بين أوباما ورومني

يلتقي الرئيس أوباما مع منافسه مونت رومني على غير ما اعتادت عليه الانتخابات الرئاسية في العديد من الدول، إذ أن برنامج كل منهما يُركّز على ما يضاعف قوة الدولة سياسياً واقتصادياً وخدمات اجتماعية، وليس هناك خلاف الا على التفاصيل وكيفية التنفيذ أي التباين في التوجه بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولا يكون التصفيق للشخص بل لإمكاناته في أداء مسؤولياته كاملة حتى اذا حدث تقصير فالمساءلة وربما الاقصاء، وهذه مفارقة تحتاجها الدول النامية.
وبعد ترشيح الحزب الجمهوري لمنافس أوباما يرشح الحزب الديمقراطي الرئيس الحالي لولاية ثانية في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء في ولاية كارولينا الشمالية التي تدفق إليها الناخبون من أنحاء أميركا للاعراب عن التأييد المقترن بالقدرة على الوعود التي سيطلقها، ومن هنا الخلاف مع من يفوزون بنسبة تسعة وتسعين في المائة باجبار الناس على الاقتراع لمن يحكم ولو بالحديد والنار كما يقال وبأسلوب القمع والارهاب وكمّ الأفواه إضافة إلى أن ما يخرج من صناديق الاقتراع ويتم الاعلان عنه لا علاقة له بمن وافق أو اعترض.
وهناك ناحية يتفق عليها المرشحان الديمقراطي والجمهوري وهي مدى دعم إسرائيل عسكرياً ومادياً ودبلوماسياً، وعدم توجيه حتى اللوم لامتلاكها أسلحة الدمار الشامل وصولاً إلى تبرير اعتداءاتها واحتلالها أرض الغير بالقوة وامتناعها عن توقيع معاهدة حظر الأسلحة النووية في حين ان من يعمل لامتلاكها لأغراض سلمية وإنمائية وتوفير الخدمات أكثر للمواطنين يُهدّد بشن عدوان عليه، وهذه مفارقة تدين من يستخدمون قواهم العسكرية تحقيقاً لمصالحهم والابقاء على نفوذهم وقدرتهم على شن حروب على الآخرين.
ولم يجد رومني اتهاماً يوجه إلى أوباما سوى التخلي عن إسرائيل إضافة إلى قوله: إن ضعف أميركا يجعل العالم اكثر خطورة من دون تنبه إلى أن القوة ليست امتلاكاً لحرية التدخل والغزو والهيمنة ونهب ثروات الشعوب وفهم الديمقراطية على غير حقيقتها إذ أنها رهن بمقدار الانحياز لواشنطن مهما كانت النتائج، ومن هنا استمرار الدعوة إلى ما يوصف بالفوضى الخلاقة وشرق أوسط جديد.
وإذا كان هناك من يجب أن يتنبه لتلك السياسة فهي دول الربيع العربي حيث لا تأييد ولا دعم في حال معارضة السياسة الأميركية والخروج من دائرة نفوذها، وهذا يبرز من تجاهل المجازر التي ترتكب ضد الفلسطينيين وعدم الالتفات إلى احتلال ارض الغير بالقوة والتهويد والإكثار من بؤر الاستيطان.
وسواء أعيد انتخاب أوباما أو فاز رومني فان سياسة واشنطن لن تتبدل وهي مستمرة منذ عقود طويلة. 
 

السابق
مساعدات في البقاع للنازحين السورسيين
التالي
مذيعة داريّا