تناقضات وأضاليل المبعوث الفارسي جليلي!

بدأ سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران وممثل مرشد الجمهورية الإيرانية بتحرك ديبلوماسي قبيل المؤتمر الإقليمي حول سورية الذي تحاول إيران الترتيب له من حيث الدعم والحشد الدولي تحت عنوان أصدقاء النظام السوري.
ليس صحيحا ًما يقال أو يشاع أن تحركات الجمهورية الإيرانية المكوكية عبر ممثلها سعيد جليلي هو بشأن 48 زائرا إيرانيا مختطفا لدى الجيش الحر فقط, بل لملء الفراغ الذي أحدثه الروس في حراكهم الديبلوماسي بسبب فشلهم السياسي لجهة الأزمة السورية حتى لا يتداعى وينهار النظام هناك أكثر فأكثر خصوصا ً بعد أن فقد النظام عاصمة سورية الثانية حلب ومعابرها الحدودية المشتركة مع تركيا وهي تعتبر أيضا ً العصب الإقتصادي لها.
زيارة جليلي المكوكية هذه للمنطقة أتت بعد يوم واحد من إنشقاق رئيس وزراء سورية رياض حجاب, والزيارة هذه مبنية على أضاليل وأكاذيب وتناقضات, خصوصا ً بتصاريحه التي أطلقها نتيجة ً لشعور إيران بالخوف من إنعكاس التداعيات عليها وعلى حلفائها ومن إغلاق بوابة دمشق في حال سقوط حليفها الرئيسي بشار الأسد ونظامه.
أطلق جليلي من سورية بعد زيارته للرئيس بشار الأسد تصاريح متناقضة وأكاذيب, أن إيران لن تسمح بكسر محور المقاومة, وضرورة إيجاد حل للنزاع في سورية وفق القواعد الديمقراطية وليس عبر إرسال الاسلحة وإراقة الدماء, وضرورة الحل الداخلي للأزمة السورية رافضا ً للتدخلات الخارجية. عن أي "محور المقاومة" يتحدث المندوب الفارسي سعيد جليلي? عن محور نظام البعث بإغلاق جبهة الجولان لأكثر من 40 عاما ً وتطبيقه لنموذج المقاومة فقط بقتل وإراقة دماء الشعب السوري المظلوم? عن أي حل للنزاع في سورية وفق القواعد الديمقراطية يتحدث جليلي الإيراني, عن ديمقراطية إلقاء الشعب السوري في المعتقلات وكتم الأفواه المطالبة بالحرية والكرامة? تماما ً كما فعل نظام الملالي الشمولي في طهران الذي ينتمي إليه سعيد جليلي بقتل وإراقة دماء الشعب الإيراني المظلوم, وإسكات أفواه المثقفين ورميهم في أقبية السجون على يد عساكر الباسيج وإطلاعات أثناء الثورة الخضراء بالعام 2009 .
لقد تناسى سعادة المبعوث الفارسي جليلي أن الذي يرسل السلاح إلى كتائب الأسد ليقتل به شعبه مصدره نظام الملالي في طهران الذين يدعون مناصرة المستضعفين على الأرض. لقد تحدث سعيد جليلي عن أن الحل الداخلي للأزمة السورية بعدم التدخلات الخارجية فيها, متناسيا ً تدخلات بلاده غير البريئة عبر زملائه بالحرس الثوري في كل من لبنان وسورية والعراق.
وماذا كان يفعل الزوار الإيرانيون ال¯ 48 المختطفون من العاصمة دمشق لدى الجيش الحر? مع العلم أن الجمهورية الإيرانية قد أصدرت تعميما ً تحذر فيه الإيرانيين من الذهاب إلى سورية وتحديدا ً إلى مقام "الست زينب" بسبب الأوضاع الأمنية التي تحصل هناك. وكيف شاءت الصدف أن جميع هؤلاء المختطفين هم أعضاء متقاعدون في الحرس الثوري كما اعترفت إيران على لسان مبعوثها سعيد جليلي, ولكن في حقيقة الأمر هم ليسوا أعضاء متقاعدين كما وصفتهم إيران, بل ضباط في الحرس الثوري كانوا يقومون بمهام عسكرية لصالح النظام السوري قبل اختطافهم.   

السابق
لماذا ميشال سماحة؟
التالي
تخوضون في دماء المسلمين!