اللواء: لبنان لجليلي: نعتذر عن المشاركة بمؤتمر طهران وجنبلاط يثير مع سليمان تجاوزات الأجهزة

شكّلت زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي نقطة خلاف جديدة بين القوى السياسية، في لحظة حرجة تمر فيها المنطقة بتأثير تداعيات الأزمة السورية التي تنتقل من مرحلة خطرة إلى مرحلة أخطر، مما يبقي الساحة الداخلية بين الترقب والانتظار من جهة والانصراف الى تصريف الأعمال، ولو من باب إعداد قانون جديد للانتخابات على أساس النسبية.
ففيما كان مجلس الوزراء منهمكاً بإنتاج قانون انتخاب جديد، كان الزائر الإيراني جليلي "يداهم" كبار المسؤولين بمواعيد طارئة بحثاً عن تثبيت موطئ قدم إيراني في لبنان تحت عنوان "الاستقرار" ودعم "محور الممانعة" الذي تشكل المقاومة وعمودها الفقري "حزب الله" رأس حربة في مواجهة المشروع الأميركي، من دون أن ينجح في الحصول على تجاوب لبنان الرسمي على الدعوة التي وجهها إلى 30 دولة مهتمة بدعم مبادرة كوفي أنان لحضور مؤتمر في هذا الشأن يعقد في طهران لدعم الشعب السوري وضع حد للعنف، على حد ما جاء في الدعوة، حيث أكد له وزير الخارجية عدنان منصور أن "قرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو بعدم المشاركة استناداً إلى سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان".

ووصفت أوساط 14 آذار زيارة جليلي بأنها بمثابة محاولة لاستلام التركة السورية، في ضوء تراجع نفوذ النظام السوري المنشغل بأزماته في الداخل، واضطرار طهران إلى التقدم مباشرة للإمساك بزمام الجزء اللبناني من الحلف السوري – الإيراني الذي تشكّل قوى 8 آذار قوامه الأساسي.
ولفتت الأوساط في هذا السياق إلى اللهجة السياسية القاسية التي قوبلت بها الزيارة، ولا سيما من الرئيس سعد الحريري الذي أعلن أن زيارة جليلي غير مرحّب بها في هذه المرحلة الحسّاسة التي يتعرّض فيها الشعب السوري لأبشع أصناف المجازر والدمار، مشيراً إلى أنها تتعارض مع مصلحة الشعب اللبناني الذي لا يمكن أن ينأى عن التضامن مع أشقائه في سوريا، فيما تمنى رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لو أن جليلي إهتم بالشؤون الداخلية لبلده التي شهدت بعض مناطقه انتفاضة شعبية عُرفت بانتفاضة الدجاج، قياساً لما تعانيه الشرائح الاجتماعية الفقيرة، بدل توزيع الترسانات العسكرية هنا وهناك، وقد أصبح سعر الدجاج في طهران أغلى من سعر الصواريخ.

ولفت جنبلاط الذي سجل لرئيس الجمهورية "المواقف السياسية المهمة والمتقدمة التي اعلنها في عيد الجيش في بيت الدين، بأن الاستراتيجية الدفاعية تتطلب، مثلما قال الرئيس سليمان، تحديد المرجعية التي تتحكم بالإمرة، بما يتوافق حصراً مع المصلحة الوطنية اللبنانية، بعيداً عن المصالح الاقليمية والخارجية، مؤكداً اننا نريد السلاح دفاعاً عن لبنان فقط، وليس دفاعاً عن مضائق هرمز أو سواها، مشيراً إلى ان مقولة التحرير تتطلب أولاً تحديد وترسيم الحدود اللبنانية – السورية، تطبيقاً لما اتفق عليه في هيئة الحوار، كي لا يكون لبنان مجدداً منصة متقدمة لتحسين ظروف التفاوض في الملفات النووية الدولية أو في ظروف التموضع الإقليمي في المنطقة.
وكان جنبلاط قد زار أمس الرئيس سليمان في بيت الدين لمناسبة قدومه لتمضية جزء من فصل الصيف في المقر الرئاسي الصيفي.
ولم تشأ مصادر الرئاسة أن تكشف عن طبيعة المداولات التي جرت بين الرجلين، لكن معلومات ذكرت بأن جنبلاط أبلغ الرئيس سليمان بأن هناك ممارسات تجري من وراء ظهر الحكومة، وليس فقط من قبل جهاز الأمن العام فيما يتصل بترحيل السوريين، بل في أمور أخرى لم تكشفها المعلومات التي اضافت بأن الرئيس ميقاتي وحزب الله كانا مستائين من تصريحات جنبلاط أمس، سواء في ما يتعلق بزيارة جليلي أو بموقفه من الاستراتيجية الدفاعية التي جاءت في سياق الرد على الطروحات الأخيرة للحزب وأمينه العام السيّد حسن نصر الله الذي كرّر امس مواقفه السابقة بالنسبة لمسألة تسليم سلاحه إلى الدولة، مؤكدً ان "السلام الذي يؤدي إلى ردع اسرائيل موجود عندنا فقط".
وقدرت أوساط سياسية أن موقف جنبلاط، بخصوص سلاح الحزب، وكذلك بالنسبة لقانون الانتخاب من شأنه أن يتسبب للحكومة باهتزاز ويؤثر على وضعيتها لاحقاً، خصوصاً إذا تضامنت معه كتلة "المستقبل" النيابية في رفض مشروع النسبية في مجلس النواب، حيث ستكون هناك "المقصلة" لهذا المشروع، على حدّ تعبير وزير الجبهة وائل أبو فاعور 

السابق
الشرق الأوسط: انشقاق رئيس حكومة الأسد ومصرع 3 من المخطوفيين الإيرانيين
التالي
-الأخبار: كونيللي: لا جدوى من بقاء الحكومة إذا ثبت تورّط حزب الله في بلغاريا