لائحة الشرف للدولة اللبنانية

تبدَّلت أحوال الدنيا، ومعها تبدَّلت الاحوال السياسية في لبنان، وما كان يُقال عن المرحلة القريبة السابقة تغيَّر اليوم سواء لجهة المواقف، وحتى الثوابت، او لجهة الاصطفافات السياسية وربما التحالفات.

لا شك أن اللوحة السياسية في لبنان تغيّرت بعض خطوطها ، بفعل تبدُّل الظروف، وهذه اللوحة تتبلور اكثر فأكثر مع اتخاذ هذه الظروف اتجاهات أكثر وضوحاً، فما كان سائداً قبل سنة أو حتى قبل ستة شهور، لم يعد موجوداً اليوم ولم يعد واقعياً.

من التحوُّلات التي لا يستطيع احدٌ إنكارها المواقف المتلاحقة المُشرِّفة التي يتخذها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، هذه المواقف صعقت خصومَه ولقيت ارتياحا لدى السياديين من السياسيين، الخصوم الذين صُعِقوا سألوا انفسهم: ما الذي تغيَّر؟ لم يأخذوا جواباً مباشراً من المعنيين بل إن هذا الجواب وصل إليهم بالتواتر، وأبرز عناصره:

لا يستطيع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان يرى البعض يتآمرون على بلادهم ومواطنيهم ويقف مكتوف اليَدَيْن، اليس من حقِّه كمؤتمن على الدستور أن يسأل؟ فإذا كان ممنوعاً على رئيس الجمهورية أن يسأل فمَن تُراه يجرؤ على السؤال؟
هذا الموقف جعل من الرئيس سليمان على رأس لائحة الشرف في دولة المواقف الصلبة والواضحة.
لكنه ليس الوحيد وإنْ كان في رأس القائمة التي بدأت تضم في ثناياها الكثير من الاسماء، ولكل إسم أسبابه الوجيهة واعتباراته التي تجعله يدخل هذه اللائحة.

بعد رئيس الجمهورية يأتي مباشرةً رئيس مجلس النواب نبيه بري، فكما غيره مؤتمن على الشرعية، يبدو هو مؤتمنٌ على التشريع، وقد حافظ عليه في أصعب الظروف وأدقها، ولم يقتصِر دوره المشرِّف على هذا الامر بل تعدَّاه إلى المواقف التي يتخذها والتي توصَف بأنها جامعة، وأبرزها وأحدثها على الإطلاق تلك التي اتخذها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر والتي لقيت استحساناً من الخصوم قبل الحلفاء.
هذه الاعتبارات تجعل الرئيس نبيه بري يعتزّ به اللبنانيون والذين يجدون فيه ضمانتهم الحاضرة.

وزير الداخلية العميد مروان شربل، معه تحوّلت وزارة الداخلية إلى مرجعية، ليس للمواطنين فحسب بل إلى المسؤولين ولاسيما منهم أولئك الذين يتبعون مباشرةً وزارة الداخلية. إن السبب الاول الذي يضع الوزير شربل على لائحة الشرف هو أنه أعاد للهرمية إحترامها.

بعد السياسيين، إذا صحَّ التعبير، يأتي دور الأمنيين في اللائحة، في طليعتهم قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي عَرِف كيف يجعل من المؤسسة العسكرية الدرع الواقية للمواطن من دون ان ينحاز إلى ايٍّ من السياسيين.
والفضل الأكبر للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي حوَّل المبدئية إلى نهج وسلوك وممارسة وأداء، ولا ننسى أبداً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يُتقِن فن الصمت كما فن الكلام، عند الضرورة، ليضع الامور في نصابها.
أما رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن فإنه العلامة الفارقة في لائحة الشرف، يكفي التنويه بما قام به اخيرا ليستحق عن جدارة انه الذي ساهم في إنقاذ البلد من فتنة كادت أن تكون محققة.   

السابق
في انتظار البابا وأمل السلام والحرية
التالي
الصرفند تعتصم استنكاراً لجريمة قتل إبنها علي خليفة