قبلان: لمنع حمل السلاح وإطلاق الرصاص في الشوارع

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة، قال فيها: "إن في آخر جمعة من شهر رمضان الحكم والمواعظ والمواقف وفيها الثواب والحساب والمراجعة، لذلك علينا إن نودع الشهر كما استقبلناه بقلوب منفتحة ونيات صادقة وعمل فيه رضا الله ومتابعة لرسول الله ونعمل بإتقان، فنزن الأمور بدقة وحكمة وتبصر وهداية. فنقوم بجردة حسابات لنقف أمام الواقع، عاملين بجد ونشاط لنغتنم الخير والبركة، فنصلح ذات البين وندخل السرور على قلوب المؤمنين ونبتعد عن الحسد والغلظة، خصوصا إن شهر رمضان هو استراحة للمحارب الذي يعمل لموقع عاقل وموقف عادل، فنتحرك من اجل العمل الصالح ونتهيأ ليوم المكافأة والجزاء في عيد الفطر السعيد، حيث يفرح به المؤمنون، وكأنهم في هذا اليوم خلصوا من العيوب والأزمات والمحن، فتكون في يوم العيد سعداء لاستقبال الأيام المقبلة لنكون من أهل الخير مع النبي محمد والأئمة المعصومين".

اضاف: "علينا ونحن نودع شهر رمضان، ان نحقق الغايات والأهداف من صيامنا الذي يشكل اختبارا للانسان وجهاد للنفس، فالصوم يجعلنا مخلصين في القول والعمل وهو يصهر الذنوب ليجعلنا طاهرين طيبين صادقين محبين للخير، منكرين للشر والرذائل، نعبد الله بإخلاص"، مؤكدا ان "يوم العيد هو يوم إدخال السرور الى قلوب المؤمنين وإفساح الغيمة عن بصائرنا وفكرنا وضميرنا، وعلينا إن نحافظ على المكتسبات التي احرزناها في صيامنا وأعمالنا، فلا نفسح المجال امام الشهوات والملذات لتحكم أنفسنا، خصوصا ان شهر رمضان عاصم للجسم من السوء والنفس من الانحراف. فعندما نصوم فإننا ندخل في رحاب الله وضيافته".

ودعا الى ان "نحافظ على كل المكتسبات، بالمحافظة على أنفسنا من ارتكاب المعاصي والشر، فنكون مع الله تعالى في أوامره ونواهيه، حتى نحظى بمحبة الله ورسوله، فنحفظ أنفسنا من السقوط في الهاوية، فلا نضيع ما اكتسبناه من حسنات ورفعناه من درجات، فنكون في هذا المضمار عاملين لما ينجينا ويبعدنا عن كل ضرر وشين ومنكر، لذلك علينا في اواخر الشهر إن نتقي الله تعالى فنقيم الفرائض ونتجنب الحرام ونقول الحق في ما لنا وعلينا. فالعبادة ليست محصورة بالصلاة والصوم انما هي في كل عمل نتقرب فيه إلى الله الغفور السميع المجيب القادر وعلينا إن نعاهد الله إن نحفظ أنفسنا من الشر والعدوان والبغي والظلم فنكون باستمرار في مسيرة الحق والخير".

وتابع: "لقد جعل الإمام الخميني اخر جمعة في شهر رمضان يوما عالميا للقدس التي تحتضن على ارضها وفي رحابها المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وغيرها من المقدسات، مما يحتم إن نحفظ هذه المقدسات من كيد العدو الصهيوني ومكره. فالقدس اولى القبلتين وثالث الحرمين التي تنادينا لجمع الشمل وتوحيد الصف لحفظ القدس والمقدسات فيها. فاليهود هم شر مطلق، كما قال الإمام موسى الصدر وهم جرثومة سرطانية يجب اقتلاعها كما قال الإمام الخميني"، محذرا من "سقوط القدس في ايدي الفجرة والمنافقين اليهود الذين يحاربون الله وأنبياءه والصالحين من أهل الله. فاليهود ظلمة يكيدون للمسلمين كيدا وشرا ويدأبون على الفساد والبغي".

