كوهين وبنجامين: إتهامنا لـ”حزب الله” ليس مجرد إدعاءات

فجّرت وزارة الخزانة الأميركية قنبلة سياسية من العيار الثقيل أمس، عبر اتهامها "حزب الله" بالقيام بدور مركزي في أعمال العنف المتواصلة التي يقوم بها نظام بشارالأسد بحق الشعب السوري. إتهامات يؤكد كلّ من نائب وزير الخزانة الأميركية ديفيد كوهين منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، والسفير دانيال بنجامين أنّها تستند إلى أدلة موثّقة وليست مجرد إدّعاءات.

إتهمت وزارة الخزانة الأميركية أمس "حزب الله" بأداء "دور مركزي" في أعمال "القمع" التي يرتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد في سوريا، بموجب الأمر التنفيذي (E.O. 13582).

واعتبر نائب وزير الخزانة الأميركية ديفيد كوهين، أنّ "الدعم القوي لـ "حزب الله" الى الحكومة السورية يُترجم الطبيعة الفعلية لهذه المنظمة الإرهابية ودورها المزعزع للإستقرار في المنطقة".

واتّهم كوهين خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن، شاركت فيه "الجمهورية" عبر الهاتف، "حزب الله" بـ"تقديم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة، الذي يزداد ضراوة يوماً بعد يوم".

إلى جانب ذلك، أشار كوهين إلى قيام "حزب الله" بـ"تسهيل" تدريب القوات الحكومة السورية على أيدي الحرس الثوري الإيراني، وبإداء "دور أساسي" في طرد معارضين سوريين من لبنان.

منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، السفير دانيال بنجامين، أكّد من جهته دور"حزب الله" بتوفير دعم قوي للأسد، الذي يستمر في قمع الشعب السوري.
إلاّ أنّ المسؤولين الأميركيين لم يجيبا عما إذا كان لـ"حزب الله" مخيمات تدريب في سوريا، واكتفيا بالتشديد على دوره في تقديم النصح للنظام السوري وتدريب القوات السورية النظامية.

وتعرّض كوهين وبنجامين لنقد كبير بسبب توقيت إصدار هذه المعلومات، على رغم معرفتهما بها منذ فترة طويلة. وقد برّرا ذلك بالتريث إلى حين "توافر معطيات واضحة" لديهم، وشدّدا على أنّهما يتحدثان "بجدية عن اتهامات وليس توقّعات، وهذه المعلومات موثقة في سجلات ومحاضر أميركية، وأنّ كلامهما لا يندرج في خانة الإدعاءات".
وقال بنجامين: "حزب الله" والقيادة الإيرانية يسعيان للسيطرة على المنطقة، ويساهمان في زيادة التوترات الطائفية".

واتهم المسؤول الأميركي "حزب الله"، القطب الرئيسي في الحكومة اللبنانية، والذي على رغم كونه حزباً سياسياً ويُمثّل قاعدة إجتماعية، بالشروع في "تكثيف حملته الإرهابية" حول العالم.

ولفت إلى أنّ الحزب المدعوم من إيران "متهم" أيضاً بشن هجمات إرهابية في تايلاند، حيث تمّ إحباط هجوم على ما يبدو مطلع 2012، لكنّه نفى وجود أي معلومات بحوزته تشير إلى احتمال أن يكون "حزب الله" يُخطط لشن هجمات على الأراضي الأميركية.

وذكّر بالتفجير الإنتحاري الذي استهدف سيّاحاً إسرائيليين في بلغاريا في تموز الماضي، والتخطيط للإعتداء على سيّاح إسرائيليين في قبرص، واتجاه أصابع الإتهام نحو "الحزب".

فضلاً عن ذلك، كشف المسؤولان الأميركيان عن وجود مخاوف من قيام إيران عبر ذراعها "حزب الله" بالقيام بهجمات في أوروبا. وقال بنجامين: "نعتقد أنّ "حزب الله" قد يشنّ هجمات في أوروبا أو سواها في أي وقت كان، ومن دون أي سابق إنذار"، مضيفاً: "أنّ تقديراتنا هي أنّ "حزب الله" وإيران سيُبقيان على نشاط إرهابي مكثّف في المستقبل القريب".

واعتبر أنّه ضمن هذا المبدأ، فإنّ "سلوك "حزب الله" لم يتغيّر، هو يريد الإنتقام للضغوط التي فُرضت على عرّابته طهران، التي تستمرفي تزويده بالسلاح والمال".

ولم ينسَ المسؤولان الأميركيان إستهداف سفارة بلدهما في لبنان عام 1983، مذكّرين في الوقت عينه بتورط "حزب الله" في أزمة المصرف اللبناني الكندي، لجهة غسل الأموال وتجارة المخدرات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الإدارة الإميركية تضع منذ تشرين الاول2001 "حزب الله" على لائحة المنظمات الإرهابية في العالم.

وبموجب إضافة واشنطن"حزب الله"، إلى لائحة المنظمات الخاضعة للعقوبات بسبب ارتباطها بالنظام السوري، يُمنع على الأميركيين سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، التعامل التجاري مع "حزب الله"، وتجميد أي أصول تعود له على أراضي الولايات المتحدة الأميركية.  

السابق
العنب: الفاكهة الأعظم خلال هذا الموسم!
التالي
«غاوس»: سلاح جديد يستهدف مصارف لبنان.. و«حزب الله»