الجيش يقوم بواجبه في طرابلس

حيا رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، "الجيش اللبناني الذي يبسط سلطته رويداً رويداً في طرابلس ويثبت أنه لديه القدرة على القيام بواجباته خصوصاً عند توفر الارادة السياسية"، متوقفا عند قمة دول عدم الإنحياز: "هنيئاً لمضيفيها بمجزرة داريا وبُصرى التي تأتي في سياق سلسلة المجازر السابقة التي وقعت في الحفة والتريمسة والحولة والعشرات من القرى والبلدات والدساكر التي لا تعد ولا تُحصى"." وذكر بـ "الموقف الثابت للحزب "التقدمي الاشتراكي" بضرورة تحقيق الاستيعاب التدريجي والاستفادة من قدرات المقاومة في إطار المؤسسة العسكرية دفاعاً عن لبنان وفقط لبنان".

وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" يُنشر اليوم: "من سخرية القدر أن تتحوّل حركة عدم الانحياز التي انطلقت في باندونغ في العام مع كبار من أمثال جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو وجوزف تيتو نصرةً لحرية الشعوب ودعماً لمبدأ تحررها من الاستعمار والتبعية لهذا المعسكر او ذاك، الى حركة الانحياز لأنظمة تمارس كل اشكال الطغيان ضد شعوبها، وتدعم بكل قوتها أنظمة أخرى قلما شهد التاريخ من أمثالها في ممارسة القتل والقمع والاستبداد"، مشيرا إلى أن "خير دليل على ذلك هو الحماية المباشرة التي تقدمها بعض القوى للنظام السوري في مواجهة الطموحات المشروعة للشعب السوري في الحرية والاستقلال والكرامة".

أضاف: "من سخرية القدر ان يشارك في ذاك الاجتماع بعض القادة العرب الذين انتُخبوا بالأمس القريب بعد ثورات أطاحت برموز الطغيان، فإذا بهم بدل أن ينحازوا الى شعوبهم ومصالحها، تراهم سيجلسون إلى جانب من يقفون سداً منيعاً ضد حقوق الشعب السوري ونضاله الملحمي، الذي يتوج يومياً بالمئات من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين".
واعتبر أنه "من سخرية القدر أيضاً ان يشارك في قمة طهران بعض قادة فلسطين ويحضروا الى جانب من يمثلون النظام السوري ويدعمونه، وهو النظام الذي فعل بشعبه اكثر مما فعلت اسرائيل بالشعب الفلسطيني"، سائلا: "ألا يمر ببال ممثلو فلسطين أن المشاركة الى جانب نظام هجر الشعب السوري ودمر مدنه وهو يماثل التدمير الاسرائيلي للمدن الفلسطينية قد يعطي ذريعة لإسرائيل لتهجير ما تبقى من عرب الضفة الغربية وعرب في الداخل، وبالتالي أن تفعل إسرائيل كما فعل النظام السوري؟".

وتابع: "أما لبنانياً، فلا خوف على الموقف الرسمي اللبناني الذي يمثله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي سيعبر حتماً بجرأته المعهودة عما يتلاءم مع المصلحة الوطنية اللبنانية وليس المصالح الإقليمية الاخرى. لكن يبقى طبعاً ألا يتحول لبنان، بين الجنون الاسرائيلي الذي يمثله بنيامين نتنياهو وحقد النظام السوري الذي يريد تفجير الأوضاع الداخلية وترسانات الصواريخ الجاهزة وغير المنتظمة في اطار تفاهم الحد الأدنى للخطة الدفاعية، الى حقل للتجارب ليدفع مجدداً فواتير باهظة كأثمان لحروب الآخرين على أرضه".
وقال: "أذكر هنا بالموقف الثابت للحزب "التقدمي الاشتراكي" بضرورة تحقيق الاستيعاب التدريجي والاستفادة من قدرات المقاومة في إطار المؤسسة العسكرية دفاعاً عن لبنان وفقط لبنان كما ورد في دعوة الرئيس (الجمهورية ميشال) سليمان، وبما يؤكد أن يكون قرار الحرب والسلم والأمرة بيد الدولة اللبنانية. وإذا كان ليس من شك حول فاعلية صواريخ المقاومة في تهجير مئات الآلاف من الاسرائيليين، إلا أنه من حق اللبنانيين التساؤل عن مصيرهم ومستقبلهم في حال حدوث أي حرب مقبلة!".
وأشار إلى أنه "في هذا المجال، لا بد من توجيه التحية للجيش اللبناني الذي يبسط سلطته رويداً رويداً في طرابلس ويثبت أنه لديه القدرة على القيام بواجباته خصوصاً عند توفر الارادة السياسية، ما يجعل قيامه بمهام الدفاع عن لبنان مسألة متاحة إذا ما تمكن من الاستفادة من تفاهم وطني يتم التوصل إليه حول هذا الموضوع"، وختم: "اخيراً، هنيئاً لمضيفي قمة دول عدم الانحياز بمجزرة داريا وبصرى التي تأتي في سياق سلسلة المجازر السابقة التي وقعت في الحفة والتريمسة والحولة والعشرات من القرى والبلدات والدساكر التي لا تعد ولا تُحصى".
  

السابق
لتوفير حماية دولية للبنان
التالي
معاً من أجل الكوتا تؤجل السلسلة البشرية