غابت التطورات السياسية عن الساحة الداخلية امس، واستأثرت الجولة التي بدأها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عكار بالاهتمام، خصوصا وانه تطرق في كلماته الى ما كان يمكن ان تشهده المنطقة من تفجيرات. كما شدد على الوحدة الوطنية الاسلامية – المسيحية وعلى العيش المشترك.
وقال البطريرك الراعي في لقاء في العبدة بحضور المفتي الشيخ اسامة الرفاعي: ان عكار هي ارض العيش المشترك ورمز الولاء للبنان ومؤسساته ورمز الشهادة. حمى الله هذه المنطقة من تفجيرات كانت تهيئها ايادي الشر والضمائر الميتة.
واضاف: عكار، هذه المنطقة العزيزة على قلبي وقلب الكنيسة. هي رمز العيش المشترك، الغني بمكوِناته الدينية والثقافية والسياسية والإجتماعية؛ ورمز الولاء للبنان ومؤسساته العامة ولا سيما للجيش وسائر المؤسسات العسكرية والأمنية، ورمز الشهادة لهذا الولاء بالإستشهاد، وهي مع ذلك المنطقة الأكثر فقرا وحرمانا على المستوى الإقتصادي والإنمائي. وفي الوقت عينه المضيافة التي تستقبل النازحين السوريين وتتضامن معهم إنسانيا وروحيا وفوق ذلك، هي المنطقة التي تتأذى من سقوط القذائف السورية على اطراف أرضها.
فلا بد من حمايتها لتكون أرض السلام والتلاقي.
وقد شملت جولة البطريرك في يومها الاول، بلدة العبدة، وحلبا، وببنين، وبرقايل وقبعيت وحرار، والقريات، وبينو حيث كان لقاء في دار عصام فارس نائب رئيس الحكومة السابق وقد لقي في مختلف هذه المحطات استقبالات شعبية.
العاهل السعودي والحريري
على صعيد آخر، استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصر الصفا بمكة المكرمة، قبل غروب امس كلا من رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والرئيس سعد الحريري، اللذين تناولا طعام الافطار الى مائدته في حضور عدد كبير من الامراء والوزراء وكبار المسؤولين السعوديين.
اجتماع هيئة الحوار
محليا ظل اجتماع هيئة الحوار الوطني المحدد يوم الخميس المقبل موضع غموض بانتظار ان تحدد قوى 14 آذار موقفها من المشاركة فيه.
وكان يتوقع ان يزور رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة قصر بيت الدين للقاء رئيس الجمهورية امس، ولكن لم يلحظ النشاط الرسمي للرئيس سليمان اي زيارة للسنيورة، في حين كشفت معلومات مطلعة عن ان دوائر الرئاسة المعنية، تلقت اتصالا امس طلباً لتحديد موعد للسنيورة، تردد انه قد يحدد في الساعات الاربع والعشرين المقبلة.
واشارت مصادر مواكبة الى ان السنيورة سيقدم الى رئيس الجمهورية مذكرة سياسية لا يتصل مضمونها بموقف قوى 14 آذار من الحوار مشاركة او مقاطعة، بل تتضمن جملة استفسارات واسئلة تطلب هذه القوى تحديد الموقف منها ليحدد في ضوء جواب الرئيس سليمان عليها الموقف من الحوار.
وفي هذا المجال، قالت مصادر المعارضة ان قيادات قوى 14 آذار تجري جولات تشاورية في ما بينها حول ملفين اساسيين مستقبل الحوار ومرحلة ما بعد توقيف الوزير السابق سماحة.
واشارت مصادر سياسية في هذه القوى الى ان هذه القيادات تؤكد تشبثها بالدستور اللبناني واتفاق الطائف كمرجعية اساسية للدولة في لبنان يجب احترام ما تنص عليه، ولا سيما في الشق المتصل بحصرية السلاح في يد الدولة، وهو ما لا يمكن ان يتوافق مع مقولة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، فإما التزام حرفية المضمون والا فإن السير على هامش الدستور هو لزوم ما لا يلزم.
والمحت المصادر الى ان قوى 14 آذار تطلب اعلانا رسميا من الدولة يؤكد ان الحوار يجري تحت سقف الدستور واتفاق الطائف وهما المرجع الوحيد للحوار.
على خط آخر، وصف الرئيس امين الجميل الوضع في لبنان راهنا بالدقيق جدا في ظل التهديدات التي تتعرض لها قيادات كبيرة، معتبرا ان الفلتان الامني من منطقة الى اخرى هو مؤشر معروف. واعتبر ان المجموعة الارهابية التي تضم الوزير السابق سماحة ورئيس فرع الامن القومي السوري اللواء علي مملوك ليست الوحيدة لأن لدينا معطيات تدل الى ان هناك شبكات كثيرة ممتدة على الاراضي اللبنانية كافة اخترقت الكثير من الاحزاب.
واكد الجميل ان الاتفاقية الامنية مع سوريا اصبحت خطرا داعيا الى ايقاف العمل بها فورا وواصفاً مقولة الجيش والشعب والمقاومة بالهرطقة.
حديث فرنجيه
هذا، ورأى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه ان القرار السياسي بيد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي يملك اليوم الثلث المعطل. وقال ان جنبلاط يريد ضمانات من الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز حول حصته بالحكومة المقبلة والانتخابات النيابية، وعندما يحصل عليها سيطير الحكومة.
وفي حديث الى قناة الميادين حذر من اننا في مرحلة دقيقة جدا وتغيير صورة لبنان فيها مشكلة كبيرة، موضحا ان المعركة ما زالت في اولها والصراع بدأ من اميركا وسوريا انتهاء بباب التبانة وجبل محسن، وما يمكننا ان نفعله هو تحييد لبنان سيما وانه لا يمكن ان يؤثر على هذا الصراع ? بالمئة، اما اذا اردنا الرهان هنا وهناك وكما صرح جنبلاط واعطى موقفا من سلاح المقاومة فنحن ذاهبون بداهية.
