لندع القضاء يستكمل تحقيقاته


تفاوتت التعليقات على عملية اعتقال النائب السابق ميشال سماحة، واتهامه بالتحضير لعمليات تفجير تستهدف الأمن على الساحة اللبنانية، فقد أمل البعض أن "تترك القضية للقضاء". ودعا آخرون الى "اتخاذ تدابير صارمة حيال سوريا المتهمة بالوقوف وراء محاولة سماحة، وإحالة ملفه الى القضاء العدلي، كونه يهدد الأمن الوطني، ويؤشر في غاياته الى إحداث فتنة طائفية في البلد".
دعا الوزير شربل في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان ـ ضبية" أمس، الى "ترك المجال أمام القضاء لاستكمال تحقيقاته وتحديد المسؤوليات وعندها ستأخذ الحكومة القرار المناسب". ورأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان في حديث الى إذاعة "لبنان الحرّ" أن "ما جاء في اعترافات سماحة مذهل لجهة حجم الفتنة الطائفية التي كادت أن تقع بين اللبنانيين لولا العناية الإلهية ولولا جهود شعبة المعلومات مشكورة".

أضاف: "سقط القناع وانكشفت وجوه الذين كانوا يحضرون لفتنة بين اللبنانيين والذين أغرقوا الساحة اللبنانية بسيل من الدماء طيلة 40 سنة، وتأكد بشكل قاطع أن ليس فقط إسرائيل تحاول إغراق لبنان في الفوضى الأمنية إنما أيضاً النظام السوري تحت غطاء الاخوة والتعاون والتنسيق، فأمام هذا الواقع هناك سلسلة خطوات عملية يجب اتخاذها".

ودعا الى "إحالة ملف توقيف سماحة الى المجلس العدلي كون محتواه معني باندلاع فتنة طائفية وضرب العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي، وبالتالي إدخال لبنان مجدداً بحرب أهلية جديدة"، مطالباً بـ"قطع العلاقات مع النظام السوري وطبعاً الاستغناء عن خدمات سفيره في لبنان، واتخاذ إجراءات استثنائية على الحدود بين لبنان وسوريا لضبطها والتشدد في تفتيش السيارات والشاحنات".
وأشار النائب عماد الحوت في تصريح الى قناة "الجزيرة" الى أن "اعتقال سماحة وانكشاف المؤامرة الكبيرة التي كانت تعد لإدخال لبنان في فتنة طائفية ومذهبية، تؤكدان عمق إجرام النظام في سوريا وعدم اكتراثه بأي قيمة أخلاقية".

وقال "إن انكشاف هذه المؤامرة ينبغي أن يدفع القوى السياسية التي ربطت مصيرها بمصير النظام السوري وصولاً الى إعلانها التحالف معه في معركة واحدة في مواجهته لثورة الشعب السوري، الى إعادة النظر بحساباته". أضاف: "كما أن عملية الاعتقال وما نتج عنها من اعترافات، ينبغي أن تدفع الحكومة اللبنانية ورئيسها الى اتخاذ مجموعة من الإجراءات ليس أقلها طرد السفير السوري في لبنان واستدعاء السفير اللبناني في دمشق وتجميد العلاقات الديبلوماسية مع هذا النظام المجرم وتقديم شكوى أمام مجلس الأمن ضد النظام في سوريا لتآمره على أمن واستقرار لبنان".
واعتبر النائب غسان مخيبر في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة" أن ملف توقيف سماحة "أصبح بيد القضاء ويتوقع أن تتبلور العناصر الناقصة والوقائع المسندة إليه"، مشيراً الى أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته". وقال: "إذا ثبتت سيكون لبنان أمام وقائع جديدة من حماية الأمن والاستقرار وتكثيف الاهتمام من أي خرق مشابه، للوصول الى اتخاذ موقف من النظام السوري إذ يمكن قطع العلاقة الديبلوماسية معه".

الى ذلك، رأى رئيس "التجمع الأميركي الشرق أوسطي للحرية والديموقراطية" أنيس كرم في بيان، "أن تتوجه الأنظار دوماً الى النظام السوري وعملائه عند كل اغتيال أو تفجير أو عمل إرهابي فأمر طبيعي جداً. فهذا النظام ليس "جسمه لبيس" فقط بل أثبتت الأيام أنه نظام يرتوي بالدم ويتغذى من جثث مناوئيه".
أضاف: "لم نتفاجأ أبداً أن يكون النظام السوري وراء "الوزير ـ العميل ومستشار الرئيس السوري بشار الأسد ومخططه الجهنمي والإرهابي لقتل اللبنانيين بدم بارد وتدخين السيكار على الشرفة. لم نتفاجأ أبداً أن يسقط هذا المجرم بقبضة جهاز أظهر من الحرفية ما عجزت عنه أعرق الأجهزة المماثلة".

وطالبت "جمعية الإنقاذ الإسلامية اللبنانية" في بيان، الحكومة بـ"وقفة مميزة في التعامل مع قضية مؤامرة سماحة". وأشارت الى أن "سياسة النأي بالنفس لا تمنع من تقديم شكوى ضد النظام في دمشق إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة وإحالة هذه الجريمة النكراء إلى المجلس العدلي أو إلى المحكمة الدولية".
في المقابل، أكد النائب السابق ناصر قنديل في بيان، أن "العرب المؤيدين للمقاومة وسوريا يعيشون حالة إحباط بسبب ما يصفونه تخلي رموز المقاومة وحزبها الأقوى عن ميشال سماحة، بعد الاعتقال، والتهم التي وجهها اليه فرع المعلومات".

واعتبر أن "سماحة ربما يكون ضحية، وتم استدراجه الى العملية بخديعة مخابراتية، عبر الشخصية الغامضة الخفية ميلاد كفوري". وسأل "ما هو سر سطوة كفوري على سماحة؟ ولماذا على سماحة أن يلبي طلباته؟ وهل الأدلة المذكورة مفبركة ومزورة؟ وهل الحديث عن اعتراف سماحة كذب؟".

ورأى النائب السابق حسن يعقوب في إفطار في بلدة الخرطوم الجنوبية، أن "هناك من يريد أن يقلب المعادلات في لبنان بالكذب والنفاق، وهؤلاء لا يمكنهم تغيير المعادلات باستدراج رجل وطني هنا، أو بقطع طريق أو الاعتداء على الحدود هناك، ولن يستطيعوا تغيير معادلة إسقاط الأسطورة التي لا تقهر، ولا يمكن أن يأتي من باع نفسه من الشيطان ليقدم لنا أمثولات بالمقاومة والبطولة".
  

السابق
غياب وحدة القرار
التالي
تصحيح الخلل