وناشد الشيخ قبلان الأمة العربية من "مسلمين ومسيحيين، والأمة الإسلامية إلى تشكيل هيئة للمحافظة على القدس وعدم السماح بسقوطها بيد الصهاينة"، مطالبا العرب "ان يعودوا إلى المبادئ والقيم، فيتعاونوا لإنقاذ القدس من براثن التهويد".

ورأى "ان ما يجري في سوريا من قتل وشرور وظلم غير مقبول، ونحن ضد قتل أي فئة وجهة، ولقد تألمنا كثيرا لمشاهد الدمار الذي أصاب مدينة عزاز، ونطالب الجميع بأن يعودوا الى الحوار، وعلينا إن نتقي الله في أرضنا وشعبنا وبلادنا، وان لا نظلم أحدا ولا نعتدي على احد، لان الظلم مرتعه وخيم وعلينا إن نكون مع الحق والصدق"، مؤكدا ان "اختطاف الزوار اللبنانيين في سوريا ليس له مبرر ولا مسوغ، واحتجازهم ظلم وعدوان وانتهاك لكرامة الإنسان"، مطالبا ب"الكشف عن مصير هؤلاء الأبرياء الذين لم يدخلوا في حرب ولا قتال، فهم زوار الإمام الرضا عليه السلام. لذلك نقول للخاطفين: أطلقوا سراحهم وقولوا الحقيقة، لان هؤلاء الأبرياء المؤمنين كانوا في طريق عودتهم إلى وطنهم"، كما طالب تركيا ب"العمل السريع والجاد والمخلص، فيضغطوا على الخاطفين لإطلاق سراحهم .إن الإنسان خليفة الله على الأرض ولا يجوز إذلاله".

واستنكر بشدة "ما يجري في العراق من تفجيرات واعمال ارهابية لا تمت إلى الدين والعقل والانسانية بصلة، نقول لرعاة الإرهاب والتنظيمات التكفيرية إن الذي يمول العصابات مسؤول عما يجري، لانه يورط الناس في القتل والدم. نحن لا نريد حكما ولا زعامة ووجاهة، نريد الأمن والسلام وان نعيش بحرية وخير وعافية. لماذا التحدي والاعتداء على الأبرياء؟ فلا يجوز إن نقتل الأبرياء. وعلى القمم الروحية والسياسية بالعمل لمصالح العباد ومنفعة البلاد".

واكد ان "ما نعانيه في لبنان من قطع طرقات وخطف أمر غير جائز. فلا يجوز قطع الطرقات وإحراق الدواليب وقطع طريق المطار، فهذه فوضى ولا يجوز ان نعطل سير الناس ولا يجوز ان نأخذ الحق من غير صاحبه، إن حمل السلاح وقطع الطرقات عمل نرفضه ولا نقبل به ولا نعتز به، ونقول لأهلنا لا يجوز إقفال طريق المطار وقطعها، فما يجري مؤامرة على أهل الضاحية وفيه ظلم لأنفسنا وأهلنا، ويجب التعاطي مع الناس بالحسنى وعلينا إن نتعامل بنظام ونلتزم القوانين. فالطرقات ليست ملكا لأحد وهي ملك للناس وقطعها وإعاقة المارة عمل فيه شواذ وانحراف وعيب ومنكر، ونقول لأهلنا وإخواننا وعشائرنا استمعوا إلى رأي العقلاء وابتعدوا عن الفوضى ولا تأخذوا حقكم من غير أصحابه، ونطالب الجميع بمراجعة الحسابات وبالعمل الذي يخدم القضية، وعلى الدولة ان تقوم بدورها وواجباتها. فلا يجوز إهمال المواطن".

وطالب الشيخ قبلان الدولة ب"المحافظة على المطار ومنع كل من يقطع طريق المطار، ونطالب بمنع حمل السلاح وإطلاق الرصاص في الشوارع، لان هذا العمل سيء وعلى الجميع ان يكونوا حضاريين. فلا يكونوا مع الفوضى والارتجال وأقول للعشائر لستم وحدكم على الأرض فاحفظوا أنفسكم واحفظوا الناس".  

السابق
زغيب: المخطوفون ال11 موجودون في تركيا
التالي
المخطوفون لدى آل المقداد يعترفون بلقاء خالد الضاهر وبتشكيل مجموعات مسلحة في برج البراجنة