من اليأس إلى الإنجاز

لا ندري إذا كان عالم الفضاء الأميركي شارل العشي، اللبناني الأصل، قد زار لبنان سابقاً، أو هو يعرف شيئاً عن بلد آبائه وأجداده، أكثر من موقعه على خريطة الكرة الأرضية!.
ولكن الإنجاز التاريخي الذي حققه خمسة آلاف عالم وباحث وتقني في وكالة «ناسا» الأميركية بقيادة شارل العشي، واستطاعوا إيصال أوّل مسبار إلى المريخ، أثار موجة من الفخر والاعتزاز غمرت قلوب اللبنانيين، الذين شعر بعضهم وكأن العشي خرج من لبنان من بضعة سنوات فقط.

شارل العشي ليس العالم والمبدع والمجلّي الوحيد الذي تجري دماء لبنانية في عروقه، بالأمس القريب احتفل اللبنانيون بدخول الكاتب والأديب أمين معلوف إلى الأكاديمية الفرنسية، وقبلهما كان جرّاح القلب مايكل دبغي أول من مارس جراحة القلب المفتوح، وغيرهم كثيرون من روّاد العلم والفكر والثقافة لمعوا في بلاد الاغتراب… بعيداً عن الوطن الأم!.
ويبدو أن اللبنانيين يبحثون هذه الأيام عن أي «إنجاز» ينسيهم حالة البؤس والنكد التي يعيشونها بسبب خلافات قياداتهم السياسية وفقدانهم الأمل في تحقيق أي إنجاز على أيدي أهل الحل والربط، بعدما وصلت أوضاع الدولة اللبنانية إلى هذا المستوى من التلاشي والاندحار.

وبالمقابل، يبدو أن اللبناني الهارب من حالة القلق والخوف على الغد في بلده، يستنفر كل طاقاته الفكرية والإبداعية في بلاد الانتشار، محاولاً إثبات قدراته وكفاءته من جهة، وسعياً لتحقيق النجاحات والطموحات التي لا تساعد أجواء الوطن وأمراضه المزمنة على تحقيقها!.
المهم أن طموح بني البشر وصل إلى حدّ محاولة غزو المريخ بعد الوصول إلى القمر… أما في لبنان فما زلنا نتلهى بالقشور والسخافات، على طريقة الملائكة ذكوراً أم إناثاً!.   

السابق
حيث لا ينفع الضبط
التالي
مستشفى جزين.. الإنقسام السياسي في البلدة يعيق عملها