فابيوس: ننوه بجهود لبنان لتحييد نفسه عن الازمة السورية

اختتم وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس زيارته الرسمية للبنان وغادر بيروت ظهر اليوم متوجها الى تركيا على متن طائرة خاصة، وودعه في المطار سفير فرنسا باتريس باولي واركان السفارة.

وتحدث الوزير فابيوس عن نتائج زيارته للبنان في مؤتمر صحافي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قبيل مغادرته، فقال: "زيارتي للبنان سريعة ولكنها اساسية وهي تأتي ضمن جولة في المنطقة بطلب من رئيس الجمهورية الفرنسي السيد فرنسوا هولاند، وقد زرت، في اطار هذه الجولة، الاردن والان لبنان واتوجه الى تركيا، وفي اثناء هذه الزيارة سأتحدث عن المسائل الانسانية الموجودة والمتعلقة باللاجئين السوريين في هذه البلدان الثلاثة نتيجة الوضع في سوريا".

وأضاف: "طبعا هذه الزيارات ستكون مفيدة ولكن الى جانب ذلك ستمهد الطريق امام عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في الثلاثين من آب في نيويورك في اطار مجلس الامن الدولي وسيكون الاجتماع مخصصا للمسائل الانسانية المتعلقة باللاجئين السوريين.
في اطار زيارتي لبنان، التقيت العديد من المسؤولين اللبنانيين، وأود ان اشكرهم على حفاوة استقبالهم لي، وقد التقيت رئيس الجمهورية في قصر بيت الدين، والتقيت ايضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأود ان اشكره ايضا على الافطار الذي دعاني اليه، وكذلك التقيت رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ونظيري اللبناني، واتصلت بالسيد وليد جنبلاط وحييت ذكرى الرئيس رفيق الحريري. اتصلت ايضا بالبطريرك الماروني بشاره الراعي وعبرت له عن رسالة صداقة فرنسا وتمسكها بمسيحيي الشرق ونحن نعتبر انه في غاية الاهمية ضمان حماية الاقليات في هذه المنطقة، وفي هذا الصباح التقيت مسؤولين من كل المنظمات المعنية باللاجئين السوريين وكذلك التقيت مسؤولين من السلطات اللبنانية وخصوصا رئيس اللجنة العليا للاغاثة والعديد من المسؤولين في المنظمات والهيئات الدولية والاوروبية العاملة في هذا الاطار ومع المنظمات المعنية باللاجئين، وفي الوقت نفسه، أوصلت بعض الرسائل الى هؤلاء الاطراف تتركز خصوصا على الصداقة اللبنانية – الفرنسية".

وتابع: "نحن نعتبر ان لبنان اكثر من صديق بالنسبة الى فرنسا، انه أخ، نسيب والعلاقة متينة جدا بين لبنان وفرنسا، وهذه العلاقة تتجسد في كل الميادين أكان عبر التعاون الاقتصادي او الثقافي او عبر المشاريع التي يتم تنفيذها. وهذه الصداقة، كما ذكرت، وثيقة جدا ولا تقتصر فقط على التصريحات الديبلوماسية بين البلدين ونأمل أن تستمر هذه العلاقة في المستقبل. اما الرسالة الثانية التي اردت ان اوجهها فهي تأكيد تمسك فرنسا بسلامة لبنان وسيادته واستقلاله، ونحن نأمل ألا يتم انتقال عدوى الازمة السورية الى لبنان. نحن متمسكون بوحدة لبنان وهي ثمينة وكانت صعبة المنال. ونحن نعتقد ان الشعب اللبناني كافة يريد ان يحافظ على هذه الوحدة وعلى هذا التنوع. اذا، كانت رسالة احترام لسيادة لبنان وسلامته، واريد، في هذا الاطار، ان انوه بدور السلطات اللبنانية والجهود التي تبذلها لتحييد لبنان عن الازمة السورية. واشير، في هذا الاطار ايضا، الى دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الحوار الوطني واعتقد ان هذا الحوار مهم جدا وفرنسا تدعم هذه الدعوة".
اضاف: "أما الرسالة الثالثة فهي متعلقة باللاجئين. طبعا لقد تدفق اللاجئون السوريون بأعداد كبيرة في اتجاه الاردن وتركيا والعراق ولبنان نتيجة الوضع الصعب الذي تشهده سوريا. وهذا التدفق لم يؤثر فقط على السوريين انما ايضا على السكان في المناطق الحدودية. واود ان احيي الجهود التي بذلتها الهيئة العليا للاغاثة وكذلك كل المنظمات المعنية بمساعدة اللاجئين. وأشير ايضا الى ان هناك الكثير من الصعوبات المتعلقة بالمشاكل المالية، وهناك اطفال بين اللاجئين ومشكلة ذهاب هؤلاء الاطفال الى المدارس، ونود ايضا جمع هؤلاء اللاجئين بأعداد كبيرة في مكان واحد، ونريد ايضا تجنب الاستغلال السياسي لتدفق اللاجئين في هذه البلدان. وأود ان انوه بالدور والجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية وللعمل الذي قامت به الهيئة العليا للاغاثة وكل المنظمات من بينها منظمة "ايكو-فرنسا" من جهتها ساهمت في هذه الجهود وخصوصا عبر مساهمة مالية قدمت الى لبنان. ونحن نعتبر ان هذه هي الرسائل الاساسية التي اردنا ان نوجهها من هنا، ونود ايضا ان نشكر السلطات اللبنانية مرة اخرى لحفاوة الاستقبال، واشير ايضا الى الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية اللبنانية لفرنسا في تموز الماضي. وأود ان اذكر ايضا انه تمت دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى زيارة فرنسا في اي وقت يحدده في الخريف المقبل".

