السفير: الجيش للسياسيين: لا تستفزونا

ينتظر أن تشكل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ساحة اختبار جدي لمصداقية الحكومة اللبنانية في التعامل مع الملف النفطي، في ظل التباين القائم بين بعض مكوناتها حول تقرير وزارة الخارجية المتعلق بحدود المنطقة الاقتصادية البحرية، على أن يبدأ، في ضوء ذلك، العد العكسي لتعيين اعضاء هيئة ادارة قطاع البترول.
وكان الأبرز، في النشاط الرسمي، أمس، مشاركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في افتتاح اعمال القمة السادسة عشرة لمنظمة دول عدم الانحياز في العاصمة الايرانية واجتماعه بالمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي.
وقد حذر خامنئي ، خلال اللقاء، من أن بعض الأطراف الأجنبية "تحاول نقل بعض مشاكل دول المنطقة إلى لبنان"، لافتاً الانتباه إلى أن الأطياف والطوائف اللبنانية "يمكنها إحباط هذه التحركات عبر الاعتماد على المقاومة".
وقال خامنئي إن القادة والشخصيات اللبنانية "تمكنوا من إيجاد الحلول لكثير من المشاكل في ظل الصمود أمام الخلافات الدينية والطائفية المثارة، ودعم المقاومة".
ووصف الحوار الوطني في لبنان بأنه "سياسة صحيحة"، لافتاً إلى أن "هنالك البعض في الداخل والخارج يبيّتون مخططات للبنان"، وأشاد بإدارة رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب للقضايا "بصورة جيدة وهو أمر ينبغي صونه" .

قهوجي: لن نسمح بابتزاز الجيش
الى ذلك، أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الجيش لن يسمح لأي طرف سياسي بابتزازه في أي موضوع، كما لن يسكت بعد اليوم عن استهدافه أو التطاول عليه كلامياً أو فعلياً ومن أية جهة أتى ذلك.
وشدد في خلال حفل تكريمي للضباط المتقاعدين في اليرزة، أمس، على "ان الجيش ملتزم بتنفيذ خطته العسكرية في الداخل، وهو يسعى، على الرغم من إمكاناته المتواضعة، إلى ضبط المعابر الحدودية، وعدم جعلها ممراً للفتنة من لبنان وإليه. وبالتالي فإنه لن يسمح بوجود بقع أمنية ومناطق عازلة خارجة على سلطة الدولة من شأنها أن تظهر لبنان طرفاً في صراع يعمل جاهداً على تفاديه" .
وبينما أكد قهوجي في كلمته استعداد الجيش "للدفاع عن الحقوق اللبنانية المشروعة في المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة"، كان هذا الموضوع محل متابعة من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي استمع إلى شرح مفصل حول هذا الموضوع قدّمه مدير الإدارة في الجيش اللواء عبد الرحمن شحيتلي بوصفه المعني بهذا الملف.

كما يُنتظر أن يشكل الملف النفطي، بكل تفرعاته، عنواناً أساسياً في الخطاب الذي سيلقيه الرئيس نبيه بري في المهرجان المركزي الذي تقيمه حركة "امل" عصر اليوم في مدينة النبطية، لمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه.
وفي سياق متصل، أكد أحد الخبراء المعنيين بملف الحدود البحرية لـ"السفير" ان لبنان امام فرصة تاريخية لتضييق المنطقة البحرية المتنازع عليها مع اسرائيل من 800 كيلومتر مربع الى 300 كيلومتر مربع.
وبحسب الخبير المذكور، فإن الجانب اللبناني استطاع، وخلال اجتماعات ثلاثية مكثفة بين التقنيين اللبنانيين والدوليين والاسرائيليين (في الناقورة) أن ينتزع 500 كيلومتر من اصل الـ800 كيلومتر مربع المتنازع عليها، بعدما أثبت تقنياً ان مساحة الـ500 كيلومتر تعود للبنان.
وأشار الخبير نفسه الى أنه بمقدور لبنان أن يثبت هذا الحق (الـ500 كلم2) في الامم المتحدة، اذا ما وافق مجلس الوزراء على تقرير وزارة الخارجية، وهذه فرصة اذا ضاعت من شأنها أن تبقي مساحة الـ800 كلم2 كلها منطقة متنازعاً عليها، وبالتالي يحرم ضياعها لبنان من الاستفادة من الـ500 كيلومتر مربع.

وفيما رفض مرجع رسمي تأكيد ما اذا كان مجلس الوزراء سيناقش في جلسته المقبلة، موضوع التعيينات في هيئة ادارة البترول، قال وزير التنمية الادارية محمد فنيش رداً على سؤال لـنا إنه لا خلاف بين "حزب الله" وحركة "امل" حول تسمية الاسم الشيعي لهيئة ادارة قطاع البترول، داعياً الى الاستعجال في بت هذا التعيين في اقرب وقت ممكن. وفي هذا السياق جدد وزير الصحة علي حسن خليل تأكيد أن التوافق على الاسم الشيعي بين الحركة والحزب تم منذ اشهر.
وتردد ان من بين الاسماء المطروحة لعضوية هيئة ادارة قطاع البترول كلاً من: بهيج ابو حمزة (درزي)، ناصر حطيط (شيعي)، وسام شباط (ماروني) ووسام الذهبي (سني)، بالاضافة الى اسمين أرثوذكسي وكاثوليكي.   

السابق
الأخبار: قهوجي : الجيش قادر على ضرب المسلحين بقسوة
التالي
النهار: ملف المخطوفين إلى آليات ضغط جديدة جنبلاط: بعض 8 آذار يستهلك الفاليوم