المخطوفون اللبنانيون و.. تركيا

منذ اختطاف اللبنانيين الأحد عشر في سورية، والأخبار أو المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام متضاربة في كثير من نقاطها، إلّا أنّها متّفقة أو متوافقة على وجود دورٍ خفيٍّ لتركيا. المسؤولون اللبنانيون الذين زاروا تركيا لبحث الموضوع عادوا بخفّيْ حنين ـ كما يقول المثل القديم – والوسطاء المعلنون أو السرّيون على اتفاق أن لتركيا دوراً في هذه المسألة. ثم إن تطوّر الأحداث في المناطق السورية المحاذية للحدود مع تركيا يدل على باعٍ طويل لتركيا في الاختطاف وفي التضليل والتهرّب .
كثيرون كتبوا عن الناحية الإنسانية وعن حرمة التلاعب بمشاعر الأهل وعواطفهم. كثيرون كتبوا وطرحوا النظريّات ومختلف الآراء حول ما أسموه «مأساة» المختطفين اللبنانيين ولكن ..!
دعونا ولو للحظات نستخدم هذا الشيء الذي نسمّيه عقلاً، ونستفيد من استخدام أبسط قواعد علم المنطق والتحليل، فماذا نرى؟
هل يصدّق عاقلٌ أنّ الدولة التركية التي تستضيف مجلس اسطنبول وتدعمه، والتي تفتح حدودها لقوافل السلاح والرجال والمتطوّعين إن لم نقل المرتزقة، الى جانب الضخّ الإعلامي الذي لا يتجاهله إلّا كلّ جاهل.. والموقف التركي لا يختصر بتصريح من أردوغان أو أغلو أو حتى من الرئيس غول، بل هناك المخابرات والجواسيس والمؤامرات ومعسكرات التدريب وغيرها كثير.
هل يصدق عاقلٌ أنّ تركيا لا تعرف أين هم المختطفون اللبنانيون، ولا تعرف من اختطفهم ولأيّ غاية استثمرت عملية الاختطاف؟!
من المستبعد جدّاًَ أن يطلق سراح المختطفين إلّا إذا تمّت الصفقة السرية تحت الطاولة. لدى الجيش السوري عددٌ من الضباط الأتراك الذين اعتقلوا مع الإرهابيين المسلّحين الذين استسلموا في مناطق حمص وحلب وإدلب. وتركيا تريد اليوم أن تبادل ضباطها بـ«الأسرى» اللبنانيين بأقلّ ما يمكن من الفضائح السياسية، على أساس لفلفة الموضوع بطريقة ما.
المطلوب إذاً إيجاد المخرج. حين تعثرت المفاوضات السرية، وحين رفضت الشام التفاوض، متمسكة بالارهابيين لتواجه بهم الأمم المتحدة ودول المساعدات الإنسانية والممرّات الآمنة، جرت عملية المقابلات التلفزيونية مع محطات لبنانية. وظهر اسم قرية أعزاز بوضوح ليقول للجيش السوري إنهم هنا، على أساس أن يقوم الجيش السوري بالإغارة على الموقع ويحصل قتل المخطوفين وتكون تركيا أصابت عصفورين بحجر واحد. تخلصت من المخطوفين، ودفعت الرأي العام الدولي ليدين سورية، بعد أن يئست أنقرة وحكومة أردوغان وخاب أملهما في استعادة ضباطهما .
اختطاف اللبنانيين لم يكن صدفة، بل بتدبير تركي واطلاع كامل من كلّ الدول التي تساند من تسميهم وزيرة خارجية أميركا ـ هيلاري كلينتون ـ قبل أيام، إرهابيين وعملاء. نعم، اختطاف اللبنانيين مؤامرة من تدبير الاستخبارات وليس صحيحاً أنهم اختطفوا، وأنه سيطلق سراحهم بعد ان يعتذر حزب الله. ولم يسأل أحد عمّ يعتذر حزب الله.
الشام لن تطلق سراح الضباط الأتراك كورقة رابحة في يدها، وتركيا تتعمد تعيين مكان المختطفين لاستدراج الجيش الشامي. إنّها المؤامرة، فهل نتعلم؟!  

السابق
اكسروا الريموت كنترول «في سورية وإيران والبحرين والكويت»
التالي
صيدا تستضيف 850 أسرة سورية