اكسروا الريموت كنترول «في سورية وإيران والبحرين والكويت»

شرح لنا أحد المحللين ما يجري في سورية من أعمال وحشية يقوم بها «الشبيحة» قائلا: «غير مسموح ولا متاح لهؤلاء الاستماع أو مشاهدة محطات إذاعية وتلفزيونية غير المحطات الرسمية التي تبرمج تفكيرهم وتصور لهم أن الطرف الآخر مجرم يستبيح كل شيء ضد الشعب السوري..الخ، ولهذا فهم يمارسون أبشع الجرائم من اغتصاب وقتل لفتيات صغيرات وذبح لأمهاتهن ودفن الرجال وهم أحياء في مذابح جماعية، يفعلون ذلك بغير أن يرف لهم جفن بسبب تلك البرمجة، ليس في سورية فقط، بل حتى في دول كثيرة مجاورة يرسم تلفزيونها الرسمي الذي يشاهده كل الناس في بلاد شبه مقفلة إعلاميا، وجهة نظر سوداء عن شعوب يعاديها النظام، ودول مجاورة مسالمة، ولكن النظام يصورها بشكل دام وبالطبع تمتلئ صدور الناس في ذلك البلد بالغيظ على جيرانهم، فيلتحق الأبناء بالتجنيد وفق قناعات خاطئة، وينتقلون عبر الحدود الى قرى صغيرة يقتلون الناس فيها بالمساجد بسبب تلك القناعات المجرمة» انتهى.
تذكرت بعد سماع هذا التحليل ما كان يقوله جنود عراقيون أثناء الاحتلال من أنهم لم يعلموا أنهم يقومون بغزو الكويت إلا بعد نزولهم من الشاحنات، كانوا يظنون أنها تحركات عسكرية اعتيادية، وعندما سألوا رؤساءهم قالوا لهم «الكويت بيها ثورة.. جينا نساعدهم»، وبالطبع رؤساؤهم أيضا خضعوا لعملية تضليل إعلامي على مستوى أعلى من الجنود، وبالنتيجة وقعت أكبر خطيئة في التاريخ العربي، ويقع مثلها شيء مماثل الآن في سورية على ايدي جنود سوريين سيقولون بعد انقشاع الغمة «كنا ضحية لغسيل دماغ.. إعلامي»، ولكن بعد فوات الأوان.

نعم، ما يحدث في البحرين هو أيضا نتاج إعلام موجه يتعرض له أشخاص يسمعون نصف المعلومة التي تتحدث عن «إصلاح سياسي» بينما هم أداة لمخطط إقليمي لا يهتم بمصلحة المواطن البحريني قدر اهتمامه بنقل مشاكله الداخلية في إيران الى دول الجوار، ولهذا يتحدث عن السرطان الإسرائيلي بينما هو يوجه أسلحته نحو جيرانه المسلمين، والجندي الذي يشغل تلك الأسلحة على قناعة بأنه يهاجم إسرائيل، بينما هو.. مثل زميله العراقي عام 1990.

في الكويت هناك فئة تجلس في ندوات مغلقة، وتقرأ خطابا مكررا عن «انقلاب على الدستور»، ومع التكرار فهي شبه صماء عما يقوله الخبراء المتخصصون عن «تحصين الانتخابات من الطعون وان أي انتخابات غير محصنة تعني إعادة الانتخابات بعد حكم مؤكد ببطلانها».. هذا الكلام لا يسمعه البعض، ومع مرور الوقت يتحول الى شخص مبرمج، يسير حسبما يريد من بيده «الريموت كنترول» يقول له: «اذهب الآن الى ندوة فلان.. اجلس.. انتهت الندوة.. قم واقفا.. استدر.. اتجه الى بيتك.. غدا تستيقظ.. وتذهب الى المكان الفلاني.. ستكون الشرطة هناك… انتظر التعليمات».

ما الفرق بين ما يجري في سورية.. البحرين.. الكويت؟

كل الشكر للجهود الإعلامية الوطنية المخلصة لرجال ونساء كسروا هذا الحصار المبرمج، وصاحوا بأعلى صوت.. فقد أيقظوا كثيرين… نعم.. وصلت صيحتكم الى المئات ولله الحمد.. وازدادت كتابات أيقظت بعض النائمين.. وكان أول شيء فعلوه «كسروا الريموت كنترول».

كلمة أخيرة (تويت): عن أبي عثمان قال: (رأيت عمر إذا أقيمت الصلاة يستدبر القبلة ثم يقول «تقدم يا فلان، تأخر يا فلان، سووا صفوفكم»، فإذا استوى الصف استقبل القبلة وكبر).  

السابق
عيد ميلاد الملك… موعد لاستحضار قوة الماضي وثقة المستقبل
التالي
المخطوفون اللبنانيون و.. تركيا