أول راقص باليه فلسطيني يتحدى الأحكام الثقافية

تتبدى حبات العرق على جبين راقص الباليه الفلسطيني أيمن صافية خلال التدريبات التي تستمر لمدة أسبوعين يومياً في صالة تدريب على رقص الباليه تكسو المرايا كافة جدرانها في جنوبي لندن.
ولكن هذه التمارين الشاقة ليست وحدها المطلوبة لاحتراف رقص الباليه. فقد يضطر من يدخل هذا المجال أيضاً إلى مجابهة أحكام ثقافية مسبقة، فقد وجد صافية نفسه، كأول راقص باليه، في مواجهة معارضة قوية من مجتمعه.
يقول صافية (21 عاماً) «تجاوزت رغبتي لتعلم الباليه الكلاسيكي حدود فهم زملائي في الفصل»، مضيفاً «كل معلوماتهم عن هذه المهارة أنها من ضمن الرياضة التي تستمتع بها الفتيات. وحين أبديت رغبتي في تعلم هذا النوع من الرقص بدأوا ينظرون إلي وكأني قادم من كوكب آخر!».
ويعترف أيمن وهو من مدينة كفر ياسيف في الجليل المحتل بفضل عائلته المتحررة وانفتاحها على الأفكار الجديدة، «عرف والداي مبكراً أن الباليه يحتل شيئاً فشيئاً مساحة أكبر من حياتي. حتى جدي، وافق على اختياري حتى قبل أن يتمكن من فهم ما يتبع احتراف هذه المهنة».
ولكن المشوار لم يكن سهلاً من أول الدراسة في استديو رابعة مرقس في مسقط رأسه، وهو أول مركز عربي للرقص في أراضي الـ48، وحتى التخرج من مدرسة «رامبرت» للباليه والرقص المعاصر في ريتشموند، حيث قضى السنوات الثلاث الماضية طالباً فيها.
يتذكر صافية «كنت الشاب الوحيد في فصل الباليه في المركز الثقافي المحلي في كفر ياسيف. رصدتني هناك عينا ربيعة مرقس، وهي راقصة باليه فلسطينية، وقررت أن ترعاني، وسعت إلى إيجاد مصدر تمويل حتى أحظى بفرصة السفر والدراسة في لندن». ووفرت مؤسسة «كلور دوفيلد» التمويل الأولي.
ويشرح صافية وجهة نظر منتقديه «إنهم يرون أن أداء رقصات الباليه يخالف الإسلام. حيث إن وقوف الفتى مرتدياً زياً ضيقاً أو عاري الصدر إنما هو من الأعمال المحرمة».
ويعتقد صافية أن نجاحه يمثل تشجيعاً لغيره من الشباب الفلسطينيين التواقين لدخول مجال الرقص الكلاسيكي. ويقول «حينما عدت إلى وطني زرت المركز الثقافي في بلدتي… وكانت المفاجأة كبيرة حين وجدت ثمانية أو تسعة صبية في الفصل». 

السابق
حبس جنود إسرائيليين تركوا مدافعهم لبنات هوى
التالي
حبيتك بالصيف وما نطرتك بالشتي