النهار: ملف المخطوفين إلى آليات ضغط جديدة جنبلاط: بعض 8 آذار يستهلك الفاليوم

استقطبت مناسبة "اليوم العالمي للمخفيين" أمس أكثر الاهتمامات الداخلية اذ شكلت محطة بارزة لرفع قضية المخطوفين عموماً ولا سيما منهم المعتقلين والمفقودين في السجون السورية في ظل عودة المعتقل المحرر يعقوب شمعون الى لبنان بعد 27 سنة من سجنه في سوريا. وبدا من التحركات والمواقف التي اطلقتها اللجان والهيئات المعنية بهذه القضية ان ثمة اتجاها الى الضغط من أجل انشاء الهيئة الوطنية لمعالجة قضايا الاخفاء القسري وفقاً للمشروع الذي وضعه وزير العدل شكيب قرطباوي، على ان تقابل هذه الخطوة التشريعية بجهود استثنائية محلية ودولية جديدة على قاعدة الزخم الذي اكتسبته جهود مضنية طويلة لهذه الهيئات من خلال اثبات وجود معتقلين أحياء في السجون السورية.
ولن تكون هذه القضية بعيدة من مناخ التحرك السياسي والشعبي الذي اطلقته قوى 14 آذار قبل يومين في ملف العلاقات مع سوريا والذي يلاقيه مساء اليوم تحرك شعبي مماثل للحزب التقدمي الاشتراكي الذي تنظم منظمة الشباب التقدمي فيه تجمعا شعبياً في حديقة سمير قصير.
وعشية هذا التحرك لم يشأ رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط التعليق عليه تاركاً للمنظمين "حرية ما يقررونه" في البيان الذي سيصدر عنهم. ورداً على سؤال لـ"النهار" عما اذا كانت دعوة منظمة الشباب التقدمي الى طرد السفير السوري علي عبد الكريم علي في هذا التحرك ستمتد الى وزراء "جبهة النضال الوطني" في مجلس الوزراء، أوضح ان "لا علاقة للوزراء بهذه الخطوة".
وفي مجال آخر، ابدى جنبلاط تحفظه عن تولى لبنان رئاسة الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية في الاشهر الستة المقبلة قائلا "ان ما اتخذته الحكومة في هذا الشأن سينعكس سلباً عليها وستثبت الايام صحة كلامي". كذلك توقف طويلاً عند صورة وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان مع الامين العام بان كي – مون خلال لقائهما أول من أمس في طهران المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي. وقال ساخراً لـ"النهار": "كيف كان وقع استقبال السيد خامنئي على بعض قوى 8 آذار وهم يشاهدون فيلتمان في حضرة الامام؟" واضاف: "ان هذا البعض غير مرتاح وعندما يخلد الى النوم سيزداد استهلاكه لحبوب الفاليوم".

خامنئي وسليمان
وقد التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان على هامش مشاركته في قمة دول عدم الانحياز في طهران السيد خامنئي أمس. ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء "ارنا" عن خامنئي قوله للرئيس سليمان ان لبنان دولة مهمة وحساسة في المنطقة وان "القادة والشخصيات اللبنانيين تمكنوا من ابراز تجربة جيدة وان يحلوا الكثير من المشاكل في ظل الصمود امام الخلافات الدينية والطائفية المثارة ودعم المقاومة". ووصف الحوار الوطني في لبنان بانه سياسة صحيحة واعتبر ان هناك البعض في داخل لبنان وخارجه يبيتون مخططات له الا ان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان اداروا القضايا بصورة جيدة وهو أمر ينبغي صونه. واضاف ان "بعض الاجانب يحاولون جرّ بعض مشاكل دول المنطقة الى لبنان، الا ان في امكان الاطياف والطوائف اللبنانية احباط هذه التحركات من طريق الاعتماد على المقاومة".
أما الرئيس سليمان، فرأى ضرورة مزيد من تطوير العلاقات بين ايران ولبنان، معرباً عن أمله في ان تعود القمة ورئاسة ايران لحركة عدم الانحياز بنتائج عملية ايجابية في مختلف القضايا مثل قضية فلسطين. وعرض للاوضاع في لبنان ومحادثات الاستراتيجية الدفاعية معرباً عن اعتقاده ان لبنان لا يزال في حاجة الى المقاومة، مؤكداً ان الحكومة اللبنانية عازمة عبر توفير ارضية التفاهم والتعاون على الحيلولة دون ان يمتد التوتر الخارجي الى الداخل اللبناني.
الى ذلك علمت "النهار" أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي سيمثل لبنان في اجتماعات افتتاح الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك في النصف الثاني من ايلول وسيتولى ميقاتي البحث مع المسؤولين الامميين في المواضيع الاساسية التي تهم لبنان ولا سيما منها موضوع المنطقة الاقتصادية الخالصة.

مذكرة 14 آذار
الى ذلك، وفي اطار التحرك السياسي لقوى 14 آذار بعد تظاهرة قطاعاتها الشبابية، تعد هذه القوى مذكرة سيسلمها الرئيس فؤاد السنيورة الى الرئيس سليمان. وعلمت "النهار" ان اجتماعاً عقد أمس بين السنيورة والنواب مروان حماده وانطوان سعد وهنري حلو في اطار الاعداد لهذه المذكرة. وافادت مصادر مواكبة ان المذكرة تتناول "الاعتداءات السورية على لبنان بدءاً برسالة المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري ضد لبنان وصولاً الى المخطط الاجرامي الذي كشف في قضية الوزير السابق ميشال سماحة بالتواطؤ مع المسؤول العسكري والامني السوري علي مملوك". وتطالب المذكرة رئيس الجمهورية "بصفته المسؤول الاول باتخاذ خطوات واجراءات معينة". واوضحت المصادر ان المذكرة تعتبر المطالبة بطرد السفير السوري "ثمناً زهيدا بعدما ثبت ضلوع النظام في هذا المخطط".
على صعيد آخر، كشف رئيس "تجمع علماء المسلمين" الشيخ حسن قاطرجي أمس لـ"النهار" ان الشيخ سالم الرافعي توجه الى تركيا بناء على تمنيات وزير الداخلية مروان شربل لمتابعة قضية المخطوفين اللبنانيين العشرة في سوريا. وعلم ان سفر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الى تركيا سيكون مؤشراً لاحراز تقدم في معالجة هذا الملف.  

السابق
السفير: الجيش للسياسيين: لا تستفزونا
التالي
ميشال سماحة