مستشفى جزين.. الإنقسام السياسي في البلدة يعيق عملها

 تواجه المستشفيات الحكومية مشاكل عدة، لكنها تختلف من مستشفى إلى آخر، وإذا كان معظم المستشفيات يواجه مشاكل تتعلق بالسيولة المالية ودفع المستحقات من الجهات الضامنة، فإن مستشفى جزين الحكومي يواجه مشاكل من نوع آخر تتعلق بالإنقسام السياسي في البلدة.
يقول رئيس مجلس ادارة المستشفى ومديره العام د. بشارة حجار :"نواجه مشكلة أساسية تتعلق بالجغرافيا فمركزنا بعيد عن المدن، وعدد الأطباء المتعاقد مع المستشفى قليل جداً. كما أن الموردين يمتنعون عن إرسال ما نريد إذا كانت الفاتورة أقل من 500 دولاراً أميركياً. بسبب بعد المسافة وهذا يؤثر أيضاً على المناقصات التي نجريها مع الموردين".

لا مشكلة مع وزارة الصحة
ويضيف د. حجار :"لا مشكلة لنا مع السقف المالي المحدد من قبل الوزارة وهو 50 مليون ل.ل. شهرياً، ونحن متعاقدون مع هيئات ضامنة عدة، المشكلة تتعلق بقلة عدد الأطباء وبالتالي يؤثر على نوع الاختصاصات العلاجية التي نقدمها للجمهور".
ويزيد حجار :"أحياناً تتأخر الوزارة في دفع الإعتماد، وفي الشتاء يقل عدد لمرضى، ويزيد المصروف، مثلاً خلال الشتاء الحالي دفعنا نحو مليون ل.ل. يومياً مازوت".
في زيارتي يوم السبت 7 تموز 2012، قالت إحدى الموظفات أنه مضى عليها تسعة أشهر لم تقبض فيها أي راتب. وعند مواجهة الدكتور حجار بهذا الرأي، ضحك ملء شدقيه :"إنك تشير على المشكلة الأكثر صعوبة التي تواجهها المستشفى وهي الانقسام السياسي الجزيني ومقاطعة البعض له، مما يؤثر سلبياً عليه. نسمع أحياناً بعض الآراء التي تقول أن المستشفى قد أقفل، والبعض الآخر يقول أنه يتجه نحو الإقفال. تستطيع سؤال من تريد من الموظفين عن الرواتب".
وفعلاً سألت عدداً من الموظفين في أقسام مختلفة أكدوا حصولهم على رواتبهم بانتظام وخصوصاً منذ أربعة أشهر.
يعود د. حجار ليوضح :"في 20 شباط أضرب موظفو المستشفى، على الرغم من أنهم قبضوا رواتبهم في 16 شباط، وقال البعض أنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ سبعة أشهر، والحقيقة أن لهم بذمة المستشفى ستة أشهر كسرت خلال فترة ست سنوات".
ولكن لماذا هذا التهجم على المستشفى وخصوصاً أنه في شباط الماضي وأثناء الإضراب طالب أحد سياسيي جزين بإقالة مجلس الإدارة؟ يجيب د. حجار :"هنا بيت القصيد، يريد البعض السيطرة على مجلس الإدارة وجعله تابعاً سياسياً للطرف الذي يمثله، لا أواجه مشكلة بذلك، لأن هدفي خدمة الناس، كل الناس، بغض النظر عن الانتماء السياسي. يطالبون بتغيير مجلس الإدارة، هناك مجلس وزراء معني بذلك والطرف السياسي موجود فيه، ليغيروه، إنهم يحاولون منذ 2008 ولم يفلحوا. إنهم يسيؤون إلى المستشفى وتدفع الناس الثمن".
العلاقة مع الفعاليات
وعن علاقة فعاليات المنطقة بالمستشفى، يشير د. حجار إلى عقد عدة جلسات مع رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش الذي يصفه حجار "بالرئيس النشيط والجدير بالإحنرام" ويضيف :"في الجلسات ناقشنا قضايا تتعلق بدعم الشأن العام وتقديمه على السياسة وقد دعيته لزيارة المستشفى ونحن نتعاون معه لتحسين خدمات المستشفى وتقديم أفضل خدمة للمواطنين".

ماذا عن المستقبل؟
ويعود د. حجار لتوضيح وجهة نظره قائلاً :"ندعو الجميع لتأمين كادر طبي أكبر، فالمستشفى يستوعب 140 موظفاً إذا عمل بكامل طاقته وهذا يعني 140 عائلة تثبت وجودها في المنطقة. إنها دعوة لأطباء جزين للمساهمة في تطوير المستشفى فلا يجوز أن يكون هناك ثلاثة أطباء في المستشفى من جزين مع العلم أن في سجلات النقابة نحو 250 طبيباً من المنطقة".
ومستشفى جزين الحكومي هو الوحيد في المنطقة. ويقدم خدماته لأهالي جزين وجزء من الشوف. يقول د. حجار: "بني المستشفى في أوائل سبعينات القرن الماضي، إلا أنه أقفل عام 1976 إثر الحرب الأهلية. وتعرض للتخريب والتوقيف أيضاً عام 1982، ليعاد فتحه عام 1985".
ويضيف: "في آذار 2005 اعتمد كمستشفى ذو منفعة عامة. وعين مجلس إدارة له ومدير عام، للمتابعة اليومية، ويستوعب المستشفى 40 سريراً وثمانية أسرّة للعناية الفائقة". يصمت لحظة ليوضح: "نستعمل حالياً 20 سريراً يقوم بخدمتها 45 موظفاً بما فيهم الأطباء وهي كافية حالياً، ولكن يجب العمل على تنويع الاختصاصات لاستقبال مرضى أكثر".
 

السابق
من اليأس إلى الإنجاز
التالي
برج مراقبة إسرائيلي عند بوابة فاطمة