وردا على سؤال عن اهداف زيارته للاردن ولبنان، قال: "سأزور تركيا، اما في الاردن فالمخيم الذي زرته هو مخيم موجود في موقع غير سهل. وطبعا فان السلطات الاردنية تحاول ان تعالج الوصول الى هذا المخيم لأنه موجود في مكان صعب الوصول اليه ويحتوي على ستة الاف شخص ومن المتوقع وصول مئة الف شخص، فلنتخيل هنا المشاكل التي ستفرض في هذا الاطار مع وجود الاولاد والامهات وضرورة ذهاب الاولاد الى المدارس، واعرف ان هناك خطة معينة ولكن هذا هو الخيار الذي قامت به السلطة الاردنية.

اليوم الامور في لبنان مختلفة. لقد فهمنا ان السلطات اللبنانية لا تريد مخيمات بالمعنى الكلاسيكي، ولكنها تريد ان تراعي الصعوبات الجغرافية والسياسية ايضا في البلاد، ولا تريد ان ترى هذه التجمعات الكبيرة جدا من الاشخاص لأنه عندما يكون هناك عدد كبير منهم فهذا يجعل امر الادارة صعبا. ولكن اذا استمرت الازمة السورية لفترة طويلا وشهدنا عددا كبيرا من تدفق اللاجئين. طبعا تكثر المشاكل، اضف الى ذلك، أن في لبنان مسألة الفلسطينيين الموجودين نظرا الى التاريخ الذي مر به هذا البلد. وهناك طبعا المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان وهذا ما يتطلب جهودا كبيرة، وطبعا فان رئيس مجلس الوزراء يعلم بهذه المشكلة ويتابعها وهناك ايضا الخطط البديلة التي يجب ان توضع والتي نعمل على وضعها. وهذا ايضا يرتب صعوبات مالية واقتصادية لأنه عندما يكون عليك تأمين الرعاية الصحية لاشخاص مصابين او لعدد كبير يحتاج الى الاستشفاء. فهذا طبعا صعب للغاية، وهذا من الاوجه التي نود ان نعتني بها ونناقشها في اجتماع نيويورك المقبل.

ان الاهم احترام مبادئ المساعدة الانسانية وحقوق الانسان في كل الحالات، وان تتم استضافة اللاجئين بأفضل طريقة ممكنة وطبعا لا نود رؤية المجتمعات المحلية تخسر التوازن الموجود.

أما في ما يتعلق بمساعدة فرنسا فلديها مساعدة شاملة للوجه الانساني بنحو 14 مليون يورو. وعندها نضيف ما نقوم به على المستوى الانساني المباشر في سوريا وما نقوم به ايضا في بلدان اخرى. وهناك ايضا المساهمة الاوروبية وقد قررنا ان نضيف المزيد والمساعدة في ما يتعلق بلجنة الاغاثة هنا في لبنان ولكننا نتحدث تقريبا عن 15 مليون يورو".

