النهار: حرب استنزاف من طرابلس إلى الحدود فيلتمان يستنفر الدعم الدولي للبنان

على رغم التوصل الى اتفاق جديد لوقف النار في طرابلس والجهود الكثيفة المبذولة لانهاء معارك الاستنزاف التي استمرت لليوم الثالث وتسببت بسقوط نحو عشرة قتلى واكثر من 100 جريح وبموجة نزوح واسعة، اتسعت المخاوف الداخلية والدولية من فصول الاضطرابات الامنية المتعاقبة في لبنان على خلفية انعكاسات الازمة السورية عليه.
واذ برز في هذا الاطار امس موقف لافت للامم المتحدة اكتسب دلالة من حيث التحذير من زعزعة الاستقرار في لبنان، سجل تطور جديد على الحدود الشرقية مع سوريا مع مقتل أربعة لبنانيين في غارة شنتها المروحيات السورية على قرية جوسيه السورية الحدودية شرق نهر العاصي. وهي الغارة الجوية الاولى على أهداف مدنية أو مسلحة في هذه المنطقة، وقد أدت الى مقتل ثلاثة لبنانيين من عرسال ورابع من الهرمل، والى جرح عشرة من عرسال.
وبينما تستمر التحضيرات على قدم وساق للزيارة التي يزمع البابا بينيديكتوس السادس عشر القيام بها للبنان بين 14 أيلول و16 منه، ترددت أصداء الاحداث الاخيرة بقوة في المحافل الدولية.
وافاد مراسلنا في نيويورك علي بردى امس ان وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان تناول الوضع اللبناني في اطلالة علنية اولى له منذ انتقاله من منصبه في الادارة الاميركية الى المنظمة الدولية في نيويورك.

واعلن فيلتمان خلال الاحاطة الشهرية عن "الحال في الشرق الاوسط" في مجلس الامن انه "مع استمرار التدهور في الازمة السورية يصير الوضع في لبنان متزعزعاً اكثر والحاجة الى الدعم الدولي المتواصل للحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية اكثر اهمية". واذ لفت الى ان "استمرار القصف عبر الحدود في شمال لبنان وشرقه يؤدي الى اصابات متزايدة"، لاحظ ان "التوتر نتيجة الهواجس المحلية والامنية لا يزال مرتفعاً عبر كل البلاد ويتفاقم بسهولة بسبب التطورات في سوريا". وذكر بأن الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون "عبر مرارا عن قلقه من تهريب الاسلحة في الاتجاهين عبر الحدود اللبنانية – السورية"، كما "ندد بشدة بالخطف وأخذ الرهائن ثأرا في سوريا ولبنان ودعا الى اطلاق فوري لكل هؤلاء المحتجزين من دون وجه حق".

وأفاد ان بان تحادث أخيرا مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وهو "لا يزال يركز على حماية استقرار لبنان وسيادته" في ضوء قضية توقيف السلطات اللبنانية الوزير السابق ميشال سماحة "لتورطه في تهريب متفجرات من سوريا في اطار ما يدعى انه مؤامرة على أهداف داخل لبنان لغرض مفترض هو اثارة نزاع سني – شيعي". واضاف فيلتمان ان "اصطفاف سماحة العلني مع مواقف الحكومة السورية عمّق المخاوف من محاولات جرّ لبنان الى الاحداث الاقليمية على رغم السياسة الحذرة التي يعتمدها الرئيس (ميشال) سليمان ورئيس الوزراء ميقاتي للنأي بلبنان عن الازمة السورية".
كذلك أبدت باريس قلقها من المواجهات الدامية في طرابلس. وصرح مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني بأن "على لبنان ألا يستورد الى أراضيه نزاعا ليس له". وأضاف: "نتابع باهتمام تطور الوضع في لبنان ونبدي قلقنا من العدد المتزايد من الحوادث".

14 آذار
وظهر جلياً أمس ان قوى 14 آذار اتخذت قراراً بتغيير اسلوب تعاملها مع الأحداث بالانتقال تدريجاً الى التحركات الشعبية. وقد اصدرت الاشارة الأولى في هذا الاتجاه المنظمات الشبابية والطالبية التابعة لهذه القوى إذ دعت الى اعتصام سلمي أمام مقر وزارة الخارجية الاربعاء المقبل تحت شعارات المطالبة بتوفير الغطاء السياسي للجيش وقوى الأمن لتعقب الخاطفين وتحرير المخطوفين ودعوة القضاء الى القيام بالمطلوب منه في قضية ميشال سماحة وطرد السفير السوري من لبنان. وكانت مصلحة الطلاب في حزب الكتائب بادرت الى القيام باعتصام أمس أمام مقر وزارة الخارجية في إطار الهدف عينه.   

السابق
السفير: طرابلس ـ الضحية: الجيش ينتزع المبادرة من السياسيين
التالي
عائلة المقداد اعلنت التريث والترقب لتبيان عمل نتائج خلية الازمة