لماذا استهداف لبنان_حزب الله_ بدلاً من إيران؟

من الواضح ان مجمل المواقف والتطورات الحاصلة من انفجار مواجهات أهلية في طرابلس، واتفاق الولايات المتحدة وتركيا على آلية مشتركة للعمليات والتنسيق في مواجهة التطوّرات على الحدود التركية ـ السورية، يشي بحقيقة ساطعة هي تراجع احتمالات توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية من جهة، وازدياد المخاوف من ان تكون إسرائيل في صدد الاستعاضة عن مهاجمة إيران بضرب لبنان وحزب الله من جهة اخرى.

المتخوفون من استهداف لبنان بدلاً من إيران يبنون تحليلهم على مقولتين: الاولى، اقتناع إسرائيل بعدم توّفر فرصة لضرب إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية. الثانية، توقع جدوى من ضرب لبنان وحزب الله بالنظر لثبوت خطر الصواريخ التي يملكها الحزب على جبهة إسرائيل الداخلية، ولتعطيل امكانية حصوله على اسلحة كيميائية نتيجَةَ الحرب الدائرة في سورية.

إلى ذلك، يكتسب احتمال استهداف لبنان وحزب الله بدلاً من إيران ارجحية نسبية من مراجعة التعليل الذي قدمه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه ارينز في هذا السياق.
أعلن أرينز، بحسب صحيفة "هآرتس" (22/8/2012)، ان الاولوية يجب ان تُعطى لمعالجة مشكلة صواريخ حزب الله قبل البحث في الهجوم على إيران. تساءل: إذا تطلّب وقف البرنامج النووي الإيراني عملية عسكرية، فمن الذي سيقوم بها؟ الولايات المتحدة أم إسرائيل؟ يفضل الإسرائيليون أن تقوم أميركا وحدها بالمهمة. لكن ماذا سيجري لو تأخرت واشنطن في اتخاذ القرار؟ هل سيكون على إسرائيل التحرك وحدها من دون موافقة الولايات المتحدة، أم أن عليها انتظار موافقة واشنطن؟ وهل يتعيّن عليها أن تترك القرار بين يدي الولايات المتحدة انطلاقاً من الاقتناع بأنها ستقوم بالعملية المطلوبة في الوقت الملائم؟
يلاحظ ارينز انه من الأمور المثيرة للدهشة، وجود إجماع وسط المؤيدين لأي من الاحتمالين بأن السكان المدنيين في إسرائيل سيتعرضون إلى هجوم بعشرات الآلاف من الصواريخ التي سيطلقها عليهم الإيرانيون وحزب الله رداً على أي عملية عسكرية، بغض النظر عن الطرف الذي سينفذ الهجوم، وسواء جرى الهجوم بموافقة الولايات المتحدة أو من دونها». لذلك يجزم ارينز بأن صواريخ حزب الله "تشكّل خط الدفاع الأول للمشروع النووي الإيراني. وبالتالي، أليس من المنطقي مهاجمة هذا الخط الدفاعي الأول قبل أي شيء آخر؟"

يختم ارينز: "سواء كانت الولايات المتحدة هي التي ستقوم بالهجوم العسكري ضد إيران، أم أن إسرائيل هي التي ستفعل ذلك بموافقة أميركية أو من دون هذه الموافقة، فإنه يتعيّن على إسرائيل أن تعالج أولاً صواريخ حزب الله في لبنان، إذ ليس هناك من يستطيع أن يقوم بذلك نيابةً عن إسرائيل. صحيح أنه من الأفضل الحصول على موافقة الولايات المتحدة على هذه المهمة، لكن هذه الموافقة ليست ضرورية".

آراء ارينز تثير جملة تساؤلات: هل يدعو وزير الدفاع السابق إسرائيل إلى الاستعاضة عن مهاجمة إيران بضرب لبنان وحزب الله؟ اذا كان ضرب إيران يستوجب موافقة أميركا المسبقة، فهل موافقتها "غير ضرورية"، كما يقول، في حال قررت إسرائيل الاستعاضة عن مهاجمة إيران بضرب لبنان وحزب الله؟ ثم، هل تبقى إيران مكتوفة اليدين اذا ما ضربت إسرائيل لبنان وحزب الله؟ واذا ردّت إيران بقصف إسرائيل، هل تبقى الولايات المتحدة مكتوفة اليدين؟
كل هذه التساؤلات تستثير سؤالاً واحداً مفتاحياً: هل ضرب لبنان وحزب الله مناورة إسرائيلية ملتوية لتوريط الولايات المتحدة في الحرب، بإرادتها او رغماً عنها، ام انه بات مخططاً معتمداً كبديل من مهاجمة إيران؟
جواب السيد حسن نصرالله جاهز: "رد المقاومة كفيل بتحويل حياة مئات آلاف الإسرائيليين إلى جحيم".
 

السابق
ندوة حول كتاب المجال الجغرافي في قضاء حاصبيا لسميرة شروف
التالي
الخوف على سورية من الصوملة