الانوار : ضحايا معارك طرابلس 6 قتلى و71 جريحا… وتحذيرات من المسؤولين

عشرات القتلى والجرحى سقطوا في اشتباكات طرابلس امس، فيماالمسؤولون يكتفون بتوجيه النداءات والتحذيرات، دون اي تحرك فعال للجم الانزلاق نحو الفوضى. اما الجيش فواقع بين نارين، وقد استهدف بدوره امس وسقط 9 جرحى في صفوفه، في حين انه لا يلقى من الدعم الا الكلام.

اشتباكات جبل محسن وباب التبانة تواصلت طيلة يوم امس وتوسعت دائرتها الى احياء بعيدة واوقعت بحسب حصيلة اوردتها الوكالة الوطنية للاعلام مساء امس 6 قتلى و62 جريحا، اضافة الى 9 جرحى من الجيش. وبين القتلى نائب رئيس بلدية الغزيلة في عكار عماد اسماعيل، وقد اصيب في باب التبانة.

وقد اصدرت قيادة الجيش قبل ظهر امس بيانا عن احداث طرابلس قالت فيه ان قوى الجيش المنتشرة في منطقة جبل محسن – التبانة، واصلت خلال ليل امس الاول تعزيز اجراءاتها الامنية في المنطقة بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم لاماكن المسلحين والرد الفوري على مصادر النيران. وقد اصيب يوم امس الاول خمسة عسكريين بجروح مختلفة نتيجة اطلاق النار باتجاه المراكز والدوريات العسكرية.

وصباح امس تعرض احد مراكز الجيش في منطقة البقار لاطلاق قنبلة يدوية ما ادى الى اصابة ضابط واربعة عسكريين بجروح مختلفة. وتستمر وحدات الجيش بتعقب المسلحين وقد تمكنت خلال عمليات الدهم من ضبط كمية من البنادق الحربية والقنابل اليدوية والذخائر والاعتدة العسكرية تم تسليمها الى المراجع المختصة.

ووسط الاشتباكات امس، قالت مصادر الحزب العربي الديمقراطي ان الجيش يطوق منزل المسؤول السياسي في الحزب رفعت علي عيد بسبب الاشتباه بأحد العناصر المكلفة بحماية المنزل، ولكن المسؤول الاعلامي في الحزب عبد اللطيف صالح قال ان معلومات وردت عن امكان حصول حدث امني على منزل عيد وقامت وحدات الجيش بتدابير امنية ومشطت المنطقة.

وذكر ان لا صحة للانباء عن اختباء شخص استهدف الجيش في المنزل، مشيرا الى اننا مع التهدئة ولسنا بوارد احداث اي مشكلة.

من ناحية اخرى، عقد اللقاء الاسلامي الوطني اجتماعا في منزل النائب محمد كبارة في طرابلس ضم نواب المدينة وفعالياتها وانتهى الى اعلان التوافق مع فاعليات التبانة على وقف اطلاق النار فورا وذلك بعد ابلاغ الاهالي بالاتفاق الذي حصل بين المجتمعين والقادة الامنيين الذين اكدوا انه ستتم محاسبة العناصر التي اطلقت النار عشوائيا على الابرياء.

نداءات الرؤساء

في هذا الوقت انطلقت جملة نداءات وتحذيرات من المسؤولين تحذر من خطورة الأوضاع.
فقد رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان المظاهر التي شاهدها اللبنانيون في الايام الاخيرة وما تحمله من استفزاز وتحد للدولة والمشاعر ومن ضرر لعلاقات لبنان مع دول شقيقة وصديقة، وطلب من السلطات القضائية المختصة التحرك فورا واصدار الاستنابات اللازمة في موضوع الخطف والمواضيع الامنية الاخرى، ومن السلطات الامنية التحرك والعمل على تحرير المخطوفين ومن المجلس الوطني للاعلام القيام بواجبه في ضبط الفلتان على الصعيد الاعلامي.

أما الرئيس نبيه بري فوجه نداء للعقل في لحظة الجنون وقال: أي مشهد وطني هذا الذي نتطلع اليه ويتطلع العالم اليه؟ خطف وقنص وقطع للطرقات ومجالس عسكرية للعشائر والمذاهب؟ من يغطي ما يجري؟ من الذي يريد للبنان كل هذا الشر؟غياب للمسؤولية السياسية ولدور المرجعيات والاحزاب والقوى إزاء ما يحصل؟! تقسيم وتقاسم للادوار والشوارع والمناطق في وطن أصغر من أن يقسم؟! ترى هل تحول الوطن الى رقعة للطوائف والمذاهب والجهات والفئات المتقاطعة؟

وأضاف: أيها اللبنانيون، اتقوا الله في هذا الوطن، احموه منكم. نقول ليس من حاضن للجميع سوى الدولة رغم القصور والتقصير. ترى هل ينفع في لحظة الجنون وجعل الوطن صندوقا للفرجة على عصفورية التعايش بالنار، هذا النداء للعقل…وليس للوياجيرغا؟.
ولم يتأخر الرئيس نجيب ميقاتي عن التحذير من الأوضاع المتدهورة، وقال: لطالما حذرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان، ولكن من الواضح أن هناك أطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع.

وقال: إننا نهيب بأبناء طرابلس المسالمين عدم السماح لأي كان بجرهم الى معارك لا تنتج الا القتل والخراب والدمار، او ان يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين.
وختم ميقاتي: إننا نهيب بالقيادات السياسية في المدينة وقف المزايدات، لان المزايدة على دماء المواطنين أمر معيب.   

السابق
الشرق: لماذا يشعلون طرابلس؟
التالي
الديار: العاصمة الثانية طرابلس تحترق والحريري يديرها من الخارج