المركزية: توجه داخلي وخارجي لتشكيل حكومة تكنوقـــراط تشـرف على الانتخابـات النيابيـة يعارضه حزب اللـه

يلتقي أهل الداخل والخارج على ان مراوحة الاوضاع بين السخونة والخطورة والتنقل من منطقة الى أخرى في لبنان لا بد وان يؤدي عاجلا أم آجلا الى فلتان أمني يعيدنا الى سنوات مضت وذكريات أليمة أعتقد البعض ان لبنان تجاوزها الى غير عودة.

وتجمع الاطراف كذلك على ضرورة التشبث بأي بصيص أمل يسطع وسط نفق الازمة المظلم، وترى بحسب اوساط مراقبة في تأكيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ودعوته امس في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر وقبلها الى تغليب العقل والمنطق وتنظيم الاختلاف لوقف الانحدار بالبلاد الى الهاوية. هذا البصيص وان لم يكن من أجل الحل فلوقف الهريان على الاقل الذي يتآكل الدولة بكل مؤسساتها واداراتها.

وترى اوساط سياسية معارضة في هذا الاطار ان وقف الانهيار هو في عودة اللبنانيين وتحديدا فريق 8 و 14 آذار الى التوافق على تشكيل حكومة انتقالية في هذه المرحلة تشرف على الانتخابات النيابية يكون رئيسها واعضاؤها غير مرشحين للانتخابات.

وتؤكد الاوساط ان الغالبية من القيادات السياسية رسمية وغير رسمية وفي صفوف الموالاة والمعارضة قد تؤيد مثل هذا الطرح باستثناء حزب الله الذي يتمسك بالحكومة، على رغم وجود قناعة لدى التيار الوطني الحر وحركة امل ان حكومة الرئيس ميقاتي استنفدت كل مقوماتها ولم تعد تاليا قادرة على معالجة اي ملف معيشي او أمني.

وتلفت الاوساط الى الاجتماعين اللذين عقدهما تكتل التغيير والاصلاح مع الحزب والحركة الاسبوع الماضي للبحث في الوضعية الحكومية والامكانات المطروحة للمعالجة ومنها بالطبع دفع الحكومة الى الاستقالة.

وتقول ان موفدي التيار تبلغا من الاجتماع مع الحزب من المعاون السياسي للامين العام حسين الخليل التمسك بحكومة الرئيس ميقاتي وعدم التخلي عنها في الاحوال الراهنة على الاقل، في حين انهما لمسا في الاجتماع مع قيادات أمل ايجابية للبحث في كل ما من شأنه اخراج البلاد من الوضع الذي تتخبط فيه.

وتتوقف الاوساط عند الرسالة التي وجهها حزب الله عبر آل المقداد وجناحهم العسكري الى أهل الداخل والخارج منذ اسبوعين، ردا على حملات الضغط التي تعرض لها الحزب في موضوعي نزع سلاح المقاومة واستقالة الحكومة. واعتبرت هذه الرسالة أقل من 7 أيار، لكنها أكبر من قضية القمصان السود التي ترفع في وجه الحزب بين الفينة والاخرى.

وتخلص الاوساط الى الاعتقاد ان التوافق على حكومة تكنوقراط حقيقية غير فضفاضة وبرئاسة شخصية سنية من بيروت تنتمي الى بيت سياسي عريق ومقبولة من الاطراف والاوساط كافة، وتشرف لاحقا على اجراء الانتخابات النيابية قد تشكل المخرج المطلوب محليا وعربيا ودوليا، ولكنها لا تراه على نار حامية كما يعتقد البعض لا بل هو ما يزال في بدايته وتم التطرق اليه لماماً في الاجتماعات التي عقدت بين اطراف وقوى فريق الرابع عشر من آذار هذا الاسبوع.  

السابق
سعد: لتعزيز خيار المقاومة في مواجهة الخطر الصهيوني
التالي
“يديعوت أحرونوت”: رسالة أميركية لإيران تؤكد عدم المشـاركة بهجوم إسرائيلي محتمل عليها