أحمد الحريري: استقرار البلد لا يتحقق بتكرار الخطابات عن أهمية “النصر الالهي”

أقامت منسقية القيطع – عكار في "تيار المستقبل" افطارا رمضانيا، شارك فيه الامين العام للتيار احمد الحريري، في حضور النواب، خالد الضاهر، نضال طعمة، رياض رحال، خالد زهرمان وعضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" المحامي محمد المراد ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من أبناء المنطقة.

الحريري
وتحدث احمد الحريري في الافطار، فقال: "في الساعة 8,45 من صباح العاشر من حزيران العام 1967،اذاع راديو دمشق بيانا صادرا عن وزارة الدفاع السورية، يعلن فيه سقوط القنيطرة، على الرغم من انها كانت لا تزال في أيدي الجيش السوري. إلا أن الذعر دب في صفوف الجيش، فحصل انسحاب فوضوي، ولم تحتاج القنيطرة سوى لبضع ساعات قليلة كي تسقط بين ايدي الاسرائيليين من دون أي قتال".

أضاف: "كان (الرئيس السوري) حافظ الأسد في حينها وزيرا للدفاع، ومن بعد سقوط القنيطرة فتحت للأسد كل الابواب نحو الرئاسة. 45 عاما مرت ولا يزال الجولان محتلا ولم يتوقف النظام السوري عن تصفية كل من تجرأ"، سائلا: "كيف سقط الجولان؟ 45 عاما ونظام الأسد يفترس المواطن السوري والفلسطيني واللبناني. نظام بعثي لم يتوقف للحظة واحدة عن ذبح العروبة من المحيط الى الخليج، ثم تراه يرفع بكل وقاحة شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".

وتابع: "في ذكرى احتفال حرب تموز، قال (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله، إن ايران اليوم أقوى بمئة مرة مقارنة مع ايران قبل ثلاثين عاما، وإن سوريا بترسانتها الصاروخية الهائلة قوة تهدد أمن اسرائيل، وإن اسرائيل في الأيام الأخيرة من حرب الـ33 يوما تخلت عن كل شروطها، بل كانت تستجدي أي حل. ونحن بدورنا نسأل: لماذا لم يلتقط نظام بشار الأسد اللحظة التاريخية للوهن الاسرائيلي و"النصر الالهي"، لينقض بترسانته الصاروخية ويحرر الجولان، بدل سفك دماء شعبه وتدمير سوريا كما هو حاصل اليوم؟".

وأكد أن "من قايض على القنيطرة مقابل السلطة، لن يجرؤ على تحرير الجولان ولا على تحرير فلسطين. لقد شبعنا كذبا ومراوغة وخداعا. لقد طفح الكيل عند الشعوب العربية من رياء محور "المقاومة والممانعة". لم تكن قضيتهم في يوم من الأيام تحرير فلسطين أو القدس الشريف أو الجولان، بل العمل على تمدد النفوذ الايراني وتغلغله في شرايين الأمة العربية. لذلك نقول بصوت واضح، لا للاستعمار الإيراني، لا للاستكبار الفارسي، نعم للعروبة الحضارية".

وذكر الحريري ب"أن النصر الالهي، كلف اللبنانيين أكثر من 20 مليار دولار اميركي، وسقط بين 1200 شهيد و4400 جريح، لكن بعد استلام فريق "المقاومة والممانعة" السلطة أمسى البلد مشلولا، جمود اقتصادي مرعب، لا كهرباء ولا ماء، حركة سياحة نادرة، اضرابات يومية وقطع للطرقات، ومحاولات لا تتوقف لاغتيال قادة 14 آذار، وكان آخرها القبض على المستشار الاعلامي لبشار الأسد الوزير السابق ميشال سماحة، بجريمة نقل 24 عبوات ناسفة من سوريا الى لبنان، بقصد زرعها في مناطق لبنانية عدة، بغية اشعال الفتن الطائفية".

