سماحة ضحية لفبركة امنية ام انتحار للدفاع عن موقفه السياسي !؟

ميشال سماحة هل يذهب ضحية السياسة، وهذه لن تكون المرة الاولى فالاجهزة الأمنية لديها سوابق في تجنيد وترغيب ودفع أموال، هل جنّدت الايدي السوداء مجموعة حول سماحة للإيقاع به اعتقاداً منها انها حصلت على كنز ثمين، ام انه فعلا اوقع نفسه في اللعبة الامنية على الحدود السورية اللبنانية .
بدا لـ"النهار" من الصعوبة استباق مسلسل المفاجآت الناشئة عن هذا التطوّر الأمني – السياسي الاستثنائي، الذي شكل واقعياً ضربة موجعة، لعلها الاولى بهذا الحجم، لاحد ابرز الرموز اللصيقين بالنظام السوري في لبنان، الى حد وصفه برجل النظام نظراً الى كون سماحة اضطلع بأدوار شخصية الى جانب الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة.

رأت "الديار" انه ومنذ اكثر من ثلاثة اشهر وفرع المعلومات يسعى الى زرع عملاء له قرب ميشال سماحة، وتحت عنوان الحصول على إجازات سفر او تأشيرة الى الخارج، تمّ استدراج عناصر تعمل مع ميشال سماحة وتجنيدها مقابل تأشيرات السفر ومبالغ من المال.
لم يكن يعرف ميشال سماحة شيئا عن هذا الموضوع، بل كان يجري نصب الكمين له لضرب رمز قريب من حزب الله ومن سوريا ومن الشخصية المسيحية المعتدلة.
تم تركيب الشبكة حول ميشال سماحة، وبواسطة محرّك من جهاز امني وهو عنصر فاعل اقترح على مساعد سماحة انه قادر ان يفجّر في عكار، فرفض سماحة ذلك، فتم اقتراح آخر من ثلاثة حول سماحة يشكلون عملاء لجهاز امني كي يتم المجيء بالسلاح والمتفجرات وما على هؤلاء الا نقل العبوات في السيارات وتفجّيرها.
أضافت "الديار" كان المخطط يجري من جهاز امني لبناني وجهاز امني قطري، وتحت عنوان "شخصيات قطرية متمولة" كان ضباط قطريون يعملون ويدفعون الاموال لإيقاع ميشال سماحة بالفخ المرصود له، حيث ان الرجل لم يحمل في حياته السلاح.

 في حين علمت "الجمهورية" أن سرعة التحقيق لا تعود إلى ممارسة أيّ ضغط على سماحة الذي تمّ التعامل معه من دون ضغوط، بل إلى الدليل القاطع الموثّق بصوت سماحة وصورته الواضحة وبالشروحات التي جاءت في التوثيق على لسانه والتي تعتبر الدليل الملك على أنّ وقائع التحقيق التي ستتحوّل إلى القضاء كمادة اتّهامية ستكون من صنع سماحة نفسه. فلقد تمّ تصوير سماحة وهو يسلّم أحد المنفّذين المحتملين عبوة ناسفة، وعندما عرضت الصور عليه لم ينكر بل اعترف على الفور.

في معلومات "الجمهورية" أنّ مدّة التوثيق الذي بحوزة التحقيق لا تقلّ عن ساعة ونصف من التصوير صوتاً وصورة وبوضوح لا يحتمل الشكّ وفي أماكن عرف منها مرآب منزل سماحة في الأشرفية. وأنّ أخطر ما قاله سماحة في هذا التوثيق ما يتعلّق بالجهة الدافعة للقيام بالتفجيرات وهي النظام السوري، فقد ورد على لسان سماحة أنّ اللواء علي مملوك طلب الأمر، وسلّمه المتفجرات، فضلاً عن مبلغ من المال لتوزيعه على المنفّذين في لبنان. وقد ضبطت قوى الأمن 170 ألف دولار نقداً في منزله.

لكنّ الأخطر من هذا، بحسب "الجمهورية"، أنّ سماحة أيضاً قال إنّ الرئيس السوري يريد ذلك، "بشّار بدّو هيك" كما ورد على لسانه، وهذا بحدّ ذاته شكّل أحد أهمّ ما تمّ توثيقه، وهو الذي دفع بكلّ حلفاء النظام السوري للتريّث في شنّ حملة على فرع المعلومات.
قال مرجع أمني لـ"الجمهورية" إنّ سماحة أُخضِع لمراقبة دقيقة ولصيقة خلال الأيام الخمسة عشر التي سبقت عملية التوقيف وإنّ الأجهزة الأمنية المختصّة لم تقرّر لحظة التوقيف إلّا بعد أن جمعت مختلف الأدلّة بشكل دقيق ومُحكم للغاية. وأشاف :" إنّ الظرف السياسي لا يحتمل أن يرتكب فرع المعلومات صفر خطأ % فالشخص المستهدف ليس رجلاً عادياً على الإطلاق (..)". وأكّد أنّ اعتراف سماحة بالتهم الموجّهة إليه في الدقائق الأولى من التحقيقات الأوّلية كان مهمّاً للغاية ووفّر على المحقّقين عناء المهمّة التي كانوا يستعدّون لها، كما سمح بتعميم الاعترافات على المراجع الرسمية التي أخذت علماً بالعملية قبل وقت قصير من تنفيذها ومنهم من عرف بالقضية بعدما اتّخذت الترتيبات لتنفيذ عملية التوقيف بلحظات.
 

السابق
الإرهابي الجامح..
التالي
ميشال سماحة في القفص: أين زئير الأسد؟