هل يزهر ربيع السلفيين نواباً في لبنان !!؟

بما ان اي وجود لتنظيم القاعدة في لبنان لا يزال في حكم الملتبس بين مؤكديه وغالبيتهم من فريق الثامن من اذار، ومعارضي الفكرة من الفريق الاخر، غير ان حقيقة ثابتة لا تحتمل الشك والالتباس مفادها ان رقعة التيار السلفي في لبنان الى مزيد من الاتساع والانتشار بفعل عوامل عدة لعل ابرزها موجة الربيع العربي، ووصول التيارات الاسلامية فيها خاصة تلك المرتبطة بالاخوان المسلمين الى سدة الحكم سواء في تونس او مصر وتقدمهم في ليبيا وظهورهم الى العلن في سورية.

قد يبدو تاريخ ظهور التيار السلفي في لبنان محط اختلاف بين المحللين والمطلعين على هذا الملف وفيما يعود به البعض عقود خمسة الى الوراء الا ان اغلبهم يبرز دور الشيخ سالم الشهال ( والد داعي الاسلام الشهال)، بأنه اول من استحضر الفكر السلفي والجهادي الى لبنان وبشكل اساسي في مدينة طرابلس وبحيث منها انطلق الى باقي المناطق، وتعتبر منطقة البقاع الغربي مركز الثقل الثاني للتيارات والحركات السلفية وكذلك يبرز دور واسع لتلك الجمعيات في قرى ومدن عكار، الضنية وبعض المخيمات الفلسطينية ولتنتقل مؤخراً الى صيدا من خلال دور مستجد للشيخ احمد الاسير، وهو الذي يجري تداول اسمه وتحركاته على المواقع الالكترونية الخاصة بالحركات السلفية بانه احد الرموز الجدد لهذا التيار.

لا تظهر المحطات الرئيسية الميدانية كثيرة في مشوار التيار السلفي في لبنان ومع ان ذلك التيار ارتكز بالاساس في بدايته على النهج الدعوي السري عبر خلايا صغيرة غير ان البعض من حركاته العديدة ارتأى العمل الميداني ان من خلال احداث الضنية في ليلة رأس السنة 1999- 2000 حين اشتبكت مجموعات اصولية مع الجيش اللبناني، او عبر العمل على شكل تنظيمات عسكرية سرية قد يصنف تنظيم فتح الاسلام وزعيمه شاكر العبسي المنتفض على الجيش في احداث نهر البارد بانه احد اوجه صقور هذا التيار من الذين رفضوا اقتصار العمل السلفي على الجانب الدعوي السلمي بعيدا عن مغريات السياسة.
وفق مسار التكتم والسرية في نهجها واخفاءا لمدراسها ومؤسساتها الفكرية والتعليمية سار التيار السلفي في لبنان اسوة بأمثاله من التيارات في العديد من الدول العربية من التي حظرت وحذرت من قوننة تلك التيارات خوفاً من انتشار افكارها وتحديداً بعد احداث 11 ايلول 2001، وهو حظر عانى به التيار السلفي في لبنان ايضاً اثناء الوجود السوري وتطبيق السلطة السياسية والحكومات المتعاقبة قرارات المنع والتضييق اعتمادا على سياسة عربية وعالمية موحدة في مواجهة خطر التيارات الاسلامية حسب رايها.

ولكن تغيرت النظرة بعد اندلاع موجة " ثورات" الربيع العربي واذ بقيادات واعضاء ومؤيدي هذا التيار يزهر ربيعهم من جديد بعد عقود من خريف مبارك وزين العابدين والقذافي. اعطى سقوط الانظمة الثلاث جرعات دعم وانعاش لكل الحركات الاسلامية والسلفية على صعيد العالم العربي مستندة على قاعدة وصول الاخوان المسلمين الى الحكم في تونس ومصر وتقدمهم في ليبيا، ومستفيدة من دعم سعودي وقطري قل نظيره وكيف لا بعد ان اقتنعت الاخيرتين ومعهما الغرب ان مواجهة المحور الايراني – السوري وحزب الله لن يتحقق سوى بأحزاب وحركات عقائدية مضادة في موازاة عقائدية المحور الثلاثي. وعليه فإن مرحلة القمع تحولت بقدرة قادر وتوافقت دول الاعتدال العربي مع من كانوا حتى امس القريب رهائن ومعتقلين ومطاردين في نظر الانظمة العالمية.

في لبنان يتحدث الجميع بأن ربيع السلفيين قد بدأ فعلا، وما ترسمه الاحداث من خطوط عريضة لانتشارهم وتمددهم سيجعل منهم رقماً صعبا في التركيبة السياسية اللبنانية. اثبتت احداث الشمال سواءا بشقيها في جبل محسن وباب التبانة او عكار بعد مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه ان لا مناطق سنية مقفلة لتيار المستقبل بعد ربيع السلفيين، ففي طرابلس لم تعد كلمة سمير الجسر ولا محمد كبارة هي العليا، فمفتاحها باتت له نسخ في جيوب الشيخ داعي الاسلام الشهال وسالم الرافعي ومجلسهم العسكري، ولن يعترض احد طريق خالد الضاهر وهو السلفي الهوى المستقبلي الكتلة. حتى ان ايام المستقبل البهية في صيدا وبهاء الصوت الواحد اسرهما الشيخ احمد الاسير، ففاوضه المستقبليون بأحترام وبحذر خوفاً من معادلة طريق صيدا تمر عبر اصوات عبرا. في المحصلة لا يستبعد احد ان يكون لسلفييي لبنان نوابهم وممثليهم في انتخابات 2013، اذا ما ارتأى سلفيوه الترشح والمشاركة بالقرار بعد طول انتظار .  

السابق
امرأة تؤم المصلين رجالاً ونساء
التالي
هكذا احتفلت نانسي بعيد زواجها