الأخبار: الجيش يجمع القيادات الميدانية بعيداً من السياسيين

حل الجيش مكان السياسيين لإنجاز تسوية بين جبل محسن وباب التبانة عبر تنظيم حوار بين قادة المحاور لنزع فتيل التفجير الذي يتجدد بين فترة وأخرى
وسط النار المشتعلة في طرابلس، مخلفة المزيد من القتلى والجرحى، أعلنت قيادة الجيش مبادرة لفتح حوار بين القيادات الميدانية في جبل محسن والتبانة، بعيداً من القوى السياسية.
فبعدما أكدت القيادة أن قوى الجيش لم تنسحب لحظة واحدة من مناطق الاشتباكات أو محيطها، دعت القيادات السياسية على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها إلى عدم التدخل في ما يحصل ميدانياً على أرض المدينة، وعدم المساهمة في إذكاء الخلافات.
وأعلنت "مبادرتها إلى إجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسؤولة في المدينة، وبخاصة في باب التبانة وجبل محسن، من أجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير، مع تأكيد حسمها في ضبط الوضع، وفضح المخلّين باتفاقات التهدئة والمحرّضين على العبث بالأمن والاستقرار".

وعلمنا ان مبادرة قيادة الجيش جاءت بعدما استفحلت الأوضاع الامنية في طرابلس في شكل لم تعد تنفع معه المعالجات عبر لقاءات سياسية مع نواب المدينة وفاعليتها. وجاء طرح قيادة الجيش تولي زمام الامور الميدانية، عبر عقد لقاءات مباشرة في مقر القيادة في اليرزة، مع المسؤولين الميدانيين في بعل محسن وباب التبانة، وغيرها من مناطق التوتر في المدينة ومن كافة الاتجاهات. وسيتولى ضباط الجيش المعنيون في الساعات المقبلة التنسيق لتأمين عقد هذه الاجتماعات بعيداً من اللقاءات النيابية والسياسية التي تعقد في المدينة.

وفي ظل عدم وجود رؤية حكومية واضحة لكيفية إخراج المدينة من أزمتها الحادة، ينتظر أن تتبلور في الساعات المقبلة مواقف القوى السياسية من دعوة الجيش، وترجمة الدعوات الى تدخله، أمراً واقعاً، وحضور الاجتماعات، لسحب فتيل التفجير . كذلك علمت "الأخبار" ان الجيش "سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حال عدم التجاوب مع دعواته، وسيعلن عن الممتنعين عن التسوية التي يريد من خلالها انقاذ المدينة".

اجتماع عند كبارة
ومتابعة لاجتماع أول من أمس الذي فشل في تهدئة الوضع الأمني، عقد "اللقاء الاسلامي الوطني" اجتماعاً في منزل النائب كبارة في حضور نواب طرابلس والقوى السياسية وعدد من فاعليات التبانة. وحضر جانباً من الاجتماع رئيس فرع مخابرات الشمال في الجيش العميد عامر الحسن والعميد بسام الأيوبي عن قوى الأمن الداخلي. وجرى خلال الاجتماع اتصال برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وأصدر المجتمعون بياناً طلبوا فيه من قيادة الجيش إعادة نشر وحداتها في مناطق الاشتباكات وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار عند الساعة الخامسة والنصف عصراً والرد على أي مصدر لإطلاق النار. إلا أنه لم يُلتزم وقف النار، حيث تواصلت الاشتباكات حتى ساعات المساء الأولى لتخف بعدها تدريجاً.
ودولياً، نددت فرنسا بشدة بالاشتباكات في طرابلس التي تشهد "اشتباكات بين الحين والآخر نتيجة خلافات تاريخية عززتها الأحداث في سوريا". وشددت على ضرورة ألا "ينقل لبنان إلى أرضه نزاعاً ليس له".

ميقاتي لبري: في فمي ماء
سياسياً، نقل زوار الرئيس ميقاتي عنه تأكيده الاستمرار "في تحمل المسؤولية، حتى تنضج الظروف التي دعونا فيها، بعد لقاء طاولة الحوار في بيت الدين، لتشكيل حكومة استثنائية".
وعن قول رئيس المجلس النيابي نبيه بري إن الرئيس ميقاتي لا يريد ان يحكم، نقل الزوار عن رئيس الحكومة قوله: "في فمي ماء. لم يسبق أن قبلت الدخول في رد على خصم، فكيف على صديق وأخ هو الرئيس بري". وأوضح أن "الحكم في لبنان ليس حكم رئيس حكومة، بل حكم مؤسسات، ولا يستطيع أحد ان يغطي أمراً ويطلب من الحكومة عكسه. الرئيس بري شريك، كطرف سياسي في الحكومة، وكرئيس للسلطة التشريعية، وهو يدرك حجم الأعباء الملقاة على كاهلي، ويعرف طبيعتي التي تبتعد عن الضوضاء في الحركة، لكني لا أقصر في مسؤولية ولا أتردد في اتخاذ القرار المناسب حين يأتي الأوان".

قتلى وجرحى من عرسال
وفي مجال أمني آخر، جرى التداول في منطقة البقاع أمس بمعلومات تفيد عن مقتل 4 من أبناء بلدة عرسال البقاعية في العمليات العسكرية الجارية داخل الأراضي السورية. وأشار أبناء مشاريع القاع إلى مقتل أربعة لبنانيين وجرح 10 آخرين من بلدة عرسال، جراء قصف إحدى الطوافات السورية لأحد المباني في جوسيه، ورجحوا أن يكون هؤلاء من أبناء عرسال القاطنين في جوسيه.
الكتائب ترفض التظاهر مع 14 آذار
وفيما واصلت قوى 14 آذار المطالبة بطرد السفير السوري علي عبد الكريم علي من لبنان، التقى الأخير وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في قصر بسترس وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح، فيما نفّذ طلاب حزب الكتائب اعتصاماً أمام الوزارة الخارجية.
وقالت مصادر في فريق 14 آذار لـ"الأخبار" إن الاعتصام جاء في وقت كانت فيه قوى 14 آذار تستعد لتنظيم تظاهرة أمام وزارة الخارجية احتجاجاً على الخروق السورية للسيادة اللبنانية، وتجري اجتماعات تنسيقية لهذه الغاية، إلا أن حزب الكتائب رفض الانضمام اليها وسارع الى تنظيم تجمعه منفرداً أمام وزارة الخارجية.  

السابق
الحياة: خرق وقف النار في طرابلس رغم إلتزام الجميع
التالي
السفير: طرابلس ـ الضحية: الجيش ينتزع المبادرة من السياسيين