قانون منع التدخين في الأماكن العامة.. يبدأ من اليوم

اليوم يبدأ لبنان بتطبيق قانون منع التدخين 100 في المئة في الاماكن العامة المغلقة، ويحظر جميع اشكال الاعلان والترويج والرعاية، ويفرض وضع تحذيرات صحية على مساحة 40 في المئة من الوجهتين الامامية والخلفية لعلب الدخان. هل ستلتزم المطاعم والملاهي وخصوصا المقاهي التي يعيش اصحابها من نراجيل تسحب النَفَس من كل نَفَس؟

رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني قال لنا ان "هذا القانون ليس كأي قانون آخر لأنه وضع لجميع الناس وليس ضد أحد، وهو لحماية صحة كل انسان وللمحافظة على حرية كل شخص. صحيح ان هناك عقوبات وضابطة عدلية من درك ومراقبي وزارة الصحة، ومفتشي وزارة الاقتصاد والشرطة السياحية، انما تعويلنا لتنفيذ هذا القانون هو على وعي المواطن واقتناعه بأهمية هذا القانون وضرورته وتأثيره الايجابي في صحته. واظهرت الدراسات ان البلدان التي بدأت تنفيذ هذا القانون منذ مدة انخفضت فيها نسبة ازمات القلب الحادة من 17 الى 19 في المئة. ولم يتأثر عمل المطاعم والملاهي بتنفيذ هذا القانون، علما انه لا يطبق بين يوم وآخر، فالمطاعم والملاهي اعطيت مهلة من اجل تطبيقه".

للوهلة الأولى يأسف القلب لخسارة "ثقافة النرجيلة" التي اجتاحت شبابنا ومقاهينا والمطاعم، لتكثر الاسئلة عن جدية التطبيق، ومعها تعليقات المدخنين الطريفة واللاذعة في آن واحد: “انو ممنوع تولع سيجارة بالاماكن العامة بس فيك تولع المنطقة بالرصاص؟"، "هذا القانون هو ارهاب غير المدخنين على المدخنين"، "هذه صديقتي الوفية، ترافقني منذ 40 عاما ولم تتخل عني يوما حتى في اسوأ اوقاتي، كيف أتركها؟"و "الغرامة 135 الف ليرة؟ ممتاز! هذا باب آخر للبرطيل"، وغيرها من التعليقات التي انهالت بعد سؤال واحد: هل تعتقدون ان لبنان سيلتزم تطبيق القانون؟

الهيئات الرسمية والوزارات المعنية في القانون تعول ايضا على دور المجتمع المدني وتعاون المجتمع للقضاء على هذه الآفة. من اراد التدخين ولا يأبه لصحته فليفعل، انما دون ايذاء الآخرين من خلال التدخين السلبي. فالابحاث اثبتت بحسب البرنامج الوطني للحد من التدخين، ان نسبة التعرض للتدخين غير المباشر في لبنان مرتفعة جدا، وان الهواء الذي نتنشقه "خطر" على صحتنا وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية. فهناك 3500 لبناني يموتون كل عام بسبب اصابتهم بامراض سببها التدخين، والهدف من قانون الحد من التدخين حماية حقوق الشعب والعمال في استنشاق هواء آمن ونظيف. واظهرت دراسة حديثة للبرنامج الوطني للحد من التدخين ان 92 في المئة من اللبنانيين يدعمون قرار منع التدخين في جميع الاماكن العامة المغلقة.

وقد انطلقت الحملة المدنية لمراقبة بدء تطبيق القانون، وتنضوي فيها 15 جمعية تعمل في مكافحة التدخين في كل المناطق. وتضم الحملة 70 مراقبا متدربا يعملون على مراقبة الاماكن العامة ورفع تقارير الى الوزارات المعنية.
وتأتي الحملة وفق "حياة حرة بلا تدخين" لدعم جهود الوزارات خصوصا ان عديد الشرطة السياحية قليل ولا يمكنها الرقابة بفاعلية.
في المقابل يعتصم عدد من اصحاب المطاعم والمقاهي الساعة العاشرة صباح اليوم في شارع المطاعم في انطلياس، خلف بطريركية الارمن الارثوذكس للاحتجاج على القرار.  

السابق
من يطمئن الشعـوب اللبنانيـة الخائفـة والمخيفـة؟
التالي
أين المبادرة الإيرانية تجاه سوريا؟