الطبقة المتوسطة تحتضر أمام أعيننا

يشكو العالم المتحضر والعالم العربي والمجتمع اللبناني انهيارا متزايدا للطبقة المتوسطة مع تراجع مستوى العيش والقدرة الشرائية وتباطؤ الاقتصاد. ويهدّد ذلك الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

أعلن مكتب عالمي للدراسات والابحاث ان الطبقة المتوسطة تندثر في مختلف دول العالم وخصوصا الغربي منه، وما زالت هذه الطبقة تصارع للبقاء على رغم انها تنهار امام اعيننا. وفي العقد الماضي شهدت هذه الطبقة المتوسطة اسوأ عشر سنوات في تاريخها الحديث، فقد تقهقرت على مستوى الحجم، وتراجعت على مستوى الدخل والثروات. وتخلت عن الكثير من ثقتها في المستقبل.

واعتبر الكثيرون من هذه الطبقة انه بات اصعب كثيرا عليهم الحفاط على مستوى عيش لائق كانوا يتمتعون به على مدى تاريخهم الحديث. واظهر التقرير الذي صدر قبل اسبوع ان حجم الطبقة المتوسطة في المجتمع بات اصغر الى حد كبير مقارنة مع ما كان عليه في حين ان الفقراء والاغنياء زادوا كثيرا.

وتواجه الطبقة المتوسطة في المجتمع الحديث الاسوأ على مستوى تدهور حجم وقيمة ثرواتها ومداخيلها ايضا. وتعتبر الطبقات المتوسطة خزان ودينامو النمو الاقتصادي في الاقتصاد. كما ان الحفاظ عليها يخدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي في الدول.

كما ان نمو حجم الطبقة المتوسطة يخفف الكثير من حجم الانفاق الاجتماعي للدولة عموما. وتعد الطبقة المتوسطة صمام الامان في المجتمعات ووجودها هو المؤشر على صحة الاقتصاد.

ويجب ان تمثل هذه الطبقة نحو الثلثين في المجتمعات المتقدمة او النامية. وتتأثر هذه الطبقة عادة بتراجع قدرتها الشرائية وارتفاع الايجار السكني واسعار العقارات. وتظهر مكامن الضعف في الطبقة المتوسطة من خلال تزايد ظاهرة الاقتراض الاستهلاكي وهو اسوأ انواع الاقتراض.

وتتأثر الطبقة المتوسطة ايضا من الانظمة الاقتصادية القائمة والتي تسيء توزيع الثروة والدخل والتي لا تستطيع معالجة ظاهرة البطالة المتزايدة. وتسعى الدول الكبرى الى خفض الضرائب على الطبقة المتوسطة لتجنّب الأزمات المالية.

وفي لبنان، قام المصرف المركزي في السنوات القليلة الماضية بحملات مركزة لدعم الطبقة المتوسطة من خلال توفير القروض الاسكانية والقروض الجامعية والدراسية عموما، وباقة اخرى من القروض الشخصية، وبدعم القطاعات الزراعية والصناعية على مستوى التسهيلات في القروض المدعومة.

واضطرت الحكومة اللبنانية مؤخرا الى اقرار زيادات في الاجور غير ان المعالجات القائمة تبقى دون المستوى المطلوب لاعادة ترميم الطبقات المتوسطة في ظل تراجع الاقتصاد المحلي والعالمي، خصوصا في ظل ازمات الدين العام المتعاظم في لبنان وفي مختلف الدول حتى الكبرى منها.

السوق اللبنانية

كانت اسعار الدولار منخفضة امس في سوق القطع المحلية مع ظهور معروض اضافي من الدولارات بمناسبة اقفال الحسابات المصرفية الشهرية. فجرى تبادل الدولار دون مستوى 1504 ليرات.

اما في بورصة بيروت الرسمية للاسهم فقد بلغ حجم التداولات الاجمالية امس 73557 سهما قيمتها 926277 دولارا اميركيا. وسجل تبادّل 35 عملية بيع وشراء تناولت عشرة اسهم مختلفة ارتفع منها ثلاثة اسهم وتراجعت ثلاثة اسهم واستقرّت 4 اسهم اخرى.

اما اسهم سوليدير فتراجعت امس بالفئتين، اذ انخفضت اسهم الفئة (أ) 0.31 في المئة الى 12.69 دولارا، وتراجعت اسهم الفئة (ب) 1.01 في المئة الى 12.66 دولارا، وتراجعت ايضا اسهم بنك بيبلوس العادية 1.93 في المئة الى 1.52 دولار.

وارتفعت الاسهم التالية: اسهم بنك عودة العادية بنسبة 2.42 في المئة الى 5.49 دولار واسهم بنك بيروت الفئة (H) التي زادت 0.39 في المئة الى 25.55 دولارا، واسهم شركة هولسيم الصناعية التي حققت ارتفاعا كبيرا بلغت نسبته 7.87 في المئة الى 16.72 دولارا.