سئل: هل ناقشتم وضع السوريين في لبنان بعد عمليات الخطف المتبادلة في كل من سوريا ولبنان؟

أجاب: "نعم، ان موقف المسؤولين اللبنانيين الذين التقيتهم هو التالي، وانا اتوافق معهم، وهو الحرص على عدم انتشار العدوى بين ما يحصل في سوريا وما يحصل في لبنان، فان ما حدث منذ بضع ساعات بالاحرى هو لسوء الحظ يشجع على هذه العدوى كما قلنا. ونحن نطالب باطلاق من خطفوا ونتمنى ألا يؤدي ما يحصل في سوريا الى توتر كبير جدا في لبنان. وأكد لي معظم المسؤولين الذين التقيتهم هذه المخاوف".

واضاف: "لقد اصغيت الى العديد من المسؤولين في لبنان كما سبق ان قلت، وقد حظيت بفرصة ان اطلعهم على المواقف الاوروبية والفرنسية".

سئل: كيف تعلقون على انتهاء مهمة المراقبين الدوليين والسيد كوفي انان في سوريا؟

اجاب: "طبعا، كما تعلمون فان هذه المهمة قد انتهت وكذلك مهمة المراقبين الدوليين ايضا لانهم لم يستطيعوا اتمام مهماتهم بالشكل المطلوب. ومما فهمته فان الامور لا تحصل كما يجب، بل يجب ان يكون هناك حضور سياسي وهنا نتحدث عن مكتب سياسي وعن مسؤول من اجل الحفاظ على هذا التواصل والذي لم يكن له الدور نفسه مثل المهمة السابقة لأنها فشلت، لسوء الحظ، وطبعا لو قمنا بهذه المهمة حتى لو كان ذلك بسلوك مختلف لكنا حصلنا على النتيجة نظرا الى صعوبة الاوضاع في سوريا".

سئل: هل تظنون ان الوضع في سوريا سيؤثر على الداخل اللبناني؟

أجاب: "هذا ما نود ان نتفاداه في شكل كبير، لان الوضع خطير جدا مع نزاعات تتراكم وتتفاقم وهناك خطر الحرب الاهلية الطائفية. ونحن نحصي القتلى بالمئات في سوريا، فلذلك علينا بذل قصارى جهودنا لتحييد لبنان عن الاحداث في سوريا".

سئل: هل تتوقعون حدوث انشقاقات جديدة في سوريا؟.

أجاب: لقد شهدنا انشقاقات كبيرة جدا، استطيع ان اسمي البعض منها، واخيرا شهدنا انشقاق رئيس الحكومة السوري وهو ليس أي شخص. وانا بنفسي كنت رئيس حكومة واعرف ما معنى ان يكون الشخص رئيسا للحكومة. اي انه الشخص المسؤول بشكل كبير جدا ولديه سلطات واسعة جدا، والمهم هنا في حادثة انشقاق رئيس الحكومة السوري هو ما قاله اذ انكم تتذكرون انه قال ان حكومة بشار الاسد لا تسيطر سوى على اقل من ثلث الاراضي السورية. وهذا تفصيل يظهر كم ان النظام يضعف في الداخل وقد حصلت انشقاقات اخرى لجنرالات في الجيش السوري وغيرها. ولكني اؤكد ان هذه الحركة الانشقاقية ستستمر في الايام المقبلة وستستمعون للمزيد من هذه الاخبار خلال الايام المقبلة".

وختم: "ان فرنسا ملتزمة الى جانب الامم المتحدة القرار 1701 مع قوات "اليونيفل" ولدينا الكثير من الجنود الفرنسيين في هذه المهمة الصعبة جدا والخطيرة، واود ان احيي هؤلاء الجنود على اكمل وجه وبشكل استثنائي وان الرئيس الفرنسي قد التزم ضرورة المحافظة على جنودنا في اليونيفل التي تضطلع بدور مهم في جنوب لبنان نظرا الى الوضع الجغرافي والسياسي في هذه المنطقة ضمن اطار القرار 1701. ولكن اذا ما نظرنا في اوجه اخرى تختلف الامور ولا يمكن النظر الى ذلك في اطار قوات "اليونيفل" لأن المشكلة تكون عندها مختلفة".  

السابق
افتتاح مهرجان حاصبيا السياحي التاسع
التالي
زغيب: المخطوفون ال11 موجودون في تركيا