لهذا يرفض جنبلاط النسبية !!

النسبية، مبدئيا، نظام انتخابي يجد فيه البعض مسارا إصلاحيا يحقق تمثيلا أفضل وينظر إليه آخرون من زاوية أخرى لا تصب في خانة هذه الغاية الإصلاحية.

ويقول خبير بقوانين الانتخابات لـ «الأنباء»: ان في لبنان تختلف مقاربة النسبية تماما ويتعاطى معها فرقاء بخلفية إيجابية ويعتبرها سواهم أسلوبا يضفي الى هيمنة فئة على حساب أخرى بعيدا من تحقيق أي شكل من أشكال صحة التمثيل.
وترى الموالاة ان النسبية شعار يخدم أهدافها في الانتخابات المقبلة فيظهرها إصلاحية أكثر من المعارضة.
وتشكل النسبية أداة تستطيع الموالاة استغلالها في الطريق الى الفوز بالأكثرية النيابية المقبلة مع النائب وليد جنبلاط أو من دونه.

وتعتقد الموالاة بأنها قادرة على الحؤول دون أي خرق في مناطق نفوذ حزب الله في الجنوب والبقاع الشمالي عدا جزين أي في الدوائر الانتخابية ذات الأغلبية الشيعية الناخبة، وان اللعبة ستكون عكسية في الدوائر الأخرى على مساحة لبنان أي في المناطق المختلطة مسيحيا وسنيا ودرزيا.

ففي البقاعين الأوسط والغربي سيكون التيار الوطني الحر وحلفاؤه قادرين على تحقيق خروقات لا يستهان بها، بينما تظهر الوقائع ان قوى 14 آذار لاتزال قادرة على حصد المقاعد كلها إذا عاد النائب جنبلاط الى سربها على أساس الأكثرية العددية.
وفي بيروت اذا اعتمد تقسيم الدائرتين فان 8 آذار تراهن على تحقيق خروقات غير قليلة على الإطلاق، فحضورها السني لا بأس به وقوتها الشيعية واضحة المعالم وفعالية حزب الطاشناق والتيار العوني قائمة مسيحيا، الأمر الذي يعني خرقا لا يستهان به على مستوى التمثيل السياسي للعاصمة في ظل النسبية.

وفي صيدا قد يتحقق خرق لسيطرة تيار المستقبل الذي فاز بالمقعدين النيابيين فيها.

أما جبل لبنان الجنوبي فهو المثال الصارخ على أهمية النسبية للتبديل المعبر في خريطة التمثيل السياسي والنيابي في ظل زعامة المختارة ونفوذ آل جنبلاط والحضور المسيحي المتنامي لقوى 14 آذار.
وفي جبل لبنان الشمالي سيتحقق نوع من التوازن بين التيار العوني والقوى المسيحية في 14 آذار والوسطيين الذين تحالفوا ولايزالون مع أخصام حزب الله بينهم المقربون من رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وفي الشمال ستكون النسبية الأداة الأهم لتسديد ضربة قوية لنفوذ تيار المستقبل والقوات اللبنانية والأهم لإنقاذ وزير الطاقة جبران باسيل من المصير شبه المحتوم سلفا بالسقوط مرة ثالثة في الانتخابات النيابية.

ففي البترون، ترتفع حظوظ باسيل بالفوز وفي الكورة سيحقق مسيحيو 8 آذار خرقا، أما بشري فستبقى عصية على أي خرق بينما سترتد النسبية إيجابا لصالح 14 آذار التي ستتمكن من كسر أحادية التمثيل الذي يفرضه النائب سليمان فرنجية في زغرتا.
وستكون الإفادة الكبرى لقوى 8 آذار من خلال النسبية في طرابلس وعكار والضنية المنية.

ففي عاصمة الشمال سترتفع حظوظ الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي في الفوز بالنيابة مهما كانت عليه أوضاع شعبيتهما، وقد يحظى آل كرامي بفرصة أهم.
وفي الضنية قد يتمكن النائب السابق جهاد الصمد من الفوز.
وفي عكار قد يتمكن التيار العوني من تحقيق خرق في أي من المقاعد المسيحية الثلاثة والأهم انه قد يذهب المقعد العلوي الى مرشح من 8 آذار أي الى مقرب من النظام السوري.  

السابق
رحال: القضية تعني وجود محرّض
التالي
ميقاتي طالب حمود باستكمال التحقيقات مع سماحة