يدها.

وفيما سمّت المصادر النائب عقاب صقر بالاسم وأنه «هو من يقوم بهذه المهام»، أكد مقربون من الرافعي هذه المعلومات، لكنهم لم يذكروا أسماءً. وأوضح هؤلاء لـ«لأخبار» أن «مشايخ من طرابلس يجهدون داخل لبنان وخارجه عبر اتصالات كثيفة» لإفشال مهمة الرافعي.
وأبدت المصادر نفسها خشيتها من «وجود صراع داخلي في لبنان من شأنه أن يعرقل مهمة الرافعي في تركيا، عدا عن وجود جهات خارجية تتقاطع مصالحها مع مصالح هذا الداخل اللبناني لإبقاء قضية المخطوفين مُعلّقة».

في غضون ذلك، توقف المتابعون لملف المخطوفين عند ذكر السيد نصر الله، أول من أمس، في حديثه إلى قناة «الميادين»، أن «هناك بعض العلماء من طرابلس يتابعون هذا الملف»، في أول إشارة غير مباشرة من رأس الهرم في حزب الله إلى دور الرافعي في هذا المجال. ما يعدّ «إشارة إيجابية يجدر التوقف عندها، كون أغلب الأطراف في الداخل اللبناني تعاطوا مع ملف المخطوفين من وجهة نظر إنسانية، متجاوزين خلافاتهم السياسية والطائفية والمذهبية». واستشهدت المصادر بزيارة أهل المخطوف السابق حسين علي عمر للرافعي في طرابلس، طالبين منه التوسط عند خاطفيه للإفراج عنه، وهذا ما حصل، ما دفع أهالي المخطوفين الآخرين إلى طلب مواعيد من الرافعي لزيارته والطلب منه تجديد وساطته للإفراج عن أبنائهم.  

السابق
ماذا حصل بين الحريري وجنبلاط ؟
التالي
علوش=جعجع: سورية عدو!