واستقرّت الاسهم التالية: اسهم بنك بلوم فئة GDR على 7.70 دولار واسهم بنك عودة الفئة (F) على 100 دولار واسهم بنك بلوم فئة العام 2011 على 10.17 دولار.

وفي ختام التداولات الرسمية، ارتفعت القيمة السوقية لبورصة امس 0.40 في المئة الى 10.099 مليار دولار اميركي.

اسواق الصرف العالمية

ارتفع اليورو امس بنسبة 0.70 في المئة الى 1.2592 دولار اميركي مرتقيا الى أعلى مستوى له في ثمانية اسابيع. جاء ذلك مع ترقّب الاسواق لكلمة رئيس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي وهي الكلمة السنوية التي يلقيها في البنك المركزي الاميركي، فانخفض الدولار الاميركي مقابل 15 عملة رئيسية اخرى بعد حديث لمسؤول نقدي اميركي قال فيه ان الاحتياطي الفدرالي قد يأخذ قرارات قوية لدعم النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية.

اما الكورون السويدي فارتفع الى اعلى مستوى في ثلاثة اسابيع مقابل الدولار الاميركي مع تجدّد الاقبال والطلب على العملات ذات العائدات المرتفعة، فتراجع المؤشر الذي يقيس اداء الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية اخرى امس بنسبة 0.8 في المئة لتبلغ نسبة تراجعه هذا الشهر الى 1.9 في المئة.

وزاد الكورون السويدي امس 1.3 في المئة الى 6.6064 للدولار الواحد ليمثل افضل عملة خلال الاشهر الثلاثة الماضية، حيث زاد بنسبة 6.5 في المئة، في الوقت الذي تراجع فيه اليورو بنسبة 2.2 في المئة وانخفض فيه الدولار بنسبة 4.4 في المئة.

ولكن الين الياباني كان الخاسر الاكبر في الفترة المذكورة والتي تمتد لثلاثة اشهر اذ تراجع بنسبة 4.5 في المئة. وتراجع الدولار امس بنسبة 0.31 في المئة الى 78.38 ينا وصعد الجنيه الاسترليني 0.45 في المئة الى 1.5855 دولار اميركي.

الاسهم العالمية
ارتفعت الأسهم الاميركية بقوة امس بعد تصريح لرئيس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي قال فيه انه لن يتجنّب الدخول في جولة ثالثة من ضخ السيولة في الاسواق المالية بهدف تحفيز النمو الاقتصادي الاميركي. وزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0.77 في المئة الى 13100.99 نقطة.

كما ارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.55 في المئة الى 1407.21 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0.45 في المئة الى 3062.34 نقطة.

وارتفعت البورصات الاوروبية ايضا امس للاسباب نفسها المذكورة اعلاه فزاد المؤشر العام بنسبة 0.7 في المئة الى 266.79 نقطة. وارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.27 في المئة الى 5735.11 نقطة.

وارتفع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0.91 في المئة الى 6957.99 نقطة. لكن الاسهم الاسيوية تراجعت عند الاقفال امس الجمعة مع استمرار توالي التقارير الاقتصادية التي زادت المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.

فاقفل المؤشر العام لهذه الاسهم الاسيوية متراجعا 0.6 في المئة الى 117.63 نقطة. اما مؤشر نيكي الياباني في بورصة طوكيو فأقفل منخفضا بنسبة 1.60 في المئة الى 8839.91 نقطة. كما تراجع مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ 0.36 في المئة الى 19482.60 نقطة.

الذهب
ارتفع الذهب امس بنسبة 0.74 في المئة الى 1665.30 دولارا للاونصة كما زادت اسعار الفضة بنسبة 1.51 في المئة الى 30.85 دولارا للاونصة. واستفادت المعادن الثمينة من التصريحات المبكرة لرئيس الاحتياطي الفدرالي الاميركي بشأن عدم استبعاد اللجوء الى ضخ ثالث للسيولة في الاسواق المالية بهدف تعزيز النمو الاقتصادي الاميركي. كما استفادت هذه المعادن ايضا من التراجع الكبير لسعر صرف الدولار الاميركي مقابل العملات الرئيسية الاخرى وخصوصا مقابل اليورو.

النفط
ارتفعت ايضا اسعار النفط العالمية امس بنسبة 0.88 في المئة الى 96.60 دولارا للبرميل. واستفاد النفط امس من اجواء التفاؤل بلجوء البنوك المركزية لضخ السيولة في الاسواق. واتجاه الى تسجيل ارتفاع للشهر الثاني على التوالي. وفي حين توقع البعض عودة النفط الى التراجع في المستقبل المنظور يؤكد آخرون ان النفط سوف يجد مستوى دعم ومقاومة عند مستوى 92.89 دولارا للبرميل. اما سعر مزيج برنت الخام في اوروبا فزاد امس 0.76 في المئة الى 113.51 دولارا للبرميل.  

السابق
حزب الله يتهم 14 آذار بإغراق لبنان في الفوضى
التالي
مخطط إسرائيل لتدمير “حزب الله”