الإرهابي حامل وسام الاستحقاق الفرنسي!

في هذا الرجل اكثر من رجل… وكثير من الادوار. لا تقلّ سيرة ابن المتن الشمالي إثارة عن خبر توقيفه. حليف النظام السوري وصديق بشار الاسد يختزن بئرا من الاسرار. اسرار دول واحزاب وميليشيات…
الانطلاقة كتائبية… والخاتمة سورية. وما بينهما قرار للادارة الاميركية في العام 2007 بمنع دخوله اراضيها، الى جانب شخصيات سورية ولبنانية واخرى، بتهمة «التورّط أو امكان التورّط باعمال تؤدي الى زعزعة الحكومة اللبنانية ورعاية الارهاب والعمل على اعادة ترسيخ السيطرة السورية على لبنان».
«الإرهابي» الحامل للجنسية الكندية نال وسام الاستحقاق الفرنسي. مكافأة لم تأت من العدم. الوزير السابق نجح في نسج علاقات مع دوائر القرار الفرنسية الفاعلة في «الإليزيه» و«الكي دورسيه» وبعض الأجهزة الفرنسية المعنية بملفات المنطقة، وجيّرها دائما لصالح المقاومة وسوريا و«الخط السياسي».
عندما تحرر بشار الأسد من الحصار الدولي من بوابة نيكولا ساركوزي في العام 2008، نجح ميشال سماحة في أن يكون ممثل الاسد الدائم ومرافقه في صالونات القرار الباريسية وواحد من خيّاطي الحبكات السرّية بين باريس ودمشق وبعض الدول الاوروبية.

«بوق» النظام السوري، كما يسمّيه أخصامه، لم يخفّف من ثقل «سورنته» لا عندما خرج الجيش السوري من لبنان ولا حين دخلت دمشق في نفق «الأزمة ـ المؤامرة». في آخر تصريحاته الاعلامية في الاول من آب المنصرم، ذكّر بعد لقائه الرئيس نبيه بري، بـ«الحرب الكونية» التي تشنّ على سوريا.
كان على القيادة الكتائبية أن تمزّق بطاقة عضويته، التي حملها للمرة الأولى في العام 1964، لتنهي مسيرة امتدت 12 عاما في حزب «الله والوطن والعائلة».

في الأدوار العلنية ماضيا: كتائبي «يساري» عرفته أجيال كثيرة مرت على مصلحة طلاب «الكتائب». مستشار لرئيس الجمهورية آنذاك امين الجميل. الناطق الرسمي باسم مؤتمر لوزان. رئيس مجلس ادارة «تلفزيون لبنان». شقّ ميشال سماحة طريقه، مكرها، خارج المنطقة الشرقية بعد سقوط «الاتفاق الثلاثي» في العام 1986، وهو أحد المشاركين الاساسيين في صياغته الى جانب ميشال المر.
صار «الجمّيلي» «حبيقيا» (نسبة الى رفيقه الراحل ايلي حبيقة). نقطة تحوّل فاصلة رمته مذاك في الحضن السوري، وأهّلته ليكون وزيرا لثلاث مرات. في الاعلام والسياحة في حكومة رشيد الصلح. في الاعلام مرة جديدة في اولى حكومات رفيق الحريري في العام 1992 ثم في العام 2003. هي الحقبة التي كان فيها سماحة يرى في «الشيخ رفيق» «املا كبيرا للبنانيين». لكن بعد نبذه من «البلاط الحريري» انتقل الى «جبهة» المواجهة ضد «الحاكم المنفرد ومنتهك الدستور والقانون ومخرّب الاستقرار السياسي والاقتصادي والوطني ومحرّك العصبيات الطائفية والمذهبية».

من يومها فتح ميشال سماحة النار بوجه «ميليشيا المال» وأصحاب مشاريع الهدر، فاصلا صراعه مع الرئيس الحريري عن موقفه المعارض للتمديد للرئيس إميل لحود بسبب رفضه تعديل الدستور.
نائب المتن في أول انتخابات بعد «الطائف» لم يحالفه الحظ في حيازة اللوحة الزرقاء مجددا لا في العام 1996 ولا في العام 2000، لكن رجل المهمّات السورية ذهب ابعد بكثير من زملائه «المحليين» في السياسة.
لا يتعلق الأمر فقط بتنصيب نفسه رجل العلاقة المسيحية السورية الأول من ايام الرئيس حافظ الاسد، ولا في محاولته تكريس «الاتفاق الثلاثي» لإنهاء الحرب الاهلية.

ميّز سماحة «السوري» الذي دأب منذ سنوات على التحذير من وقوع اغتيالات «عبر فصيل اسرائيلي متواجد على الساحة اللبنانية يسعى لاستدراج فتن داخلية وربما لاجتياح اسرائيلي شبيه بالعام 1982»، نفسه دوما عن باقي حلفاء سوريا. وصل الامر الى حد «تصنيفهم» له بأنه «المتحدث بلسان القيادة في دمشق».
هو صديق بشار الأسد ومعاونته الوزيرة والمستشارة بثينة شعبان. يفاخر كثيرا بموقعه المتقدّم في القصر الرئاسي في دمشق، وبامتلاكه «معلومات» لا يملكها الاخرون.

منذ بداية الازمة السورية، تحدث ميشال سماحة عن تورّط ريبال الاسد، نجل رفعت الاسد، ببث الفتنة في سوريا وبتواجده في منزل زعيم لبناني كبير في فقرا، وكشف عن مطبخ لضرب النظام موجود في هامبورغ ودبي فيما «عدّة الشغل» الاكترونية موجودة في إحدى الشقق في الاشرفية.
حامل الاسرار كان من أول من اتهموا قطر بتمويل الارهاب في سوريا، ومخزونه المعلوماتي يجزم بوجود أربعة مكاتب لمخابرات اجنبية تتعاطى مع الدولة اللبنانية، ومخابراتها تدير العمليات انطلاقا من عكار. جزم بوجود لبنانيين يشاركون في معارك سوريا، بينهم مرافق النائب خالد الضاهر الذي قاتل في بابا عمرو.

سبق لسماحة ان طلب من السفيرة الاميركية مورا كونيلي ان «تسكّر نيعها وتنقبر تقعد بسفارتها»، رافضا أن «تملي علينا ما يجب ان نقوله»… رجل الاسد في لبنان قال ايضا اكثر من ذلك. وصف سعد الحريري بـ«الصهيوني الحقيقي» و«الولد الصايع» جازما بأنه «لن يعود رئيسا ونحن احياء».  

السابق
الأخبار: ميشال سماحة في قبضة المعلومات
التالي
هل أضعفت أحداث سوريا حزب الله؟