زيارة الجليلي.. تستفز الخصوم وتدعم حزب الله

أثارت زيارة الأمين العام للمجلس الاعلى القومي الايراني سعيد جليلي للبنان ردود فعل فورية:
– رأى الرئيس سعد الحريري أنّ زيارة جليلي غير مرحّب بها في هذه المرحلة الحسّاسة التي يتعرّض فيها الشعب السوري لأبشع أصناف المجازر والدمار على يد نظام بشّار الأسد وحماته الخارجيّين. وقال: "إنّ هذه الزيارة تتعارض أيضاً مع مصلحة الشعب اللبناني الذي لا يمكن أن ينأى عن التضامن مع أشقّائه في سوريا ولا عن الموقف العربي الجامع الذي يطالب بتنحّي بشّار الأسد وكفّ يد النظام الإيراني عن التدخّل في الشؤون العربية عموماً والسورية واللبنانية خصوصا".
– قال رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حبّذا لو أنّ السيّد جليلي اهتمّ بالشؤون الداخلية لبلده التي شهدت بعض مناطقه انتفاضة شعبية عُرفت بانتفاضة الدجاج، قياساً لما تعانيه الشرائح الاجتماعية الفقيرة، بدل توزيع الترسانات العسكرية هنا وهناك، وقد أصبح سعر الدجاج في طهران أغلى من سعر الصورايخ!".
– دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ف "الحكومة إلى محاورة جليلي حول الاستراتيجية الدفاعية، على قاعدة أنّه في حضور الأصيل، أي إيران، يسقط دور البديل، أي "حزب الله".

إلى ذلك، كشفت مصادر مواكبة للزيارة ان محادثات جليلي مع المسؤولين الكبار تركزت على رسالة ايرانية واضحة مفادها الدعم المطلق لـ"حزب الله" في مواجهة كل الاحتمالات". وقالت لـ"النهار" إن المسؤول الايراني لم ينقل رسالة محددة ولكن فهم من كلامه أن مغزى زيارته دعوة جميع الافرقاء اللبنانيين ولا سيما منهم المطالبين بوضع ضوابط لسلاح "حزب الله" الى العودة عن هذه المطالبة من منطلق "اعتبار سلاح الحزب عامل توازن مع اسرائيل وعامل استقرار" ولا يمكن تالياً إخضاعه للاستراتيجية الدفاعية المطروحة في عملية الحوار اللبناني، مع التشديد على الدعم الايراني المطلق لهذا السلاح". اللافت أن جليلي ذهب في مواقفه العلنية الى القول إن أجواء الاستقرار التي يعيش فيها لبنان تعود الى "وجود المقاومة وانتصاراتها"، في ما اعتبرته المصادر تلميحاً واضحاً الى ربط هذا الاستقرار بأي مسّ بسلاح المقاومة.

أكدت مصادر سياسية رفيعة في بيروت لـ"السياسة" أن زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى لبنان، في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وخاصة ما يجري في سورية، تهدف بالدرجة الأولى إلى شد أزر حلفاء طهران ودمشق بعد الانهيارات الكبيرة في صفوف نظام الرئيس السوري بشار الأسد . وأكدت المصادر أن إيران تهدف من وراء زيارة جليلي إلى زيادة الضغط على لبنان الذي يلتزم سياسة النأي بالنفس في ما يتصل بالأحداث الجارية في سورية، بهدف إحراجه وإرسال رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن لإيران مناطق نفوذ كثيرة في المنطقة يمكن استخدامها عند الحاجة.

تحدثت مصادر إيرانية في طهران لـ"الأخبار" عن أهمية خاصة لزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الى لبنان تتجاوز ما عبر عنه الرسميون الإيرانيون. إذ إن "جليلي هنا يمثل السيد القائد (علي خامنئي) مباشرة، وأتى إلى بيروت ليتكلم في الأمن القومي، في ظل التهديدات التي تحدق بالأمن القومي العربي والإسلامي والإقليمي. بالتأكيد ليست مجرد زيارة ثنائية". وأوضحت المصادر ان السيد القائد خامنئي ، وخاصة في الآونة الأخيرة، يبدو أنه يحضر للمنازلة الكبرى التي يدفع باتجاهها الكثير من المغامرين والمقامرين والحمقى نتيجة فشلهم في السيطرة على المنطقة، فإن وجود جليلي في لبنان وتحدثه عن فلسطين له دلالات خصوصا إذا ما علمنا أن هناك أمر عمليات من المرشد إلى كل من هو معني في العسكر والأمن والسياسة والثقافة والإعلام، يقضي بواجب الرد على التهديد بالتهديد والاستعداد ليكون هذا الرد بمستوى أي ضربة.

ذكرت "الحياة" إلى أن لبنان أبلغ الى جليلي عدم مشاركته في الاجتماع الاستشاري الدولي حول الوضع في سورية، والذي دعت إيران الى عقده في طهران بعد غد الخميس بمشاركة 12 دولة. وأكد الجانب اللبناني أنه ملتزم سياسة النأي بالنفس في ما يخص الأزمة السورية، وأنه مثلما لم يحضر اجتماعات أصدقاء سورية في تونس والمغرب وباريس وكذلك اجتماعاً سابقاً في طهران، فإنه لن يشارك في اجتماع الخميس المقبل في العاصمة الإيرانية.
 

السابق
فكروا في إيران ما بعد الأسد
التالي
… أضغاث أحلام