الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي: أوضاع البلاد لا تحتمل التأجيل

صدر عن الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي بيان جاء فيه: "تسارعت في الآونة الأخيرة وتيرة النقاش حول الاصلاحات الانتخابية، لاسيما بعد أن وضع مشروع القانون على جدول أعمال مجلس الوزراء. واللافت إهمال البنود الاصلاحية الاساسية التي ترى الحملة فيها أساساً لاي قانون عصري، فاسقطت الهيئة المستقلة والدائمة لتنظيم الانتخابات وهناك احتمال ان تسقط الكوتا النسائية، ولا مؤشرات الى امكانية الابقاء على البنود الاصلاحية المتبقية، هذا علماً أن ما يمكن أن يمرّر في مجلس الوزراء قد يسقط في مجلس النواب جرياً على العادة التي نعيش واقعها منذ سنوات".
واضاف: "تستشف الحملة من الاجواء المواكبة للحديث عن الاصلاحات صفقة عقدت بين مختلف الاطراف السياسية تهدف الى تمرير سلة من القرارات السياسية والتعيينات الادارية يتم من خلالها الاطاحة بالاصلاحات الجديّة في قانون الانتخابات".
واشار الى ان "الاصلاح الانتخابي لم يعد ترفاً، لا بل مسألة وطنيّة ملحّة وضروريّة ولا يحتمل التأجيل. إذ إن ما نشهده اليوم من أزمات متنقّلة بين الوزارات وفي الشوراع وبين المدن والاحياء، تترافق مع انهيار المؤسسات العامة وتلاشي هيبة الدولة، واستسهال التعدّي على الاموال العامة وتجاوز القوانين وانتهاك أبسط الاعراف والاصول، هو نتيجة طبيعيّة لتنازل الدولة عن صلاحياتها ولفقدان ثقة المواطنين بقدرة السلطة السياسيّة على حماية أمنهم ومصالحهم وتوفير أبسط حقوقهم ومعالجة التحدّيات التي يواجهونها".
ولفت الى "إن إقرار قانون جديد للانتخابات يساهم في إعادة تكوين السلطة على أسس وطنية ويشكل مخرجاً من الأزمة، وهو السبيل لعودة ثقة المواطنين بدولتهم كما أنه المدخل لمعالجة حالة التفتّت والانهيار الذي تشهده البلاد. لقد سئم المواطنون من التسويف والخداع وباتوا واثقين من أن الطبقة السياسيّة التي تتناوب على الحكم لن تتنازل عن المكاسب، إلا أنّ الحملة تذكّرهم أيضا بأنّهم لن يكونوا بمنأى عما يجري حولنا في المنطقة من انهيارات لأنظمة كانت تعتقد يوما بأنها باقية الى الأبد".
وتابع البيان "لن نستجدي الاصلاح من طبقة سياسيّة فقدت الحدّ الادنى من المسؤولية الوطنية، طبقة سياسيّة فاسدة تحتقر شعبها ولا تحترم أبسط حقوقه، لا بل تمعن في إذلاله وسرقة ما تبقى له من حقوق وكرامة. إنّ الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي تدرك قدرة هذه الطبقة السياسيّة على تجاوز تناقضاتها عندما يتعلّق الامر بالمحاصصة وتقاسم السلطة على حساب المواطنين وحقوقهم، وتتعهد الحملة إتخاذ الخطوات التصعيدية لكشف ألاعيب الطبقة السياسية أمام الناس لأن أوضاع البلاد لم تعد تحتمل أي تأجيل".
 
 

السابق
احتفال بعيد الجيش في صربا ـ الجنوب
التالي
سرقة صيدلية في صور