أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا بعنوان "عودة الاختطافات الطائفية يهدد استقرار المنطقة"، بحيث يقول مارتين شولوف، كاتب التحليل، إنه بعد اكثر من 20 عاما على انتهاء الحرب الاهلية، يواجه لبنان واحدا من اكبر مخاوفه: عمليات الاختطاف على اسس طائفية.
ويشير شولوف إلى أن "السلطات اللبنانية اكدت الاربعاء أن عددا غير معلوم من السوريين محتجزون لدى عشيرة آل مقداد الشيعية في وادي البقاع في منطقة قريبة من الحدود السورية".
ويوضح أن "اختطاف السوريين جاء في محاولة لإرغام الجيش السوري الحر على إطلاق سراح أحد أفراد العشيرة ويدعى حسن المقدادن في حين أعلن الجيش السوري الحر إن المقداد ينتمي لجماعة حزب الله، وأنه كان يقاتل في صفوف قوات الحكومة السورية، وهو ما تنفيه العائلة.
ويرى شولوف أن احداث الاربعاء ايقظت اشباح الماضي التي يحاول اللبنانيون جاهدين نسيانها. ويضيف أن الاضطرابات في سوريا المجاورة اوضحت ان عداءات حقبة الحرب الاهلية، والتي يحاول اللبنانيون نسيانها، ما زالت موجودة رغم عدم اقرار اللبنانيين بذلك.
ويضيف شولوف أن لبنان ما زال يعاني من نفس المشكلات التي كان يعاني منها منذ انتهاء الحرب الاهلية منذ 15 عاما: الانقسامات وسط النخبة السياسية، ضعف الحكومة، ونظام المحاصصة الطائفية الذي يحول دون نهوض الدولة من خراب الحرب الاهلية.
ويلاحظ شولوف أنه مع تحول الصراع في سوريا إلى حرب اهلية، كان لبنان يحاول جاهدا تجنب امتداد الصراع الطائفي إلى اراضيها، لافتا الى أن "بعض اللبنانيين كانوا ينظرون إلى سوريا المتاخمة على انها دعامة لاستقرار بلادهم".
ومع التدهور المستمر في سوريا، يخشى اللبنانيون من جميع الفئات من ان الاضطرابات والنزاع في سوريا سينتقل الى لبنان.
وتتناول صحيفة الاندبندنت القضية نفسها، حيث كتب لوفداي موريس مراسل الصحيفة في بيروت تقريرا بعنوان "عمليات اختطاف تجلب الحرب الاهلية في سوريا إلى لبنان"، جاء فيه أن "التوترات وعمليات الاختطاف الاخيرة في لبنان، الذي ترتبط سياسته بصورة وثيقة بسوريا، تأتي في الوقت الذي تحول به الصراع في سوريا إلى صراع طائفي إلى حد كبير".
ويضيف موريس أن التوترات في لبنان زادت منها حرب بالانابة بين الدول السنية، خاصة السعودية وقطر، اللتان تدعمان المعارضة والنظام العلوي في سوريا الذي تدعمه ايران وحزب الله في لبنان.