وأردف: "طيلة ثلاثين عاما من احتلال لبنان، لم يكتف النظام السوري بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين اللبنانيين، بل ها هو يرسل ميشال سماحة لإكمال المهمة الدموية. فالأسد لم يتوقف يوما عن ايهام الأقليات بأنهم في خطر، وأن نظام البعث هو حاميهم الوحيد من الأكثرية المسلمة. لقد سقط القناع تماما، فإن نظام بشار الأسد لا يتورع عن قتل الأقليات كي يبقى على كرسي الحكم في سوريا. لذا فاننا من عكار أرض البطولة نوجه تحية كبرى لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تقديرا للعمل الاحترافي الذي أنجزته. كما نحيي كل من (المدير العام لقوى الامن الداخلي) اللواء اشرف ريفي و(رئيس شعبة المعلومات) العميد وسام الحسن، اللذين احبطا مخطط اشعال الفتن".

وشدد على ان "العلاقة بين الجيش وعكار وطيدة منذ أن أنشئت هذه المؤسسة، لكن بالمناسبة قيادة الجيش لم تكن موفقة بموضوع الدعوى المقامة في النيابة العامة التمييزية على النائب معين المرعبي لسببين: الاول، توقيت الدعوى الذي تزامن مع الكشف عن جريمة كبرى بحق لبنان وبحق منطقة عكار والعيش المشترك، والسبب الثاني يتعلق بالمضمون الذي ذهب إلى اتهام النائب المرعبي باثارة النعرات الطائفية. وهو سبب يظهر الجيش كأنه طرف طائفي في لبنان، ونحن نعرف أن الجيش مؤسسة وطنية تحمل الهم الوطني الذي يجب أن يعلو فوق مصالح الطوائف والمذاهب. والكل يعرف انه عندما يذكر الجيش اللبناني يذكر معه أهل عكار وهم الذين يشكلون الطليعة المتقدمة في بنية هذا الجيش، والجهة التي لا يجاريها أحد في تقديم الشهداء فداء لسيادة لبنان واستقلاله".

ورأى ان "الكرامة والعزة والاستقرار لهذا البلد، لا تتحقق بتكرار الخطابات بشأن أهمية "النصر الالهي"، بل بتأمين فرص العمل ولقمة العيش والأمن والاستقرار للناس، بتأمين الطاقة الكهربائية والاتصالات للمواطنين، تماما كما كان يفعل الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وغير ذلك ليس أكثر من ثرثرة بثرثرة".

ووجه الحريري باسم "تيار المستقبل" "تحية كبرى الى الشعب السوري العظيم الذي يكافح من أجل الحرية والعدالة والمساواة"، وقال: "كما اننا في "تيار المستقبل" ننحني أمام بطولات "الجيش السوري الحر" الذي يقاوم الاستبداد ويقاتل الاستعباد بشجاعة منقطعة النظير. ثقوا أن النصر الى جانبنا. ان الله معنا. باسم الرئيس سعد الحريري الذي يكن لكم كل التقدير وكامل المحبة، وباسم جمهور "تيار المستقبل" أتقدم منكم بالتعازي الحارة بالشهيدين الشيخ احمد عبد الواحد والشيخ محمد المرعب، ولكل شهداء عكار".

ضاهر
كما كانت كلمة للنائب الضاهر، جدد فيها الدعم لقوى الأمن الداخلي "وعلى رأسها مديرها العام اللواء أشرف ريفي، ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، لاحباطهما محاولة النظام السوري المجرم، وعبر أداته في لبنان الوزير والنائب السابق ميشال سماحة لزرع الفتنة في لبنان، واثارة النعرات الطائفية والمذهبية بعد أن تأكد أن هدف نقل المتفجرات من سوريا الى لبنان، لتفجير بعض المناسبات في الشمال، واغتيال شخصيات وطنية شمالية"، معتبرا ان "هذه الجريمة تؤكد من هي الجهة التي تقف وراء الارهاب وتدعمه وتحاول فرض واقعا سياسيا قبل السقوط الحتمي للنظام البعثي الارهابي في سوريا".
  

السابق
ستسلم مذكرة السنيورة للرئيس سليمان وستتركز على ان الدولة هي صاحية السيادة على اراضيها وعلى ضرورة ان يعالج موضوع السلاح في اطار الدستور الللبناني
التالي
مجدلاني: على الحكومة أن تستقيل وتفك أسر لبنان